احدث الاخبار

الإسلام رؤية للدكتور سعد نحن من آل البيت ولا فخر

الإسلام رؤية للدكتور سعد نحن من آل البيت ولا فخر
اخبار السعيدة - القاهرة (مصر) - خاص         التاريخ : 16-11-2010

إن الإسلام سلم لولبي أوله عندنا في الشريعة الجماعية وآخره عند الله حيث لا عند وحيث لا حيث..والراقي في هذا السلم لا ينفك في صعود الى الله "ذي المعارج"فهو في كل لحظة يزيد علمه ويزيد تبعا لذلك إسلامه لله.وتتجدد بكل أولئك حياة فكره وحياة شعوره..."[26] ليس المقصود بالإسلام الانقياد والاستسلام والخضوع بل هو في الحقيقة ما فطرت عليه الجبلات والخلائق وهذا الانقياد لا يخص الإنسان فحسب بل الكائنات والأشياء ما دام الاستسلام للخالق جبلة وفطرة فطرت عليها الأشياء فالإسلام يكون بهذا المعنى دين الخلائق جميعها في البداية وفيما بينها وفي هذا السياق قال تعالى:"وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون".

الإسلام كدين بدأ ظهوره بظهور الفرد البشري الأول ولا يمكن أن يقام إلا في إطار المسؤولية والحرية الفردية وهذا هو سرّ الائتمان والاستخلاف والتكليف وإذا عدنا إلى القرآن نجد قوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى" وقوله عز وجل : "ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره".هنا لابدّ من التنصيص أن الفرد هو الغاية في الإسلام لأنه حر ومسؤول وسيحاسب على أفعاله وهو في حالة من الترقي والنمو والتطور لا تقف عند حدّ, فالإسلام يعترف بأن الإنسان يسير بالكدح من المحدود إلى اللامحدود ومن النهائي إلى اللانهائي ومن النسبي إلى المطلق "يا أيّها الإنسان إنك كادح إلى ربّك فملاقيه" والإنسان في تطوره نحو الكمال يسعى إلى التخلص من الجحود ومن الغفلة والقيود والخوف إلى الشهود والحرية والعلم والسعادة. ويطابق الإسلام بين حق الفرد على نفسه وحق أخيه الإنسان عليه وبين حاجة الفرد وحاجة المجموعة لذلك شرع الإسلام العبادات لتجديد العلاقة بين الفرد وخالقه ووضع المعاملات كتنظيم محكم بين الفرد والجماعة وليس هناك اختلاف بين العبادات بل تكامل وتبادل للخدمات فتشريع المعاملات هو تشريع عبادات وتشريع العبادات هو تشريع معاملات والمقرر أنه ليس للعبادة قيمة إن لم تنعكس في معاملة الفرد للجماعة لأن حرية الجماعة شجرة ثمرتها الحرية الفردية.

إن الإسلام هو تحقيق الإنسان للسلم بينه وبين نفسه ومع الكون ومع الآخر ومع خالقه إذ لا تقوم علاقة الإنسان في الكون على أساس السيطرة والمطاولة والخصومة بل على أساس الانسجام والتسخير والائتمان ليتحول الكون إلى معمورة بالنسبة للإنسان يسكنها لخلافة الله على الأرض. إن علاقة المسلم بالكون تقوم على أساس مفهوم الاستخلاف أي تحمل المسؤولية وأداء الأمانة إلى أهلها وذلك بإصلاحه وتعميره على أحسن وجه ولا يكون ذلك بالحرية المطلقة ولا بالعبودية المطلقة بل بالحرية الواعية المسددة بالعقل المقترنة بالصلاح وحسن التصرف. إن تطوير الشريعة وتجديد الرؤية الإسلامية لا يتم إلا في إطار رؤية اجتهادية تأويلية منفتحة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وما تركه الصحابة والتابعين من مآثر وقيم خالدة لأن عصرنا الحالي تهيأت فيه الظروف وتطورت العقليات واستعدت القلوب وتحفزت النفسيات لتتحقق هذه الرسالة ولتظهر أمة المسلمين وقد أصبح على ورثة الأنبياء والمتخلقين بالقرآن من المصلحين أن ييسروا بها ويدعوا إليها.

إن هذه القراءة التقدمية للإسلام قامت على شكل هرمي يكون فيه الدين في القمة عند الله وقاعدته عند الناس وتكون الشريعة التي تنزلت لتحقيق حاجيات البشر حسب طاقتهم في أزمنة مختلفة ومجتمعات متعدّدة دون أن تصل إلى قمة الهرم.وسيظلّ الأفراد يتطورون في فهم الدين كلما علموا المزيد من المعارف والاكتشافات والعلوم الانسانية.

"إن للدين شكلا هرميا قمته عند الله حيث لا عند وقاعدته عند الناس..."إن الدين عند الله الإسلام",ولقد تنزلت هذه القاعدة من تلك القمة..تنزلت الى واقع الناس وحاجتهم وطاقتهم البشرية والمادية فكانت الشريعة..وستظل قمة هرم الإسلام فوق مستوى التحقيق في الأبد وفي ما بعد الأبد وسيظل الأفراد يطورون في فهم الدين كلما علموا المزيد من آيات الآفاق وآيات النفوس.والله تبارك وتعالى يقول:"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق,أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟"[27] إن الإسلام كدين هو فكرة واحدة كبيرة تشمل البداية والنهاية وقد بدأ يوم بدأ الصراع بين إرادة الحياة وإرادة الحرية لدى البشر وهذه الفكرة لا تزال تواصل سيرها وستبلغ نهايتها على هذا الكوكب يوم يحقق الأفراد الآدميون السلام كل مع نفسه وكل مع الآخر.فالإسلام في عمر الفرد البشري يبدأ بالقول واللسان ويمر إلى العمل بالجوارح وأداء الشعائر وإتقان العبادات ثم يرتقي حتى يصبح إذعانا واعيا وانقيادا راضيا بإرادة الله وحسن تدبيره.

 

الإسلام هو الاعتصام بحبل الله و نبذ العداوة والتباغض والله تعالى يقول:"ومن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى",ويقول أيضا:"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين".ومن هنا فإن رسالة الإسلام لم تفهم بعد وهي موجهة إلى الإنسانية جمعاء وتتطلب التفكر والتعقل والاندماج والعفو, فالناس مخفف عليهم كلّما عقلوا وكلما عقلوا ابتغوا ما هو أحسن بالنسبة لهم والله تعالى يقول:"واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم"..

–فالإسلام علم وعمل بمقتضى العلم وإلا فلا يكون .

بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغرباء قالوا : من الغرباء يا رسول الله؟ قال : الذين يحيون سنني بعد اندثارها. إن العهد المقبل الذي تبشر به الدعوة المحمدية هو عهد الأحباب الذي يخلف عهد الأصحاب, وقد روي عن النبي صلعم أنه قال: " وا شوقاه لأحبابي الذين لم يأتوا بعد" فقال أبو بكر: "أولسنا أحبابك يا رسول الله ؟" قال:" بلى أنتم أصحابي" فقال: " من أحبابك يا رسول الله ؟" فقال: قوم يأتون في آخر الزمان للعامل منهم أجر سبعين منكم" قالوا: " منا أم منهم ؟" قال :" بل منكم" قالوا : لماذا ؟ قال: "لأنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون على الخير أعوانا".

ألم يقل الله تعالى في كتابه العزيز:"هو الذي أرسل رسولهشهيدا بالهدى ودين الحق,ليظهره على الدين كله,وكفى باللة شهيدا

عدد القراءات : 5361
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات