احدث الاخبار

دور المدرسة في غرس مفاهيم الحقوق

دور المدرسة في غرس مفاهيم الحقوق
اخبار السعيدة - بقلم - عبد الهادي ناجي علي*         التاريخ : 08-12-2010

هل دور المدرسة يتوقف عند حشو دماغ وعقول الطلاب والطالبات بمنهج بات اليوم بحاجة إلى مراجعة وتعديل ؟ هل دور المدرسة اليوم ينتهي عند حجز الطلاب والطالبات في ساحة المدرسة وبين أربعة جدران ؟

أسئلة تطرح نفسها أمام المعنيين على العملية التعليمية والتعليمة في زمن لم يعد يجدي مع المتعلمين نظام "العسكرة" والتعليم بـ"الصميل" ،فالعلم اليوم يمكن أن يتلقاه الطالب من وسائل حديثة باتت أكثر قرباً من أيدي وعقول المتعلمين فما تقدمه شبكة الانترنت اليوم يفوق ما تحتويه مناهج التعليم كثيراً من حيث الشكل والمضمون ، ومواقع البحث اليوم سهلت للمتعلمين العثور على كثير من المعارف قد لاتتوفر في مناهج التعليم العتيقة التي لم يعد لها مكاناً في دول فاقتنا في العلم والتكنولوجيا .

وأمام كل تلك التطورات التي تحدث من حولنا فإن الجدوى من التربية بـ"الشخيط والصراخ "في مدارسنا يحتاج إلى مراجعة واتخاذ قرارات بإعادة تحديد دور وواجبات المداس والانتقال بها من مدارس تحاسب المتعلمين على كل تصرف يصدر منهم على انه خطا وتطاول وقلة أدب وفهلوة وغنج وووو الخ إلى مدارس تصنع قادة ونجوماً بما يحملون من أفكار نيرة تقبل وتستوعب الآخر في وقت يشهد نفى وإبعاد الآخر لأنه مصبوغ بلون ما لايقبل به البعض .

المدرسة اليوم يجب أن تتحول إلى مصانع تنتج الرجال المحاور المقنع بفكرة وأسلوبه ، والتحول هذا لن يكون إلا إذا تم إعادة تأهيل القائمين عليها من معلمين وإدارات ومشرفين .

ففي جانب تربية المتعلم على الحقوق والحريات التي ننشدها جميعاً فإن المدرسة ومن يقوم عليها لابد أن يفهموا أن المتعلم الذي يقف أمامهم ويجلس في حجرة "الحشو"لم يعد كالمتعلم في الستينات والثمانينات فاليوم المتعلم يريد من المعلم أن يتيح له مجال في إبداء رأيه في أمور خاضعة للنقاش والرأي قد تكون مثلاً في طريقة وأسلوب التعليم وأداء المعلمين في المدرسة ، مالمانع في أن يشرك المتعلم في لقاءات مع الإدارة المدرسية والمعلمين في الشهر مرة على الأقل يتم فيه الاستماع لهموم ومشكلات المتعلمين دون تهديد وتوعد بعقاب لو كان مطالبهم غير مقنعة ؟

مالمانع أن يعطى المتعلم فرصة في إبداء الملاحظة على أداء إدارة المدرسة وطريقة التعليم في المدرسة ؟

المدرسة اليوم يجب أن تنتقل بدورها من التعليم بالشدة والتربية بالعنف إلى التعليم الحر والتربية بالحوار والإقناع فيمكن من المدرسة أن تتغير كثير من المفاهيم الخاطئة في المجتمع ومنها يمكن ان نوجد الرجل القائد والمرأة الرائدة والمحاورة ، من المدرسة يمكن ان نوجد المتطوع في خدمة المجتمع ، ومنها يمكن أن يخرج المبدع والمبدعة .

في المدرسة يمكن أن نغرس مفاهيم حقوق الإنسان في عقول وسلوكيات المتعلمين وقبلها نقنعهم بحاجة اسمه "حق" ونجعلهم يمارسون حقوقهم في التعلم بصورة لايشوبها أي انتهاك لتلك الحقوق التي نريد تربية المتعلمين عليها، في المدرسة يمكن أن نربي الطفل المتعلم أن له حقوق كطفل يجب أن يتعلم كيف يطالب بها سواء من أسرته أو مدرسته أو مجتمعه .

المدرسة يمكن  أن تربي الطالبة على حقوقها في الحياة بكرامة دون امتهان أو إذلال من أسرة  أو مدرسة أو مجتمع أو إعلام بل وتختار شريك حياتها وفق ماقررته الشريعة .

من كل  ماسبق  نصل إلى قناعة أن المدرسة دورها اكبر من أن تتحول إلى حجز أو معسكر فمن خلال المدرسة تتغير عادات وممارسات وسلوكيات وتتعدل قناعات واتجاهات ومن خلال المدرسة يمكن أن تتغير صورة المجتمع .

ولتطبيق تلك الأفكار لابد من القناعة المسبقة لدى القائمين على التعليم أن المدرسة ليس من وظيفتها تخريج المعقدين والحاقدين على كل جميل وليس من وظيفتها تخريج العاقين والمفسدين ، فيوم أن تتعدل قناعاتنا بدور المدرسة الرائد في المجتمع اعتقد أنه من السهل أن نؤمن أنها محضن تنوير وإشعاع ومحضن لتخريج النافع والمفيد للمجتمع وللوطن .

*رئيس تحرير موقع تعز اليوم

alhadi68@gmail.com

عدد القراءات : 3848
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات