احدث الاخبار

القوة الثالثة (2)

القوة الثالثة (2)
اخبار السعيدة - بقلم - أكرم الثلايا         التاريخ : 21-02-2011

- إن أغلب السلطة الفاسدة وأغلب المعارضة الانتهازية على الأقل وفقاً لرؤية أغلبية شباب الجامعة , الذي لم يختلف اثنان منهم حول هذه القناعة , فقد سألت المئات من الطلبة والشباب والخريجين عن ذلك وكانت تلك الإجابة الموحدة , ولأضير من ذكر الحقيقة التي مازال كثير من مسئولي اليمن يتجاهلونها وهي القوة الثالثة , أنها الشباب وحلقة الوصل المفقودة بينهم وبين أبناءهم , التي يسخر الجيل التاريخي منهم ليقول عنهم (ماذا سيفعل بابغوات الفيسبوك) , هل يدرك من أطلق مثل هذه الجملة , أن أحد هؤلاء الببغاوات هو ابنة الذي ينتمي لشباب الفيسبوك , وهو طبعا لا يعرف لأنه مشغول بنهب الدولة من خلال تحليل الفساد , في اعتقاد خاطئ بأنه يؤمن مستقبل ابنة , وابنة معناً في ساحة جامعة صنعاء.

- إن التنازلات التي قدمها رئيس الجمهورية لا تزال ناقصة من عنصرها الأساسي , بل من دعامتها التي بدونها سيسقط المعبد في استجابة متسارعة في كل قطرة دم من دماء الشباب العزل , اللذين أثبتوا الأحد إنهم أكثر حضارية من شيوخ المال اللذين أداروا البلطجية , فالفرق بين يوم الخميس بشارع الرباط ويوم السبت والدماء التي سالت على إسفلت جولة الجامعة , ويوم الأحد الذي اختفى فيها البلاطجة بقدرة قادر وسحر ساحر , وغلبت قدرة الشباب على التنظيم في مظاهرة سلمية لم تراق فيها قطرة دم برغم وجود المؤيدين والمعارضين من الشباب معاً , وهذا كله يطرح سؤال كبير هل فهمت القيادة أن شيخ المال والأعمال الذي يدير عمليات البلاطجة يسرح بالقيادة لتحقيق مجداً شخصياً وليس لذلك كله علاقة بالوطنية والولاء أو من يديروها حسب الأحوال ?

- برغم أن الشباب يرفعون شعار - أرحل أرحل - إلا أنهم أكثر وعياً من أغلب البطانة الفاسدة , فهم في نفس الوقت يرفعون شعار - تبت أيادي الفاسدين - وبكثرة , لعله يفهم (الصور مرفقة).

 - ومن على أرض الاعتصام يحاول بعض الشباب إرسال رسالة أننا مستعدون للحوار مع السلطة بعيداً عن حوار المعارضة المزايدة ولكن ليس عن طريق شيوخ المال ومن اشاعوا الفساد في البلاد , وتحت مبدأ الاعتراف بثورة الشباب أولاً واحترام الند للند , فالزمن غير الزمن , والواقع الافتراضي يفرض نفسه.

- إن الاحتجاجات اليوم بالجامعة وانضمام الشباب العاطل من غير طلبة الجامعة والعمال , لهو دليل وعي الشباب للمرحلة وجهل جيل تاريخي لم يعي المرحلة , وهي التي يرعاها الله سبحانه وتعالى من عالي سماه , مرحلة دلت عليها واقع الحال في تونس البوعزيزية ومصر العزيزة وليبيا عمر المختار وغليان أقطار عربية اخرى حتى وصلت اليوم إلى شباب الصين , فهل من يستطيع أن يحجب الشمس.

- إن رئيس الجمهورية مطالب أن يتلاحم مع ثورة الشباب في سرعة خارقة , كفارق السرعة الذي بين سرعة الضوء والصوت , وكتلك العصا السحرية التي أخفت البلاطجة من الشارع في إدراك المسئولية نحو حماية احتجاجات الشباب متأخرا , أما عن الحل فلا بد أنه موجود بين أوساط الشباب , بل أؤكد أنه موجود فعلا ولكن بعيداً عن الأحزاب سوء في السلطة أو المعارضة , إذا التقط الرئيس الدرة من بين الشباب بمعزل عن من هم حوله , وبدواعي مسؤوليته الإنسانية عن جميع أفراد الشعب اليمني , كما قال في خطابه الأخير.

- ومن بين تلك الحشود المتلاحمة في شارع جامعة صنعاء ومن خلال الحوار الدائم الذي أجريته معهم من أول يوم للاحتجاجات السلمية , أستطيع الجزم أن آليات الحل موجودة بين أوساط الشباب , ولأغير أوساط الشباب , وبعيداً عن المفسدين فلا حل في وجودهم , وفي الأخير الشكر الجزيل لشباب جمعية الهلال الأحمر اليمني على تواجدهم الكثيف بين إخوانهم العزل , والشكر موصول لاستجابة الشرطة مؤخراً لحماية  المحتجين وان جاءت متأخرة فهو خيراً من أن لاتصل , وكذلك هو الحل الذي لم يصل إلى رئيس الجمهورية بعد.

althulaia72@gmail.com

 

رابط المقال السابق  القوة الثالثة

 

عدد القراءات : 2501
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات