احدث الاخبار

المخرج مصطفى النبيه وعصفور الوطن

المخرج مصطفى النبيه وعصفور الوطن
اخبار السعيدة - بقلم - رائد عمـــر         التاريخ : 19-04-2010

لما وصلتني الدعوة لحضور فيلم بعنوان (عصفور الوطن ) للمخرج الشاب مصطفى النبيه لم اتردد لحظة فى قبول الدعوة لانى اعلم مسبقا بأنى سأجد صورا فنية تنهال بعدها المعانى البليغة كي تكون مصدر الهام ولذة ..باستحضار صور جميلة مغطاه بطبقة من غبار فى أعماق الباطن..

فأفلام مخرجنا تثير فكر المشاهد ليكتشف الواقع والحلم والحزن والفرح بحلة جديدة قد تنسجم انسجام وجدانى روحانى مع واقع مر يمتزج احيانا بنوع من العذوبة المترددة كحالنا الآن .. فبحركاته لا بجموده تجده يحرر خياله ويغوص فى ذاته ليفتش بين زواياها عن معان جميلة ,فجاءت أعماله طائعة ليست بتكلف , فعزفت معه أجمل الموسيقى سيمفونية هرمونية بايقاعات وارهاصات مختلفة . عبر المقاطع واللقطات واللمسات الفنية المتجددة مع كل عمل جديد .. فعلاقة مخرجنا الشاب مع أعماله عالم متكامل , نسيج نابض ينبثق عن الواقع ..

وليست محاكاه ولقطات تقليدية روتينية فحسب . بل ينزع عنه قشرته وأحجيته ليكتشف أسراره ليخلق واقعا مثاليا بعيدا عن تحطيم الواقع . مفجرا ركود وسكونية الخيال .. فجاء عصفور الوطن ليكمل تلك الباقة فى اعماله وكانت فى قمة الابداع وأعلى مراتب الجمال , وهو الجمال التعبيرى صوت وصورة وكينونة صيغت وخرجت للنور باحساس مرهف لمواقف انفعالية عايشها مخرجنا وعايشته فأضفى على هذا العصفور الحزين درجة من الكمال بفكره ووعيه بمصداقية عما يعانيه هذا الشعب لتشع تعابير الصدق على تلك الشاشة الصغيرة ,,فمجرد نجاح هذا العمل الذى امتد لأكثر

من ساعة ونصف كأول سابقة فلسطينية كما أتوقع .. يعنى ان وجود أمثال مصطفى النبيه فى احلك الظروف ورغم كل المعوقات والصعوبات والمشكلات وكل هذه المترادفات لهو برهان بأن الفن الفلسطينى مازال بخير , وعلى هذا الفن ألا يستكين لما يبث فيه من أجواء الانهيار . و يؤمن ان الأمر لا يعدو احيانا الا ابتلاءا ودفعا الى المحاسبة ومحاسبة النفس أولا ,, وبعثا نحو الصحوة والعودة الى الرشد الذى تكون نتيجته التشبث بكل ما ينفع والتنصل من كل زبد ضار فمنذ أكثر من خمسة عشر سنة عندما تعرفت بمصطفى النبيه او بمعنى آخر تعرفت عليه من خلال أعماله المسرحية والتلفزيونية والاستعراضية كان كلما نفحنا بجديد من أعماله أزداد يقينا بصوابية رأيى وأشعر بالأسى والقلق عليه فى آن واحد مثلما شعرت به اثناء مشاهده عصفور الوطن من بلادة عناصر فى المجتمع ممن نقدوا الفيلم بطريقة مستفزة ولعل ما استفزنى اكثر ممن يدعون انهم يعرفون بالفن والاخراج وكل ما يتعلق بالأعمال الفنية والمرئية بالتحديد . ولكن ما كان يخفف من شعورى ذلك هو معرفتى الأكيدة بأن مصطفى جاء الى حقل الاخراج من ميدان قتال مباشره أعلمه أنا وقد لا يعلمه آخرون

او كما أشار الاستاذ ناهض زقوت فى مقاله بعنوان (فيلم عصفور الوطن للمخرج مصطفى النبيه ـ جدلية العودة والمقاومة )فلما تمتزج الروحان الجليلان معا روح الفنان وروح المقاتل لذلك لا خوف عليه.. غير أنى أحيانا وأنا اراه من خلال أعماله يغص فى جمرة صدقه وانفعاله أشعر بالخوف عليه من أشياء كثيرة ليس أولها الحس المفرط وعدم الركون فى ثنايا هذا الاحساس وليس آخرها صحراء الغيرة والحسد والحقد احيانا من مجالييه .. سنوات تبدلت فيها الوجوه وتبدلت وانقلبت كما لم تنقلب وتتبدل من قبل .. وتغيرت فيه نظرتنا الى الفضائيات سواء نحو الأسوأ ام الأفضل الا هو كان منذ البداية كمن عثر على بئره الخاص . وكما يليق بحفار عنيد مقاوم صنديد ظل مصطفى يمارس فعلا واحدا هو الحفر عمقا وعمقا وعمقا فى طبقات الفن الجيولوجية فمرات يخرج بحصى ينحيها جانبا .

 ومرة يظفر بلقى فيحتفظ بها زادا لوحشة الطريق ,, ولكنه أبدا لم يفقد الايمان بأن يواصل يوما حفره حتى يصل الى الماء البارد المحروس

اهل هذا هو الوهم ؟؟؟ كلا وبلى ولكنه أى ذلك الماء قدس أقداس .

فيا مصطفى ان فيك من طينة هذه الأرض العذبة مالا يوجد فى سواك من مجالييك .. أعطتك وأعطوك عذابهم فى الواقع ,وأنت اعطيتنا عذوبتك فى الفن ,, فكم تعذبك أصالتك وكم يعذبك صدقك وهدوءك فمن أين لك هذا الايقاع المتوتر ؟؟؟ ومن أين لك هذا النفس اللاهث ؟؟

وكيف تأتت لك هذه المقدرة على اخراج هذه اللقطات التى لونتها بانفعالاتك ؟؟ وكيف تقدر على حمل كل هذا الارث؟؟

ففيلمك هذا درس لمن يخرجون أعمال من رؤوسهم ودرس لمن يعتمدون فى الاخراج على عدم انتهاء صلاحية عيونهم على الرؤية

فأتحفنا أيها الفنان ... وأبدع أيها الراقي .. واحفر كما تحب الحفر وكن دوما كالسماء وغيرك من المزايدين كواطى الأرض فمهما امتدوا بالمساحات حتما سيبقوا تحتك .

عدد القراءات : 2776
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
الصحفيه ابتهاج ميعاد
الشكر للسعيده ولكن يجب يعرف الجميع ان الفيلم من اسوء الافلام الفلسطينيه وهو عباره عن عمل مهلهل ولا ادرى لماذا المخرج يحارب النقاد ويحاول ان يكتب عن الفيلم انه رائع باسماء مستعاره فالفيلم فاشل بكل الم