احدث الاخبار

مواجهة العنصرية بالأفعال وليس بالأقوال

مواجهة العنصرية بالأفعال وليس بالأقوال
اخبار السعيدة - بقلم - جودت مناع         التاريخ : 25-04-2010

تشبيه محمود عباس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "بنظام الفصل العنصري" في جنوب أفريقيا خلال كلمة له في افتتاح جلسة للمجلس الثوري لحركة فتح تعكس واقع عملية السلام المزعومة بين الوطنيين الفلسطينيين وحكومة نتنياهو اليمينة المتطرفة التي وصلت إلى طريق مسدود.

وتعتبر هذه التصريحات الأشد من نوعها وتحمل مضمونا جديداً ضد كيان الفصل العنصري في فلسطين المحتلة وقد يترتب عليها تداعيات على الصعيدين الفلسطيني والعربي.

التصريح جاء نتيجة لسياسة كيان الفصل العنصري الاستيطانية والإجراءات التي تمهد لتنفيذ الخطط الاستيطانية والتي كان أبرزها الأمر العسكري الإسرائيلي بطرد ما أسماه الكيان بالمتسللين وهدم المنازل بدعوى عدم قانونية بنائها.

لقد تخطى الاحتلال الإسرائيلي التدابير التي قام بها نظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا وذهب إلى أبعد من ذلك بتهديده وجود أمة وتاريخ ودين، وعليه فإن الأفعال يجب ترجمتها إلى أقوال.

وترجم هذا التهديد بشن حرب غير متكافئة ضد الوطنيين الفلسطينيين استخدمت خلالها أسلحة دمار شامل ما أحدث خسائر فادحة بين المدنيين الذين يعانون من حصار مستمر منذ فرض على قطاع غزة منذ ثلاث سنوات أما في الضفة الغربية فيعيش الفلسطينيو في كنتونات تحيط بها المستوطنات والحواجز العسكرية.

إن استمرار تطبيق الاتفاقات الأمنية مع هذا الكيان يعتبر انتهاكا ليس لثقافة المقاومة فحسب، وإنما لحرمة النكبة الدامية التي تتلخص بالتهجير القسري وقتل المدنيين وهدم منازلهم وسرقة أراضيهم وتهويد المقدسات الإسلامية وهي خطوط حمر يجب أن لا يتخطاها أي كان.

لذلك، فإن هذه التصريحات ستظل مجرد أقوال ما لم يتبعها أفعال، وفي مقدمتها الإعلان صراحة عن وقف أي تنسيق أمني مع قوة الاحتلال الغاشمة وذلك لسببين هما:

الأول: الإسهام في عودة العلاقات الوطنية الفلسطينية إلى سابق عهدها

والثاني: حض الدول العربية على تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع كيان الفصل العنصري، وهو ما قد يفتح الباب لكثير من الدول بإعادة النظر بعلاقاتها مع الكيان.

لقد قال نيلسون مانديلا بعد نيله الحرية من زنزانته في جزيرة روبن، إن التعامل مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لن يساعدنا في إنهاء هذا النظام.

إن مجرد الإعلان عن الكيان الصهيوني شبه نظام فصل عنصري يعتبر نقلة نوعية في الخطاب السياسي لعباس و يعني هذا المستوى بأن لا عودة للتفاوض مع حكومة مستوطنين ولإن ظل باب الحوار مفتوحا مع اليهود أينما كانوا بالنظر لتضامن كثير منهم مع الوطنيين الفلسطينيين لا سيما أولئك المحاصرين في القطاع.

نعلم أن الولايات المتحدة ورئيسها أوباما لن يروق لها مثل هذه التصريحات التي عادة ما تصفها بالتحريض ضد كيان الفصل العنصري.

إن ما يأمله الفاقدون لحريتهم وارضهم يأملون بأن لا يتراجع عباس عن تصريحاته هذه عند لقائه الرئيس أوباما وأن يترجم قوله إلى فعل باتخاذ خطوات سياسية في إطار يتماهى مع قدرات الكفاح الوطني الفلسطيني كي نشد طوقا على عنق هذا الكيان الظالم ليستعيد الوطنيين الفلسطينيين حريتهم وتستلهم الحقيقة كما هي العقيدة.

مستشار ومدرب إعلامي

Jawdat_manna@yahoo.co.uk
عدد القراءات : 2550
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات