يارئيس بطانتك ستحرقك ..
· من ساحة الحرية بتعز يسطر أبناء المحافظة الرائعة أروع صور الاحتجاجات العصرية ضد النظام الذي كان سبب جمع تلك الجموع التي ارتصت صفاُ واحداً ، وهتفت بشعارات التغيير والدعوة لمغادرة النظام ، ورفعت أكفها إلى السماء في صلاة جمعة التلاحم الثانية عل الله يهدي الرئيس صالح ويصنع لنفسه تاريخاً جديداً ويلبي مطالب كل من هم في الساحات العامة "صنعاء – عدن – تعز "والتي ارتبطت بالحرية من يوم التقائها على هدف واحد يقودها شباب رفعوا التغيير ولا بديل عنه .
· منظر زحف الجماهير لأداء صلاة الجمعة الثانية في ساحة الحرية كان منظر يشرح الصدور ويبهج القلوب لان خروجهم وحضورهم الصلاة هو إعلان ضمني منهم أنهم مع المعتصمين الشباب حتى وان لم يواصلوا معهم ولكنهم يؤيدونهم في مطالبهم ويناصرونهم في تحقيقها ، منظر الجمع الكبير من الناس وهم يتوزعون ساحات الحرية يستمعون لخطيب الجمعة الذي تميز في خطبته وكان فيها منصفاً في طرحه ولم يوغر القلوب حقداً بل زادها حباً وألفة وطالبهم بان يظل اعتصامهم سلمي لا تخريب ولا تكسير ولا انجرار وراء محاولات من يريد جرهم إلى خارج الساحة لممارسات تسيء لهم ولهدفهم النبيل .
· المعتصمون يقدمون صورة حضارية في مطالبهم دون أي محاولات للعبث بالممتلكات العامة ومن المفترض أن ينظر إليها لأنهم أصحاب حق ومطلبهم مشروع فهم من صعدوه وهم يزيحوه فلا نزايد عليهم ولا نقول لهم من أراد السلطة فعبر الانتخابات ، فالانتخابات معروف كيف تسير وكيف تدار ومالذي يحصل فيها ؟فلماذا نغلق الآذان عن السماع لمطلبهم ؟ ولماذا يصر الرئيس على المحاورة معهم ومطلبهم واحد وواضح ؟ أليس من حقهم أن يقولوا خلاص شبعنا .. ملينا نفس الصورة والوجه .. لم يعد لك مكان في القلوب .. يكفيك 32 سنة .. أليس من حقهم أن يغيروا ويطلبوا منك التنحي وترك السلطة لغيرك ؟
· صحيح انك زعيم عربي صرت محط تقدير كثير من الشعوب ، وصحيح انك ساهمت في تحقيق وحدة الوطن ، وصحيح انك تملك قلباً كبيراً يسع الجميع ويقبل نقد المنتقدين ، ولازال صدرك فيه متسع والدليل انك حتى الآن تتعامل بروح رياضية مع الأحداث وسير الاعتصامات بدون صدام مع الأمن والجيش ، ولكن ألا تكمل جميلك وتسجل موقفاً تاريخياً وتنهي الأمر بقرار تاريخي تدعو فيه الشعب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية سريعة ؟
· مطلوب منك أن ترحل من السلطة لا أن ترحل من البلد لأنك في النهاية أنت ابن اليمن ولكن لم يعد للناس رغبة في حكمك ستقول فترتي لم تنتهي ، قد قالها قبلك "مبارك" وطار من الكرسي والبلد ، وكانت كلمة الشعب أقوى مع الفارق طبعاً بينك وبين أقرانك المتساقطين ، فلا تسمع لمن حولك ممن يرون في بقائك مكسب لهم ، وأنت كثير ما تسمعنا أن السلطة مغرم لا مغنم وهاهو المحك لتثبت أنك لا تبحث عن سلطة ولا تريد كرسي فاترك الأمر وأنت في عزة بين اهلك ووطنك .
· اليوم ينتظر التاريخ منك أن تسجل لنفسك مكاناً فيه وتخلد فيه بذكرى طيبة وبموقفك المشرف ستقدم الدرس لكل زعماء العالم انك الرئيس الذي لبى مطلب شعبه واستجاب له وترك السلطة وعاد إليهم ابناً لليمن كما صعد من بينهم .
· تعز اليوم تكرر المشهد الذي من خلاله صعدتك وأقعدتك على كرسي السلطة ، واليوم تطالبك أن تترك الكرسي بسلام بغض النظر عن المنجزات التي تحققت في عهدك لليمن لكنها تظل منجزات هلامية أمام معاناة الشباب العاطلين عن العمل ، أمام الفقراء الذين لا مأوى لهم ولا مصدر دخل يعيشون منه ، أمام الفساد الذي ينخر في مفاصل البلاد لم تقدر هيئة مكافحة الفساد حتى اللحظة أن تعري فاسداً كبيراً وتعلن محاكمته أمام الشعب ، لان المخرج أراد لها أن تظل صرخة إعلامية فقط وأنت المخرج بنظر الناس والشارع ، فساد يضرب يمنة ويسرى لا حسيب ولا رقيب .
· بطانتك أيها الرئيس لم تعد أمينة عليك فقادتك إلى صفيح ساخن تخترق ب هانت وحدك إنهم ينتظرون لحظة سقوطك أو رحيلك ليشمتوا فيك كما شمتوا بمن قبلك فكن أذكى منهم وفوت عليهم الفرصة وأعلن الدرس المنتظر منك لهم وللعالم أنك لست زعيم كرسي .