احدث الاخبار

الشيخ هاشم منقارة في افطار الحركة السنوي:لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها

الشيخ هاشم منقارة في افطار الحركة السنوي:لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
اخبار السعيدة - طرابلس (لبنان) - خاص         التاريخ : 26-08-2010

أقامت حركة التوحيد الإسلامي حفل إفطارها السنوي غروب اليوم في مطعم الواحة ، بحضور رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي عضو جبهة العمل الإسلامي في لبنان فضيلة الشيخ هاشم منقارة ، عضو جبهة العمل الإسلامي فضيلة الشيخ عبد الناصر جبري ، رئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدين ، الأستاذ المحامي مصطفى عجم ، رؤساء القطاعات والمناطق ، وفد من جمعية نساء لأجل القدس، ممثلة عن الهيئات النسائية في حزب الله ، وفد من الجمعيات الأهلية والخيرية في طرابلس ، وفد من المشايخ والعلماء ، وفد من مخاتير الميناء ، المكتب النسائي في حركة التوحيد الإسلامي ، كشافة العودة ،  وحشد كبير من الفعاليات الاجتماعية والنقابية والأهلية في الميناء وطرابلس.

بعد الافطار كانت كلمة ترحيبية للشيخ جمال سبسبي ثم تلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها فضيلة الشيخ عثمان نجدة ثم كانت كلمة الإفطار لفضيلة الشيخ هاشم منقارة ومما جاء فيها:
أما بعد، نرحب بكم جميعاً، ونبارك لكم الشهر الفضيل، ونسأل المولى العلي القدير أن يتقبل منا ومنكم الأعمال الصالحة.

أيها الإخوة الكرام رمضان شهر صبر وإرادة وجهادُ نفسٍ وهوىً وشيطان وحب للدنيا من نزوات كامنة وشهوات طاغية فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه وانعكس ذلك خيريةً في جميع أحواله وتصرفاته.

وللجهاد في رمضان طعمٌ مختلف من تربية لجموح النفس وصور كبرى لتاريخ جهادي شهد عليه الواقع والملاحم البطولية التي سطرها المسلمون على مر العهود والأيام ولعل ذكرى بدر وفتح مكة المكرمة الحدثين اللذين غيّرا وجه التاريخ، فشعّ نور الإسلام وقويت شوكته وأعزّنا الله به بعد ذِلَة وجمعنا بعد فرقة، فرمضان شهر الرحمة والطاعة، شهر الصبر والتغيير، شهر الجهاد والمقاومة، ولعل من تقديرات الله تعالى أن نخوض جميعاً حكومةً وشعباً وجيشاً ومقاومة معركة جديدة ضد قوى مستكبرة طاغية تستهين بوجودنا على أرضنا وبمقاومتنا لعدونا واليوم وُضِعنا بمواجهة هذه المحكمة التي لبست لبوس العدالة والحقوق الإنسانية والدفاع عن المظلومين .

إخواننا الكرام إن الخبرة التي اكتسبتها شعوبنا المستضعفة علمتها أن التاريخ يكتبه القويّ، والقوي اليوم هي أميركا وشريان دمها إسرائيل، فالمحكمة الدولية وهيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ولجان التحقيق ومجلس الأمن الدولي يحكمها قوى تأتمر بأمر أمريكا خدمة لمصالح إسرائيل، لذا لم تكن يوماً محط ثقة ونزاهة وعدل لنا ولقضايا أمتنا، بل كانت جميعها على الدوام مع العدو الصهيوني، والشاهد على ذلك التاريخ، فبالله عليكم هل يعرف أحدكم قراراً أممياً التزمت به إسرائيل؟ أم هل هناك عقوبات اتخذت بحقها لخروجها عن الشرعية الدولية؟ وإن التزمت فرغماً عنها وبقوة المقاومة، فلماذا يطلب منا اليوم وضع ثقتنا بأدوات عدونا؟؟؟

إن مشروعنا المرحلي والاستراتيجي هو الحفاظ على وجودنا والدفاع عن ديننا وأرضنا وعرضنا ومقدساتنا، فتحرير بيت المقدس يعنينا، وفلسطين تعنينا، وحق العودة لإخواننا إلى ديارهم يعنينا، لذا لا بد من قتال عدو أمتنا ومقاومة ذلك المحتل الغاصب لأرضنا، المعتدي على حقوقنا، والذي جنّد جيشاً من العملاء يعيثون في الأرض فساداً باعوا دينهم ووطنهم وأمتهم بحفنة مال، إن القصاص العادل لهؤلاء هو الإعدام ليكونوا عبرة لغيرهم من ضعفاء الدين والنفس، فالتراخي في العمالة سابقاً شجع على تكاثرهم كالجراثيم في جسم الوطن في الغياب المقاومة الرسمية في السنوات القليلة الماضية.

أيها الإخوة الكرام، إننا نرى أن أي سياسة داخلية كانت أم خارجية يجب أن تبنى على أسسٍ تخدم هذا المشروع والمضي تحت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت الحق في معركتنا مع العدو" فنحن أمة واحدة مهما حاول البعض أن يشكك في وحدة أمتنا على قاعدة أن كل بلد مسؤول عن بلده، يريدون لبننة الصراع وحسب، والنظر من زاوية ضيقة مبتورة، يعني توطين الصراع كل بلد مسؤول عن بلده.

لذا أي خلاف في أي أمر يفرق جماعتنا يجب أن يؤجل وأن لا يُسمح لمن لا يعنيهم أمر وحدة أمتنا وتحرير أرضنا أن يؤثروا في توجهاتنا وسياساتنا الوطنية والعربية والعالمية فالمفاوضات مباشرة كانت أو غير مباشرة لن تثني عزيمتنا عن المقاومة والتحرير، إنها رسالة واضحة لمن يدّعون تمثيلنا في الحكومة أننا لا نقبل إلا أن نكون في مقدّمة الصراع مع العدو ونرى أن غير هذا الدور هو تقاعس عن نصرة الدين بل رباطنا اليوم في أرضنا وإعلان مقاومة عدونا هو دين نتعبّد به الله عز وجل فما كنّا يوماً إلا مع قضايا أمتنا العربية والإسلامية.

وانطلاقاً من هذه الرؤية فإن أهل السنة والجماعة خصوصاً في لبنان وكل المعارضين للمشاريع المشبوهة يجب عليهم أن يتقدموا الصفوف ويأخذوا المبادرات وأن يدعوا الخلافات التافهة وأن يترفعوا عن كل ما يفرق صفوفهم فنحن مدعوون اليوم لتوحيد الجهود ووضع الإمكانات جميعها في إطار موحد يخدم المشروع المركزي لهذه الأمة بإطار جديد وخطاب متجدد والدعوة أيضاً لجميع القوى الوطنية والقومية والإسلامية للعودة إلى النظريات والمفاهيم والأعراف السياسية الإسلامية التي حكمت الأمة بمسلميها ومسيحييها وكل أطيافها على مدى حوالي 1400 عام إلى أن قامت الأمم المستعمرة لبلادنا بتقسيمها تحت اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة، إنها دعوة لإعادة النظر في إستراتيجية الصراع مع العدو والتعاون فيما بيننا على أسس مشتركة في بناء الأمة وحل مشاكلها فكلمة واحدة لا ثاني لها، لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"

وفي الختام لا بد من التنويه أن الحركة بكل مكاتبها السياسي والدعوي والتنظيمي والطلابي والنسائي والإعلامي والاجتماعي ومؤسساتها وكوادرها وعناصرها ومسؤوليها هي في موقع تقدير واحترام لما وصلنا إليه في وضع اللبنات الأولى للبناء الصحيح ولكنها البداية وعلينا عمل كبير وكبير جداً ونودّ أن نطمئنكم جميعاً أن أحد لن يستطيع أن يزعزع البنيان الذي بنيناه بجهدنا وتعبنا وإخلاصنا لربنا، فالعمل في تطور مستمر إن شاء الله، والنشاط من إنجاز إلى آخر والحمد لله، وطالما أننا أتباع الحق فلا نأبه لترهات وأحلام يقظة لدى الواهمين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً من أن تعكرّ صفو إنجازاتنا، فبوركت جهودكم وجزاكم الله كل الخير وإلى المزيد من العطاء ... وكل عام وأنتم بخير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طرابلس 25 آب 2010 م 15 رمضان 1431 هـ
 

 

 

 

 

 

 

 



عدد القراءات : 5392
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات