قذافي ثقيف، وقذائف شَعبُلّة
من يقرأ التاريخ يستهجن إدعاء مسيلمة الكذاب النبوة، بل ويستغرب أن يظهر في ثقيف ذلك الزمان من يقول أنه نبي، يوحى إليه، ويأتي بكلام فارغ مثل: "ألم تر أن الله خلقنا أفواجاً، وجعل النساء لنا أزواجاً" ولكن هذا العجب يتبدد عندما تقرأ في القرن الواحد والعشرين كتاباً مطبوعاً طباعة فاخرة اسمه: الكتاب الأخضر، يقول زعيم الضلالة معمر القذافي في فصله الثالث، صفحة 155، الهلوسة التالية:
"المرأة أنثى، والرجل ذكر، والمرأة طبقاً لذلك، فهي تحيض أو تمرض كل شهر، والرجل لا يحيض لكونه ذكراً، فهو لا يمرض شهرياً بالعادة، وهذا المرض الدوري، أي كل شهر، هو نزيف، أي أن المرأة لكونها أنثى تتعرض طبيعياً لمرض نزيف كل شهر، والمرأة إن لم تحض تحمل، وإذا حملت تصبح بطبيعة الحمل مريضة قرابة سنة، أي مشلولة النشاط الطبيعي حتى تضع، وعندما تضع، أو تجهض، فإنها تصاب بمرض النفاس، وهو مرض ملازم لكل عملية وضع أو إجهاض، والرجل لا يحمل، لأنه لا يحيض، وبالتالي لا يصاب طبيعياً بهذه الأمراض، التي تصاب بها المرأة لكونها أنثى، والمرأة بعد ذلك ترضع، . ألخ".
ذاك الكلام التافه أوعز إلى شباب ليبيا بأن يبدؤوا ثورتهم بتحطيم الصنم الفكري الذي فرض القذافي عليهم عبادته، وسماه (الكتاب الأخضر)، ليبدؤوا بعد ذلك تحطيم كل رموز وملامح الدعي، الذي حارب الإسلام، وحاول أن يفرض فكره المشوه على بلد عربي.
لقد سقط مع سقوط القذافي زمن الانهيار العربي، وزعزعة أركان الإنسان، الزمن الذي تشابه فيه السياسي معمر القذافي مع المغني "شعبان عبد الرحيم، في طريقة اللبس، وطريقة تقديم نفسيهما أمام وسائل الإعلام بالمزركش والأصباغ، ولكن بمقدار ما يغيظك القذافي بكلامه الذي ليس له أول، بمقدار ما يضحكك شعبان عبد الرحيم بكلامه الذي ليس له آخر، لقد تكامل السياسي والمغني، إلا أن شعبلة احترم نفسه أكثر من القذافي حين قال:
خلصنا الصبر كله، وبردو مفيش حلول/ الإهانة أهي وصلت للدين وللرسول/ إييييييييه/ أهي وصلت الإهانة للدين وللرسول/ للدين وللرسول.
كل الأديان بريئة من اللي هانوا النبي/ عشان دي ناس مجنونة، أكبر ما فيهم غبي/ إيييييييييييييه/ عشان دي ناس مجنونة/ أكبر ما فيهم غبي/ أكبر ما فيهم غبي.
لو يقرءوا عن محمد، هيعرفوا هو مين/ رسول الإنسانية، الصادق الأمين/ إييييييييييييه/ رسول الإنسانية الصادق الأمين/ الصادق الأمين.
دنمارك إيه يا عالم، حتى بتوع العجول/ مين دول عشان يقولوا كلام على الرسول/ إييييييييه/ مين دول عشان يقولوا، كلام على الرسول/ كلام على الرسول.
قبل تفجر الثورات العربية، كان الناس يقولون: أعان الله أهل فلسطين على بلائهم، وعلى العدوان الصهيوني، ولكن عندما تكشفت لهم مأساة الشعب الليبي، وهموم الشعب المصري، وخفايا الرئيس التونسي، واليمني، وغيرهم، صار الناس يقولون: أعان الله العرب على بلائهم! وصار الفلسطيني يقول: من شاف بلاوي غيره، هانت عليه بلوته.