احدث الاخبار

مصر .. العصابة!!

مصر .. العصابة!!
اخبار السعيدة - بقلم - أ. د. محمد سعد         التاريخ : 22-02-2011

ذهب رأس النظام ورأس الفساد وبقيت العصابة، التى وظفها سنوات طوالاً.. يرفض أفرادها الاستسلام للشعور بأنهم يتامى وأرامل فى لحظة فارقة.. وصلتهم رسالة المهزوم بأن «تحركوا».. حاولوا فرض حالة «الفوضى غير الخلاقة» بضغط شديد وسرعة رهيبة.. انفجر الخدم فى قصر النظام.. لبسوا ثوب الثوار.. رفضوا الحوار أو الصمت..

خرجوا فى نوبات صراخ هستيرية وغير مفهومة.. هدفهم تعطيل الإنتاج.. أملهم العودة إلى العشوائية ومنهج الفساد.. يسعون للإيحاء بأنهم أصحاب حقوق.. يمضون فى طريق تنفيذ خطة يكملون بها «موقعة الجمل والحصان» فى أشرف ميدان.. أملهم الانتصار للزيف والكذب والنفاق والتزوير والرشوة.. لاستعادة صورة الفساد الساقطة!!

ليست مصادفة.. ولا اعتناقاً لنظرية المؤامرة.. فالذين عاشوا خدما للديكتاتورية، طوال سنوات نعلم عددها.. انقلبوا على المجتمع – بفعل فاعل – يعتقدون فى قدرتهم على خداع الشعب المصرى ويقدمون أنفسهم على أنهم يتطهرون.. والنجاسة أصلهم و الحقيقة أن عقيدتهم زعزعة استقرار الوطن لحساب عصابة ما قبل ٢٥ يناير!!

ليس غريبا أن شباب الثورة الذين أسقطوا النظام، انطلقوا للعمل، فكانت حملتهم لتنظيف وتجميل ميدان التحرير والشوارع المحيطة به.. أما الخائفون والمرتعشون الذين كانوا يقدسون الأصنام.. فقد لبسوا ثوب الثوار وخرجوا لتعطيل عجلة الإنتاج.. رفعوا لافتات مطالب اجتماعية وفئوية – هى حق يراد به باطل – فظهر بوضوح أنهم يشاركون فى مؤامرة ترويع الوطن والمواطنين..

فإذا كانت مؤامرة قيادات الداخلية قد أحبطها وعى وطن بأكمله.. فلا يمكن أن نفهم عودة رجال الشرطة متظاهرين، ومحاولين المزايدة على الثورة والثوار.. اعتقدنا أنهم سيستفيدون من عفونا عنهم، وسماحتنا معهم ليشرعوا فى استعادة الأمن والاستقرار.. لكنهم أرادوا الاستمرار فى تكريس حالة الفوضى، ورفضوا هديتنا لهم.. غير مقبول على الإطلاق من الذين دفعوا الوطن إلى حافة الهاوية، أن يحاولوا العودة فى صورة المظلوم والمقهور والثائر..

وإذا كنا قد استسلمنا للمستفيدين والفاسدين فى جهاز الإعلام.. فلا يمكننا استعادة وجهنا الجميل بالثورة عليهم يتقدم صفوفنا سفهاء الأمة والانتهازيون.. نعم وبكل تأكيد، نحن لدينا قيادات «إعلام أمنى»، لكن طردهم يحتاج إلى تفكير وهدوء، لطردهم فى الوقت المناسب.. أتفق مع محاولات تجريسهم.. أرى فى صمودهم وعدم خجلهم، شيئا شديد الاستفزاز.. لكن مصلحة الوطن تفرض علينا تحملهم أياماً قليلة.

فالشباب الذى شيد ناطحة سحاب اسمها «ثورة ٢٥ يناير» لا يمكن أن يسرقها منهم أولئك الانتهازيون!! وفى مواقع الإنتاج سواء كانت مصانع أو مطاحن أو مزارع، أعرف أن الأغلبية تحملت ما لا طاقة للبشر بتحمله.. لكن تلك الأغلبية عليها أن تكون واعية.. فالأقلية – المنحرفة والانتهازية – تستفزهم لدفعهم إلى الخروج عن صوابهم.. تلك أقلية شيطانية، تحاول رجم الثوار والمخلصين بأنهم فاقدون للأهلية.. كما فعل «صفوت الشريف» و«أحمد عز» و«حبيب العادلى» وباقى قائمة أعداء الوطن!!

إذا كان شباب الثورة الذين واجهوا ترسانة القوة والنفوذ والفساد بطهارتهم.. وإذا كنا قد أخذتنا الدهشة بتلك الحالة.. وإذا كان شباب الثورة قد رفضوا الخروج من الميدان للاحتفال وانصرفوا للبناء والتعمير والتجميل.. فعلينا أن نحترمهم ونقدر طهارتهم ونبل قصدهم..

وذاك لا يتحقق إلا بالانصراف إلى العمل ومضاعفة الإنتاج – نتعلم منهم – وإدراك أن الخونة منا – بضمير مستريح – كل أملهم إفساد وإحباط وتشويه نجاح وانتصار شباب مصر.. نحن لا يمكن أن نتمكن من معالجة تراكم الفساد سنوات طوالاً، بالانقلاب على الوطن.. وإذا كانت القوات المسلحة تمارس أقصى درجات ضبط النفس والإخلاص والوطنية.. كما أن شباب الثورة يمارسون بشكل عملى أقصى درجات الإخلاص والطهارة والصدق.. فلا يمكن للفاسدين الصغار، أن يهزمونا لحظة الانتصار على «جنرالات الفساد»..

فالحقيقة تقول إن «جمهورية مصر العشوائية» انتصرت لحظة اعتقادها أن الوطن كله أصبح فاسدا وكاذبا ومزورا.. لكن أشرافنا وأطهارنا – الشباب – خرجوا بصدور عارية وإرادة فولاذية ليقولوا للعالم إن مصر الحقيقية لا يمكن أن تكون فاسدة ولا عشوائية.. عودوا إلى رشدكم.. تحملوا قليلا.. فالحقيقة هى الحقيقة.. والكذب هو الكذب.. والفساد هو الفساد.. والحضارة هى الحضارة..

ومصر هى مصر.. واللصوص والفاسدون لا يمكن أن يكونوا ثوارا.. كل الاحترام والتقدير للذين ينتفضون رفضا للظلم.. لكن الاحترام والتقدير للوطن فى هذا الظرف العصيب يتجاوز مشاعرنا.. يمكننا القول للشباب إننا فهمنا رسالتهم.. ولو أننا استسلمنا للمؤامرة، فسنكون – بضمير مستريح – متآمرين على الماضى والحاضر والمستقبل

عدد القراءات : 2498
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات