احدث الاخبار

محاولات رئاسية مليئة بالتناسي

محاولات رئاسية مليئة بالتناسي
اخبار السعيدة - كتب - عبد الرزاق العزعزي         التاريخ : 22-02-2011

حاول "صالح" أن يبدو أكثر واقعياً في شخصيته.. واتهم في حديثه المعتصمون الذين يطالبون برحيله أنهم مستأجرون من قوى خارجية ويدفع لهم خمسة آلاف ريال باليوم الواحد؛ ربما تناسى فخامته أن المستفيدون من بقائه يخيمون على ميدان التحرير منذ عدة أيام ويصرف لهم من خزينة الدولة، بقيادة بلاطجتها..

ربما تناسى أن جمعية البداية في تعز تم ذبح ما يقارب عشرة أثوار وتوزيع "اللحم والدجاج" على المناصرين له الذين أتى بهم من القرى، وهم الفئة الأقل ثقافة ومعرفة بحقوقهم التي يكلفها الدستور..

ربما تناسى أن قوات الأمن المركزي وجهازي الأمن السياسي والقومي يؤمرون على النزول إلى الشارع وتفريق جموع المعتصمين المطالبين لرحيله بعد سنوات طوال لم تشهد فيها اليمن تنمية حقيقية يتباهى بها اليمني بين دول المنطقة فحسب..

كيف لفخامتك أن تصلح ما أفسده نظامك خلال ثلاثة وثلاثون عاما؟

# # #

حاول "صالح" أن يكون أكثر حضارياً في كلامه وطالب من أحزاب اللقاء المشترك أن يتعاملوا مع الديمقراطية بشكل أكثر حضاري ويتجهوا صوب صناديق الاقتراع؛ ربما تناسى فخامته عمليات التزوير التي ترتكب في المدن التي لا تصل إليها الرقابة الدولية.. أو ربما تناسى أن أصوات الناس تشتري من قبل التابعون للحاكم؛ ولأن الشعب غير مثقف وفقير أيضاً يبيع صوته بأي مبلغ يقدم له..

هل تناسى أيضاً أنه يحكم الوطن بالقبّيلة وبمبدأ "أنا مُحَكِمْ"؟

# # #

حاول "صالح" أن يتعامل مع سكان الوطن على أنهم متحزبين جميعاً.. ووجه دعوات متعددة لأحزاب اللقاء المشترك؛ كيف لفخامته أن يهمش الفئة الأكثر تضرراً من وجود الأحزاب الساعية لخدمة أيدلوجياتها.. كيف لفخامته أن يتعامل مع الجماهير على أنهم "حاكم أو معارضة" ويترك المستقلون وفئة الشباب والمجتمع المدني دون الإشارة إليهم وكأنهم وجودهم لا يمثل أي فئة مجتمعية في وطن لا يؤمن إلا بالأقوى..

كيف لنا أن نصبر على بقائك عامان أيضاً وربما أكثر؟

# # #

حاول صالح أن يبرهن أنه يقدم الكثير من التنازلات من أجل اليمن؛ ربما تناسى فخامته أن ملف المعونات التي تصرف لليمن لا تصل للمواطنين، بل لفئة محددة منها كونوا مافيا فساد منظم واستطاعوا الاستيلاء على خيرات الوطن وثرواتها، وأصبح الشعب نعاجاً يذبحها أتباعك متى أرادوا ذلك!.

ربما تناسى أن الشعب يحتاج أكثر من مقابلته وطرح شكاويهم.. يحتاج أن يشعر بآدميته.. يشعر بأنه إنسان محترم في وطنه وخارجها.. يشعر أنه لا وجود لشيخ يبطش به، ولا ضابط يصفعه، ولا عسكري يبتزه..

تناسيك متعمد يا رئيس الجمهورية الذي يصلي من أجلك الكثير حتى تتحسن أوضاعهم..

أرجو منك أن ترحل وتترك الشعب يمارس ديمقراطيته الحقيقية "حكم الشعب لنفسه" فلم يعد هناك أي حوار قائم بينك وبين من يبحث عن الإنسانية في ظل نظام لا يحكمه قانون..

عدد القراءات : 2145
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات