احدث الاخبار

فسطاطان

فسطاطان
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 14-05-2010

ينقسم العالم وفق مصالحة إلى فسطاطين، أحدهما يُجمع على التسليم لأمريكا بزعامة العالم، ويسير في ركابها حيث سارت، هذا المحور المتماسك بحبل قوة أمريكا والغرب، يتحرك "بالريموت كنترول" الذي يمسك فيه اليهود، بمعنى آخر؛ فسطاط الشر يتحرك وفق مصالح الدولة العبرية التي تحرك الشر في أصقاع الأرض، وصار لها جيش أممي منتشر في كل الدنيا، وبغض النظر عن مسميات الجيوش، وزيها العسكري، والسلاح الذي تمسك فيه، وشعاراتها، وأناشيدها الوطنية، وأماكن تواجدها، وديانتها، ولغتها، في النهاية هي جيوش يتم تسخيرها لخدمة دولة اليهود، منها ما كان بشكل مباشر، أو غير مباشر.

أما الفسطاط الثاني فهو الشق الرافض للسياسة الأمريكية، والمتعارض مع السيطرة اليهودية على العالم، هذا الفسطاط الذي بدأ يتشكل في السنوات الأخيرة، وأخذت مصالحة في التلاقي، وهو الذي يعلن صراحة عن تأييده للفلسطينيين، ووقوفه رأس حربة، أو مقبض نارٍ ضد دولة إسرائيل، حتى صار مركز صراع الخير والشر في العالم ينطلق من فلسطين، فمن يقف مع الفلسطينيين فهو ضمن فسطاط الخير، ومن يقف مع أمريكا وإسرائيل فهو ضمن فسطاط الشر، وقد التئم فسطاط الخير في السنوات الأخيرة كقوة سياسية تستعد للمواجهة العسكرية، هذا الفسطاط يتعاظم يوماً إثر يوم، ويكسب الحلفاء، والأصدقاء في كل حين، بينما الفسطاط الآخر؛ فسطاط الشر بدأ يخسر تماسكه، وتأثيره الدولي يوماً إثر يوم.  بعد أن وصل إلى قمته، وبدا كمن ربح الحرب في العراق وأفغانستان، حين ضم إليه بعض العرب، وبعض الفلسطينيين، وراح يوحي بانتصار غزواته، ويعلن عن شرق أوسط جديد، فكانت المفاجأة بالتطورات التي جاءت على عكس أمانيه، ولاسيما مع ظهور المقاومة المسلحة في العراق، وأفغانستان، وبعد المواجهة العسكرية في جنوب لبنان، وفي قطاع غزة، المواجهة العسكرية التي حسمت الولاء، وحددت الانتماء مع أمريكا وإسرائيل، أو ضد أمريكا وإسرائيل.

ضمن هذا الفرز الواضح لفسطاط الخير والشر، تأتي تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بضرورة زوال الدولة العبرية، وأن أي عدوان على سوريا ولبنان وغزة هو عدوان على إيران، وتأتي تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان: بأن مكانة القدس لدى الشعب التركي تعادل مكانة اسطنبول، ولن نسمح بتكرار العدوان على غزة، وضمن هذا الفرز تأتي زيارة الرئيس الروسي "ميدفيديف" لسوريا، ولقائه مع خالد مشعل، وانزياحه مع تركيا وإيران إلى فسطاط الخير الذي يتبلور بجلاء ضد فسطاط الشر.

فأين موقعك أيها العربي من الفسطاطين؟.

عدد القراءات : 2823
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
من غزة وخايف من فسطاطها الخيير
فسطاطان ......... هذي طريقة القسمة في المرحلة الأولى فالأشياء نوعان فيها والأرقام بسيطة والحسابات محدودة و قدرة المتعلم هاهنا تقف أمام المحسوس دون المجرد فهو قاصر عن إدراك أوجه الحياة المختلفة وأنواع العلاقات الإنسانية الأكثر تعقيدا من الانقسام على اثني، وذلك في أحسن الأحوال وإلا فذلك تسويق وبي