احدث الاخبار

الدكتور محمد سعد عبد اللطيف في حوار خاص : نظام الرئيس مبارك لم يرحل مبارك وحده هو الذي رحل والدليل وجود المشير طنطاوي وشفيق

الدكتور محمد سعد عبد اللطيف في حوار خاص : نظام الرئيس مبارك لم يرحل مبارك وحده هو الذي رحل والدليل وجود المشير طنطاوي وشفيق
اخبار السعيدة - القاهرة (مصر) - حاورته - دينا سعد         التاريخ : 25-02-2011

في حوار بعد شهر من الثورة المصرية للدكتور محمد سعد عبد اللطيف أجرت الحوار : دينا سعد  الى الحوار : ما الذي أدى لثورة المصريين؟

أعتقد أن الذي أدى لثورة المصريين هو نضج الشباب الذين كانوا أطفالاً عندما منذ أكثر من 34 سنة، أيام حكم الرئيس السادات، هؤلاء الشباب – 30% من السكان تحت العشرين – انفتحوا على العالم من خلال التكنولوجيا الحديثة والشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل العالمي مثل فيسبوك وتويتر، ورأوا العالم حولهم، واكتشفوا أن الأنظمة التي تحكمهم تعمل على إذلالهم وقمعهم وتستبد بهم، وتسرق منهم أموالهم وطموحهم ومستقبلهم وتسفة أحلامهم وهذا القمع والاستبداد كان موجوداً أيضاً في أيام عبد الناصر وتنظيمة الطليعى العميل الخائن للشعب والوطن والمتغلغل حت الآن فى الأماكن القيادية فى البلد وأسمائهم موجودة على النت والسادات.

شيء آخر اكتشفه الشباب هو أن حكوماتهم تعمل على تصدير كل ما هو مزيف لهم من سياسات وانتخابات وتعليم وصحة وصحافة، إضافة إلى تكميم الأفواه والتعذيب و الأعتقال للصفوة والعلماء ، حيث لا يقدر أحد على معارضة الرئيس أو نظام حكمه، ومن يفعل ذلك يتم اعتقاله وضربه وتعذيبه داخل أقسام الشرطة ومراكز أمن الدولة. فضلاً عن النظام كان لا يريد أن يرى شباباً متعلماً تعليماً جيداً.

وكيف طفا كل هذا على السطح فجأة

كما قلت إن نضج هؤلاء الشباب واكتشافهم أن حكوماتهم تصدر لهم الفقر والاستبداد، ليس الاستبداد الاقتصادي فحسب، بل التعليمي والصحي والاستبداد في كل جوانب الحياة الأخرى.. وهذا ليس موجوداً في مصر وحدها بل موجود أيضا في الجزائر واليمن والأردن وكل دول الشرق الأوسط.. شيء آخر هو أنهم نزعوا الخوف من قلوبهم، فما عادوا يخافوا مرة أخرى، وهو الشيء الذي فعله اللبنانيون في حربهم مع إسرائيل سنة 1982.

هل ذهبت إلى ميدان التحرير، وماذا رأيت هناك؟

بالطبع ذهبت إلى، ورأيت الناس الموجودين هناك ورحبوا بي ويقدمون الطعام والشراب، بالفعل رأيت تغييراً في مصر.

برأيك لماذا ميدان التحرير؟

المصريون ينظرون إلى ميدان التحرير، على أنه رمز، فأيام الاحتلال الانجليزي عندما كان يسمى ميدان الإسماعيلية، كان محظوراً على المصريين دخوله، وبعد تمثيلية يوليو 1952، تحول اسمه إلى "ميدان التحرير"، واعتقد أن الشباب اعتصموا به لوجود أغلب مؤسسات الدولة به، حيث يوجد مجلسي الشعب والشورى، ومجلس الوزراء وعدد من الوزارات على رأسها وزارة الداخلية، وبعض السفارات الأجنبية بالقرب منه على رأسها السفارتين الأمريكية والبريطانية.

ماذا عن الدور الأمريكي؟

في البداية دعنا نقول إن نظام الرئيس مبارك لم يرحل مبارك وحده هو الذي رحل، والدليل على ذلك أن من يراس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد هو المشير حسين طنطاوي – الذي هو صديق مقرب من مبارك -، وزير الدفاع لمدة 19 سنة في عهد مبارك، كما أن رئيس الوزراء أحمد شفيق نسيبة وقريبة وغالبية الوزراء الموجودين ينتمون لنظام مبارك أيضا.

أما بالنسبة، للولايات المتحدة فهمها الأول هو الحفاظ على أمن إسرائيل، ومن هذا المنطلق سعت لضمان التزام مصر بمعاهدة السلام، وتأسيس دولة تابعة لإسرائيل، وهو الشيء الذي أكده الجيش من خلال اعلانه الالتزام بكافة التعهدات والالتزامات الدولية، وعلى رأسها بالطبع معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، رغم أن المتظاهرين لم يذكروا إسرائيل من قريب أو من بعيد، والولايات المتحدة تشترط أمن إسرائيل والسلام معها، وبعد ذلك يمكنكم عمل الديمقراطية التي تريدونها، وهو نفس الأمر بالنسبة للدول الأوربية.

كيف ترى ثورة المصريين الآن؟

أرى أن نتيجة ما فعله الناس، صب في مصلحة الجيش على عكس ما أراد الشعب الذي لم يثور من أجل الجيش الذي تولى السلطة، بل من أجل الشعب، وأرى أن التطور العظيم للثورة، مضى بلا قيادة، والخطر الآن يكمن في أن يظل الجيش في الحكم، وارى أن يتم الاستماع إلى الناس لا إلى النخب مثل البرادعي وعمرو وأيمن نور وغيرهم، هؤلاء جيدون لكن يجب الاستماع إلى صوت الناس.

وماذا عن الأحزاب السياسية والإخوان المسلمين ودورها في الثورة؟

أعتقد أن الأحزاب السياسية المعارضة لم يكن لها دور في الثورة، وإن كان لبعضها فكان قليلاً، وأظن انهم لم يتعلموا كيفية تأسيس الأحزاب السياسية ويجب تعليم المصريين كيفية تنظيم الحياة السياسية، وهذه الأحزاب المتنوعة عليها إعادة تأسيس أنفسها من جديد ومخاطبة الناس في الشارع والاستماع إلى صوتهم وليس صوت الحزب نفسه، على العكس الإخوان يخاطبوا الناس في الشارع وأعتقد أن الثوار بحاجة إلى حزب جديد فالثورة الروسية انتجت الحزب الشيوعي والجزائرية انتجت حزب إسلامي، .

ما الذي تحتاجه مصر بعد الثورة ورحيل مبارك؟

اعتقد أن مصر تحتاج إلى مؤسسات خالية من الفساد، وانتخابات حرة ونزيهة تعبر حقيقة عن إرادة الشعب، وأيضا قيادات جديدة لكل المؤسسات والقطاعات، فالقيادات الموجودة حاليا تنتمي لنظام مبارك، مصر تحتاج لقيادة لا تتبع الولايات المتحدة. ويجب أن ننحي المنتفعين من نظام مبارك جانباً من سياسيين وصحافيين ورجال أعمال الذين كانوا يهللون "أنا بحبك يا حسني مبارك"، والآن يقولون "أنا بحبك يا ثورة". ومصر تحتاج مراقبين من الاتحاد الأوربي على وتحدث على هامش الحوار عن الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وزعيم الجمعية الوطنية للتغيير، وقال "إنه رجل جيد ، لكني أعتقد أنه لا يملك شعبية في مناطق عديدة في مصر مثل الصعيد"، فضلاً عن الأمين العام لجامعة الدول العربية وقال إنه "رجل لطيف، لكن انتماءه لنظام مبارك، وتأييده لبقاء مبارك لخمسة اشهر في البداية وكان هذا خطأً كبيراً افقده الكثير"، أما الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد، والذي أعلن عن خوضه انتخابات الرئاسة المقبلة فقال عنه "أيمن نور جريء، لكن لا أعتقد انه مرشح ذو شعبية

عدد القراءات : 3753
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات