احدث الاخبار

متدثرون بالويلات..

متدثرون بالويلات..
اخبار السعيدة - بقلم - عبد الحافظ الصمدي         التاريخ : 21-02-2011

مراراً يمتطي النافذون صهوة الفوضى ومن تحت عبث القبيلة تخرج دائماً أنظمة ضحية.. بمقدور البلطجة أن تنهي عمر الحكم قبل الأوان وتنذر المستعين بها بالزوال، تغتال العظمة دون إذن من القدر..

الواقع ملغوم بالغضب واللعب بورقة الشارع إقدام على إشعال ثورة ما كان في الحسبان إبطالها، والفساد ما عشعش في دولة إلا أفناها ورسم ملامح المستقبل للبلاد بطبشورة متفحمة.. انتهاج العنف هو الآخر إيقاظ للدمار، فيما تأذن سياسة القمع والإقصاء بالقادم الكارثي، ومن لايعرفون من الوطن سوى ثقافة السلب والنهب هم من يحفرون للأنظمة قبورها، يجيدون صناعة الهلاك كإتقانهم سياسة الهبر..

لماذا نبدو مفلسين عند الشدائد، متدثرين بالويلات، إذا دب الخلاف لا يرى الآخرون منا سوى الشخصية المتعرجة.. خمول السلطة يفتح شهية التغيير والارتباك الطالع من تخلخل المعارضة يكشف سوءتها، يغيبها في الساحة ويصيبنا بالإحباط.. هذه النبرة المناطقية التي انبرت مؤخراً في الشارع تعرينا أمام الآخرين وتلغي الوطنية، وهذا البون الشاسع بين السلطة والمعارضة يطلق صفارة رعب، يبحث بالحاح عن الشاغر المخيف ويفتح شهية الجحيم نحو المزيد..

كلما اتسعت الهوة بين الحاكم والنخب الوطنية زاد اقتراب الأجل ودنا الوداع من الجميع لتبدو القوى المتربصة بالوطن قوية الحضور تتأهب لملء الفراغ ببدائل مفزعة، فحين يحل العناد وتلوذ بالتعنت النخب تكون قد فتحت الباب على مصراعيه للخراب وأطلقت الأفاعي في الحقول ومكابرة الساسة توقد في الأوطان الحرائق وتهدد المصير بالنعيق المرتقب.

اليوم هبت رياح التغيير ويزداد تعاظمها حيناً بعد حين لتأتي على الأنظمة العربية، فلا تبقي منها ولا تذر، لقد انكشف المستور، أفصح الواقع بالحقيقة وبدى كل على حقيقته، تلاشى الزيف الغربي وصار الخارج أضعف من أن يكون للاستبداد معيناً وظهرت الأنظمة بكرتونيتها والقوى العابثة والمتسلطة أهون من خيوط العنكبوت، فيما بدا جلياً للعالم أجمع قدرة الشعوب على التغيير.

لقد بدأ الشاب العربي يفهم قرقرة معدته ماذا تعني ويدرك كيف يتعامل مع يد تسقط على فمه لو أراد التفوه لتجبره على ابتلاع الكلمات، صار باعتقاده أن مكافحة الفساد بالتقسيط وسيلة فاشلة، يؤمن حد اليقين بالحلول طفرة واحدة بهيبة غضب واحدة، بات لا يرى للعبث مقلباً غير الرحيل.. لكن لازال لسادتنا فرصة لاتقاء غضب الشارع، فما حدث بتونس ومصر يشدهم نحو التقاط ذاتهم المبعثرة، ويدفعهم إزاء لملمة الشمل من الشتات والعمل على استيعاب شريحة الشباب بمطالبهم الملحة.. الثورة المصرية اليوم ألهمت الشعوب الثورة، وتلقن الحاكم العربي درساً في الإصلاح، أتمنى أن يكون استوعبه جيداً، فهذا التغيير القادم من تونس يقوي العزيمة على اجتثاث الفساد من الجذور.

عدد القراءات : 2601
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات