من البلطجي فعلآ ؟
يقال ان الازمات تظهر معادن الرجال وتكشف كلا على حقيقته .الا ان الازمة السياسية المفتعلة التي تمر بها بلادنا قد كشفت هشاشة وانحطاط ما يتمتع به الكثيرين من ادعياء الثقافة من هبوط اكدته المصطلحات والالفاظ الرثة التي استخدمت في وقت مبكر من المعركة السياسية ما يدل على الضعف والافلاس وغياب الحجة .
ولست هنا بصدد فتح ابواب متعددة لا اقوى على اغلاقها في عمود صحفي او حتى عشرة لكثرتها ولكني سأتناول كلمة من جملة كلمات هابطة هي ( البلطجية ) التي استخدمها انصار المشترك ضد انصار الرئيس صالح سعيا من المشترك لدرء التهمة عنه فيما يمارس من اعمال شغب من قبل فوضويين لا يستطيع لا المشترك ولا غيره اثبات انهم مدفوعين من انصار الرئيس بل ان انصار الرئيس صالح اكد الكثيرين منهم ان المشترك هم من دفعوا بمن اسموهم البلطجية لتعقيد الموقف وتسهيل هروبهم من الحوار الذي دعى اليه الرئيس صالح .
وكم كنت اتمنى على الاقل ان يكون الاخوان في المشترك قد اتوا بهذه العبارة رغم ما فيها من هبوط لفضي من تلقاء انفسهم ولكنهم مع الاسف الشديد استنسخوها من جملة ما استنسخوه من ميدان التحرير في الشقيقة مصر العربية من عبارات وجمل بل وشعارات واساليب هي غريبة على بلادنا والاغرب ان تأتي من جماعات واحزاب تدعي الفضيلة وتتهم كل من ليسو معها كل اشكال والوان الرذيلة .
مع كل ذلك فوجه الغرابة ليس في الكلمة ولا في من صدرت عنهم ولكنها شعرة تقود الى الالاف من التسا ؤلات اهمها كيف لاحزاب لا تملك حتى عبارات محترمة تقولها في نظالها المزعوم ان تقدم رؤية وطنية للخروج بالبلاد من ازماته وتحل مشاكل الناس وهذا دليل واضح على هشاشة هذه الاحزاب وتلك الكيانات التي تسير في فلكها وانعدام الرؤية لديها واظن انها لو حكمت البلاد يوما فانها سوف تستورد من يسير امور البلاد من الخبراء الاجانب ففاقد الشيئ لا يعطيه .
والاغرب من هذا وذاك هو ان هذه الكيانات الهلامية استطاعت ان تضحك على طلاب في الجامعة وعلى صحفيين وعدد كبير من الناس باساليب قديمة ورخيصة ما عادت تنفع في تسيير سياسات الارياف النائية فما بالكم في دولة مثل اليمن التي وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بالايمان والحكمة .
وبالعودة الى كلمة البلطجية وبحسبة بسيطة للتعرف على من هو البلطجي فعلا علينا ان نسأل انفسنا بعض الاسئلة اهمها من البلطجي هل هو الذي يدعو الى حوار حضاري راقي ام هو الذي يهرب من الحوار ؟
من البلطجي هل هو الذي يدعو الى صناديق الاقتراع والى تنافس ديمقراطي ام هو الذي يسعى للانقلاب على الديمقراطية وعلى صناديق الاقتراع ؟
من البلطجي هل هو الذي يدفع بالشارع للدمار والخراب وتكسير الممتلكات العامة والخاصة ام هو الذي يقدم التنازلات لتفادي كل ذلك ؟
من هو البلطجي هل هو الذي يدعو الى تحكيم الدستور والقانون ام الذي يدعو الى تجاوز الدستور والقانون الى الصراع في الشوارع ؟ من ومن ومن تساؤلات لا حصر لها وخلاصة الامر ان اسلوب القص واللصق قد ينجح في امور كثيرة الا الثورات فلكل خصوصيته وظروفه ولن ينجح ابدا أي عمل صاحبه يحمل في صدره الغل والنوايا السيئة التي اساسها المصالح الذاتية والاهواء البعيدة عن الحب والصدق مع الوطن ومع الاخرين .
قد ننجح في الضحك على الاخرين لزمن طويل لكننا في النهاية سنجد اننا نضحك على انفسنا فاحسنوا النوايا من اجل اليمن - والله المستعان .
*رئيس تحرير شبكة اخبار الجنوب