احدث الاخبار

سياسيون عراقيون : الانسحاب الامريكي الجزئي مدخل لحرب اهلية تخدم مخطط تقسيم العراق

سياسيون عراقيون : الانسحاب الامريكي الجزئي مدخل لحرب اهلية تخدم مخطط تقسيم العراق
اخبار السعيدة - باريس (فرنسا) - خاص         التاريخ : 09-09-2010

أكد برلمانيون وسياسيون وخبراء أمنيين عراقيين أن الانسحاب الامريكي الجزئي مدخل للحرب الاهلية المركبة والذي يعد متغير في نمط الحرب تكتيكا وليس متغير استراتيجي . وبحسب التصريحات التي سجلتها ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره باريس، تحت عنوان ما هي انعكاسات انسحاب القوات الأميركية من العراق . قالت النائبة البرلمانية عن الحركة العراقية الوطنية الدكتورة ندى ابراهيم الجبوري أن الانسحاب الامريكي من العراق جاء وفق ما عمل به العراقيون والذين قاوموا الاحتلال بشتى الانواع ولا اقصد هنا فقط المقاومة المسلحة فقط وسوف يكتب التاريخ أن العراقيون يرفضون أي غريب في ارض العراق وهي الصورة التي عرف بها العراقيون من قبل على مدى التاريخ .

وأضافت الجبوري كنت أتمنى أن يكون الانسحاب الامريكي بعد ترسيخ الديمقراطية في العراق وهذا ما لم يحصل واعتقد أن القوات العراقية الحالية غير مؤهلة على صعيد التدريب والامكانات وهذا يعود إلى سببه إلى حل الجيش العراقي السابق و اعتقد ان هذه المواصفات الغير مكتملة في القوات العراقية مؤشر خطير لعودة العنف بشدة إلى الساحة العراقية والتي ما زالت تشهد العنف حتى الان . من جانبه رأى الوزير العراقي الإسبق عبد الكريم هاني انه ما زال الاحتلال جاثما في العراق يحميه خمسون الفا من الجنود الاميركان واكثر من مائة الف من المرتزقة بالإضافة إلى حكومة الوكلاء التي اقامها لتدير له مصالحه نيابة عنه ولتقمع أي محاولة لتحرير العراق والبدء بإعماره .

 وأضاف عبد الكريم هاني ما لم يتم الغاء القواعد العسكرية الاميركية وهي أكثر من تسعين فان كل حديث عن الانسحاب انما هو دجل وضحك على ذقون الناس واستجداء رخيص للتأييد داخل الولايات المتحدة بمناسبة موسم الانتخابات ومحاولة بائسة لتلميع صورتها في العالم.

من جانبه رأى رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية اللواء د.مهند العزاوي أن العراق اليوم بلد منهك وتختلف فيه مفاصل القوة والنفوذ ومجتمع فوضوي, ويشهد رواج ظاهرة الفاعلين الغير حكوميين, فهناك مليشيات طائفية وعرقية نافذة , وسبق وان احتربت فيما بينهما لأسباب سياسية لتقسيم العوائد المالية ,واتسعت سطوتها بعد تفكيك الدولة العراقية ,وقد اتجهت المليشيات الكردية غربا الى نينوى وجنوبا إلى كركوك وديالى , وجميع تلك المحافظات خزائن الثروات الإستراتيجية للسيطرة عليها وفق اجندات اجنبية , وهي محور الاحتراب المحتمل, وقد برز جيل سياسي كردي يؤمن بالانفصال والتحزب القومي وتأسيس دويلة مستقلة, وقد أوجد الغزو هذا المناخ وساهم في ترصينه , وعززه من خلال توافد ممثلي الشركات النفطية الأجنبية وسياسيها الى شمال العراق , والبعض منهم حصل على حوافز مالية لإدخال مواد بالدستور العراقي تمنح سلطات الاقليم استخراج النفط بعيدا عن الدولة, وهذا ما حدث بالضبط .

وأضاف الصقر لذا ليس بعيدا ان تقوم هذه القوات المقدرة بأكثر من 50 ألف شخص والمعززة بأسلحة الجيش العراقي السابق والتي جرى الاستيلاء عليها عامي 1991 و2003 , وفي ظل مناخ التحريض الخارجي ومنهجية شركات النفط وتدريب قوات الاحتلال لها, إذكاء احتراب عربي كردي, وهناك ملامح غير مطمئنة على ذلك, أما الحرب الطائفية قائمة وبشكل مستتر بعد ان كانت علنية عام 2005 , وقد بلغت عدد المليشيات الطائفية مايقارب 22, وقد أنهكت الشعب العراقي واستنزفت ابنى التحتية الاجتماعية وزرعت بذور الفتنة والضغينة عبر استئثار الأحزاب الطائفية الوافدة بالسلطة والحياة المؤسساتية , وممارسة سياسة الإقصاء والتهجير المنظم والتجويع والتصفيات الطائفية المنظمة, ولو أحصينا عدد المعتقلين اليومي سنجد ان غالبية هؤلاء المعتقلين لأسباب طائفية وأحقاد طبقية, ولا ترتكز اتهامهم على دلائل وقرائن ,وبات الارهاب الدولي والسياسي يضرب العراق في كل مكان, ولا متغير جوهري سوى القمع المجتمعي والتعذيب والإذلال النفسي والجسدي, وبالتالي ان نذر الحرب واضحة المعالم, خصوصا ان هناك مليشيات خارج أطار السيطرة للدولة, وتخضع لأوامر أحزابها, وقد تغلغلت في مؤسسات الدولة المهمة , وتمارس مهامها تحت يافطة السلطة وتنشط عن الحاجة, وجميعها تعد عناصر داعمة للمناخ السلبي, و أذكاء حرب أهلية بأي محور يخدم مخطط تقسيم العراق,خصوصا في ظل تعاظم التواجد الشبحي- المرتزقة الماجورين وتليهم مهام ومقدرات الدولة, كما أن الأدوات السياسية المليشياوية تنذر بالحرب وتبدد فلسفة الأمن والسلام والاستقرار في ظل ديمومة مناخ الحرب على الإرهاب الامريكية في العراق فان الانسحاب الجزئي مدخل للحرب المركبة والذي يعد متغير في نمط الحرب تكتيكا وليس متغير استراتيجي. 

عدد القراءات : 7103
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات