احدث الاخبار

دوائر الماء ....الحلم والواقع

دوائر الماء ....الحلم والواقع
اخبار السعيدة - عرض وتحليل - القاص /عبد الإله سلام الأصبحي*         التاريخ : 06-11-2010

أنثى أخرى تنبع من دوائر الماء لها باع في القصة القصيرة . هذه المرة تأتي من محافظة ذمار المدينة الباردة صيفا وشتاء . مدينة فاتحة ذراعيها للقادمين من الشمال والجنوب من الشرق والغرب ,وتأتي سلمى الخيواني من بين تلك الصخور الملساء الصلبة لتحول تلك الصخور الى ينابيع يشرب منها العطشان ليصبح المتأمل حيران يشرب دون أن يرتوي .

 

من هي سلمى الخيواني . شابة طموحة تريد أن تحول الماضي الى حاضر تكتب القصة القصيرة بأناملها الرقيقة لتقول للماضي أنت هنا . وتتأمل الماضي والحاضر لتبني مستقبلا جديدا ينبع من ثناياه الحب والصدق قلب سلمى ابيض كاللبن ليس به شوائب أو حقد لأحد.

 

عندما تجد سلمي تحدثك بأسلوب الريف الخالي من تلك المنغصات والمساحيق المزيفة.

 

مجموعتها التي صدرت عن مكتبة البردوني ( ذمار ) ونشرها مركز عبادي  تحتوي المجموعة على 115 صفحة و22قصة ودوائر صغيرة  من الحجم المتوسط .سلمى لا تحتاج الى تعريف هي خريجة جامعة ذمار لغة انجليزية لعام 2010م فراشة كما هي دوائر الماء رقيقه كنسمة هواء بارد في يوم قائظ . كان الإهداء الأول الى والدتها التي كتبت لها واهدت لها       إنها الأم التي كانت البداية في سرد الكلمات . وكان للناشر كلمة الأستاذ عبده علي الحودي مدير عام مكتبة ذمار .

 

قال في البداية:الأحلام الخيال الهدف الواقع.. أربع كلمات يمكننا استثمارها في دائرة العمل الثقافي المؤسسي حيث قال أن هذه الكلمات تنطبق على المجموعة القصصية الرائعة المعنون ( دوائر الماء ) للقاصة والأديبة المدهشة  سلمى الخيواني التي نعدها طلعة من طلعات الأحلام والخيال والجمال وسنبلة من سنابل الخير والعطاء والمحبة الوطنية . لقد وضع الأخ عبده الحودي النقاط على الحروف . وشكراً لمكتبة البردوني لما تقوم به من إثراء المكتبات بمجموعات جديد لشابات قدرت على العطاء .

 

أول القصص لهذه المجموعة هي:   النملة السوداء:تقول سلمى في إحدى أرقة الحرم الجامعة. كن هنالك ينتظرن تشريف الدكتور أستاذ أحدى المقررات الجامعية وقد انقضى من الوقت حوالي ساعة الأربع. خرجت من بين تلك الكتل السود نملة نشطة أخذت تغذ المسير في ذلك الممر الضيق والمؤدي الى قاعة المحاضرات بدأ تحولها في الممر يثير الضحك بين زميلاتها اللواتي يحاولن كتم ضحكاتهن الخافته خوفا من جرح مشاعرها ومن لسانها السليط .

 

سلمى تصف تلك الكتل من النسوة . كنمل يتسللن أروقة الحرم الجامعي وكأن نملة سليمان قد جاءت لتحذر النمل للدخول الى مساكهن من جنود سليمان تقول سلمى ضلت النملة تخطوا خطواتها لتصل الى قاعة المحاضرات لكن كل النمل قد سبقتها الى القاعة . انسد عليها الباب ولم تستطيع الدخول

 

قالت : أما أنا فنملة سوداء بدينة لا استطيع حتى من ثقب الباب .هكذا تنهي قصتها وكن الماضي قد تأخر والطريق طويل وشاق .

 

وقصة سلام هي الواقع بذاتها وسلام فتاة افتقرت الى ابسط متطلبات الحياة الزوجية فستغلت عرس دار الكامل لتخرج من ذلك الكتمان لتكون هي العروس . تظهر سلام لتكون نجمة الحفل .

 

صارت النسوة في الحي والأحياء المجاورة ينتظمن  حضور الى الجلسات المسائية  من اجل سلام التي أمتعت الحاضرات لا من اجل العرس

 

قصة سلام تعطي واقعا ملموسا ومحسوسا حيث رماها الزمن الى أن تخرج بعد أن باعها أبوها الى رجل ثري وكبير السن من هنا جاءت سلام لتجعل الماضي حاضرا والحاضر باسمها الحاضر . لقد وفقت سلمي لذلك فمجتمعنا يفتقد لكثير من القيم وسلام احد الضحايا لهذه القيم.

 

أمي والصيصان . قصة أخرى في مجموعة دوائر الماء وأمي والصيصان قصة متميزة لها طعمها الخاص فالبيئة التي تعيشها أمها تفتقر الى ابسط معاني الحياة  .تقول سلمى : اليوم مدت بسطتها امام محل لبيع الأشرطة الصوتية وكماهية عادتهااخذت تزعق بصوت عال (دجاج بيض بلدي شقران )للنفاس ومرض الكحة اختلط صوتها مع إيقاعات الأغاني الشعبية المنبعثة من المحل المجاور . يأتي بعده حوار بين البائعه واحد المشترين لم تبيع أمها شيء هذا الصباح فحرارة الشمس مسيطرة تتحدى الشهور المنصرمة وقد وثقتها بالجفاف والجوع وفجه رعدت السماء وحمرت . أغلق الباعة دكاكينهم وتلاشت صوت الأغاني الشعبية وفر المتسوقون الى منازلهم التقطت أمي اشيائها وقطبت حاجبيها كانما تلوم السماء .

 

كان يوم ممطر بعد جفاف وجوع عات إلام لم تبيع شيء. كان المطر غزيرا ملئت الشوارع والأزقة . تقول في أخر قصتها سمع الجيران صراخ أمي المستغيث ولم يجيبوا وكتفوا بالنظر من النوافذ تثبتت أمي بالفرخ الصغير ادير قفل الباب وقد تجمعت أسفلة بقعه من الدم دفعت أمي بنفسها الى الداخل مترنحة قالت لي بصوت متقطع خذي الفرخ وحضري الطعام للصغار .

 

هذه هي سلمى وقصصها الواقعية والخيال فهناك قصص كثيرة تثير بها سلمى الواقع بالمه وآهاته مثل قصة حلوى بالحليب وغرفة الغسيل والأرجوحة وقمصان النوم ونور . وغيرها من قصص ألمجموعه والذي بقراء المجموعة يتمتع بواقع محسوس وملموس . إن واقع سلمى خالي من الشوائب . ولا تخلو سلمي من حلم وواقع وخيال وعلم وهدف .وخلال حروف ناقصة نجد أنفسنا إمام عاصفة من التصفيق ترافق صعود المتعثر الى منصة التكريم . وإمام الموت الرحيم نجد أنفسنا إمام خيال واسع أما أخر المجموعة فكانت دوائر صغيرة جدا كانت مسك الختام للمجموعة فلقد كانت دوائر تشبه تلك النياشين التي على صدور الجنود أو المعوقين لتعلوا هاماتهم لما قدموا فقاري المجموعة سيجد الكثير من التحدي لدى سلمى الخيواني لواقعها المتمرد التي تريد تحويله الى واقع يتلمسه الإنسان لمافاته من ماضي ليصنع المستقبل الجديد .

 

                                        

قاص وأديب

مدير الصالون الأدبي

عدد القراءات : 5875
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات