احدث الاخبار

إلى بقايا دولة..؟

إلى بقايا دولة..؟
اخبار السعيدة - بقلم - يحيى مبارك         التاريخ : 18-04-2010

أجدني هذه المره مرغماً على مخاطبة الرئيس علي عبدالله صالح كمواطن يمني, منزوعاً منه حقوق المواطنة المتساوية التي سلبت منا نحن معشر الـ22 مليون بل عدة أيام وتحديداً الخميس الماضي, كنت وبعض الزملاء في صحيفة"الأضواء"  في مقيل هادىء,نناقش ما تسير لنا من ظواهر المتغيرات الداخلية في اليمن, وفجأة دون سابق إنذار اقحتم جلستنا شيطان الأرقام"القومية" التي لاتظهر لدى من يستقبل المكالمة, كان المتصل من الطراز الذي لا يعي حقيقة ما يقول.

استمر في تمتمة كلماته عن شخص يدعى الكحلاني, ومؤسسة تدعى الإقتصادية, وفساد يجب ان يتوقف النشر عنه, وبالنسبة لي لم يكن يعنيني الكحلاني الذي اكن له كل التقدير والإحترام,رغم عدم معرفتي الشخصية به, بالقدر الذي التفت فيه إلى المتصل"البلطجي" الذي جاء ليتعارك معنا.

وما جعل من الأمر يزداد سوءً هو أن المتصل, تجاوز حدود اللياقة التي يجب ان تتوفر في"الفاسد المبهرر" فأخذ يكيل الجمل الإنحرافية التي تعكس كم ان هناك من المسؤولين المتفرعنين بالسلطة لا يستحقون البقاء فيها ولو لدقيقة واحدة, فصاحبنا الذي لم يجد تركيب جملة واحدة على بعضها, اقحم الرئيس في تهديده دونما مبرر لذلك.

فالرئيس من وجهة نظر صاحبنا"البلطجي" لن يستطع حمايتنا منهم..! فهم يمتلكون الإمكانيات التي يستطيعون من خلالها ان يصلوا الينا وإن كنا وهذا طبعاً بحسب صاحبنا (في قعر البحر).

لم اكن أعلم ان "الوقاحة" في التباهي بسجل الإجرام قد وصلت إلى مساحة العلانية,التي تجعل من مرتكبها سعيداً لدرجة انه سيقتل قتيلين للأحساس بفرحة الإنتقام.

الحقيقة تبدُ في سياقها مُرة, لكنها في الأخير تظل حقيقة يجب تقديسها للحد الذي لا يسمح للمتطفلين بأن يجثو عليها.

وحقيقة ما يجري في المؤسسة الإقتصادية والإثبات يعود لـ"الأضواء" الصحيفة, هو ان هناك مسلسل فساد ممنهج يجري في اروقتها, انا شخصياً لا استطع الجزم بوجود فساد من عدمة, لكنني استطع ان اجزم بأن" الفهلوة" التي حدثت الخميس كانت صورة ممسوخة لتحولات المسؤولية إلى غير نصابها.

فالمدير الكحلاني الذي قد لا يعلم بأن هناك شخص اتصل  وهدد وشتم ولم يعجبه احد, يعرف ان الفرد منا فيما إذا قُدر له ان يكون في منصب حكومي او عسكري, فهو عرضه للنقد الذي يقيم مسار وطريقة الإدارة التي كلف بتسيير شؤونها, وقد احسن حين دفع بـ"درزن" محامين لنيابة الصحافة والمطبوعات لرفع قضية على الأسدي وصحيفته.

هذه خطوة إيجابية يستحق عليها الثناء والتقدير, فالإحتكام إلى القانون من قبل القيادات الفوقية يجعل من السلطة ومسؤوليها محط إعجاب وغبطة الجميع, إلا ان الأمر ما لبث ان تحول في خميس صاحبنا"المدمر" إلى عمل"عصاباتي".

وما زاد من حيرتي اننا نتحدث في دولة دائماً ما نتشدق فيها بطبيعة القانون الذي ما ان نلجأ إليه, حتى تسبقنا "الكلاشنكوف" ولغة التهديدات السمجة.

العزيز الكحلاني يستطع ان يأخذ حقة فيما إذا كان له حق بالقانون, والزميل الأسدي من حقه ان يبرهن مصداقية ما كتبه بالوثائق التي قال بأنها بحوزته دونما تجني على احد.

لكن ما حدث الخميس من تهديد ذلك الواهم بالقوة"بأنهم" والحقيقة لا نعرف من هم"سيلاحقون الأسدي إلى تحت الأرض ليقتلوه ويصلبوه" وإذا لم ينالوا ذلك فسيأتون إلى منزله ويحرقونه إيضاً, علاوة على انهم سيحرقون مقر صحيفته. امر يجعلنا نحول من التهديد إلى مسائلة لما تبقى لنا من مساحة الدولة التي تحمينا من مسؤوليها والمحسوبين عليهم.

فالرئيس لا يمكنه ان يحمينا كما ذكر ذا الرقم الخاص,وإذا الرئيس لا يستطع حمايتنا, فمعنى ذلك ان مجور لا يقدر على ذلك, ووزير الداخلية سوف يتعامل مع الأمر وكأنه لم يكن.

الصراحه يبدُ التوجس مميت في حد ذاته, لكننا يجب ان نلتحف ما تبقى من فتات دولتنا,ونقوم بالفرز من مع 22 مليون ومن هم الفئة القليلة التي تعرض نسيجنا الإجتماعي في الجنوب والشمال للخطر وتعبث بكل الأحلام الوطنية الجميلة التي نحلم بها.

ومع ذلك دعونا نضع تصوراً للآتي : فيما إذا ثبت وان من قام بالإتصال والتهديد يقف وراءه مدير عام المؤسسة الإقتصادية, فماهي درجة الحذر التي يمكن ان نتعامل بها مع شخصية بحجم الكحلاني,لها يد يمكن ان تصل إلى كل الأماكن التي سنلجأ إليها.

فحينها الرئيس لايستطيع ان يتدخل فـ"اللعب اسري" ومن ينوبه الموت يعتبر رقم فوز في مبارة غير متكافئة.

يامعشر الصحفيين الموضوع خرج عن دائرة المخاصمة الشخصية بين الزملاء,قبل فتره ليست بالبعيده وصلني بان الأخ المعلمي المدير المساعد للمؤسسة الإقتصادية, قال بأن ممتهني الرابعة مكانهم الحقيقي(تحت النعال). وبعدها بأيام "قرحت" برأس الأسدي.

لا يجب ان تتجاوز مساحة الإختلاف بين الزملاء حدود التضامن, فما يعانية الصحفيين في اليمن ينذر بمجزرة حريات وحقوق تشق طريقها بكل ثقة, الحكومة تشرعن لمشاريع قوانين رجعية, وزبانييها لم يجدو سوى الصحفي لإرهابه ومصادره حقوقة.

انا لست متحامل على الكحلاني او غيره, لكني ضد ان يتحول الحق في ممارسة المهنة إلى جالب للعداء وصك بالموت المجاني لأحد,لذلك يجب ان يسدل الستار على مثل هذه المسرحيات"البايخة" التي تُعمل للصحافيين.

فبالأخير الكحلاني ليس قرآناً يجب تقديسه, انه بشر يخطئ ويصيب, ومن قام بالتهديد الأولى بأن يكون حاملاً لرقم في سجن خاص بـ"المتعنترين" امثاله. وإلا فعلى اليمن السلام.

* الصورة نقلا عن موقع التغيير نت

عدد القراءات : 2294
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات