احدث الاخبار

منصورة يا غزة

منصورة يا غزة
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 28-02-2011

لا مصالح أمريكا تسمح، ولا أمن أوروبا يسمح، ولا اقتصاد العالم يسمح لإسرائيل بأن تدخل على خط المتغيرات في الشرق الأوسط، وتهاجم قطاع غزة، حتى أن المجتمع الإسرائيلي نفسه، وقادته السياسيين منقسمون على أنفسهم حول هذا الموضوع الخطير، لأنه غير مضمون العواقب، وقد فرض على القيادة العسكرية أن تغير من لهجتها، وأن تحترم محدودية طاقتها، وأن تتراجع في تهديداتها العلنية المباشر باحتلال قطاع غزة، والرد المزلزل، واقتلاع المقاومة من جذورها، ليصير أقصى تهديد عسكري إسرائيلي هو: تكثيف الضربات النوعية، وقطع طرق نقل الأموال، وتدمير الأنفاق.

بعيداً عن التطور الميداني للمقاومة، وروح التضحية في غزة، وبعيداً عما ذكرته مصادر عسكرية إسرائيلية بأن صواريخ المقاومة التي أطلقت من غزة نحو مدينة بئر السبع هي من نوع "جراد" من طراز BM-21 المصنعة في الصين، والتي تم بيعها لإيران، وتم نقلها إلى غزة، بالإضافة إلى صواريخ من نوع فجر يبلغ مداها 80 كيلو متر، ويمكنها أن تصل إلى تل أبيب، وأن تضرب مفاعل ديمونا النووي في النقب. بعيداً عن هذا التقدير العسكري الإسرائيلي، فإن غزة لم تعد قطعة أرض جغرافية معزولة عن محيطها العربي، غزة ليست محاصرة بعد أن اعتصمت في ميدان التحرير في القاهرة، وبعد أن أصبحت تونس الثورة، وأضحت عمان وغدت الكرك، وعانقت السلط وعجلون، وصارت طرابلس، وباتت في صنعاء وعدن، بالتالي لن يجرؤ مجنون تل أبيب "نتانياهو" على التفكير في حرق نفسه وسط هذا اللهيب الذي يأكل بناره مجنون ليبيا وزملائه.

لا أغالي لو قلت: إن المتغيرات الإستراتيجية في بلاد العرب هي تراكمات وجدانية أسهمت فيها بطولات غزة، وأنتجتها مصانع المقاومة الميدانية، ولا أبالغ لو قلت: إن الجماهير الثائرة في بلاد العرب تحاكي غزة في صمودها، وحجارتها، ورصاصها، ودمها النازف الذي يأبى الاستسلام، حتى صار الرافعة التي تلوح للعرب بالكرامة والمقاومة والصمود.

قبل أيام قلائل؛ هدد المتطرف "ليبرمان" السفن الحربية الإيرانية بالهلاك، والتدمير، وأعلن أنه لن يسمح لها بالمرور من قناة السويس إلى البحر المتوسط، وأنه لن يسكت عن هذا التهديد الخطير، الذي يمس أمن إسرائيل.

لقد واصلت السفن الحربية الإيرانية طريقها، وعبرت إلى المتوسط، ووصلت إلى شواطئ سوريا، وابتلع الكافر "ليبرمان" لسانه، وغرق مع رئيس وزرائه في بحر الصمت.

غزة لم تعد عصفورة في قفص، غزة صارت صقراً يحلق في جنوب لبنان.

عدد القراءات : 2131
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات