احدث الاخبار

جيل اقتصادي واعد

جيل اقتصادي واعد
اخبار السعيدة - بقلم - د. صالح بكر الطيار         التاريخ : 06-04-2010

كما استضافت فرنسا من قبل كبار رجال وسيدات الأعمال السعوديين، وكذلك صنَّاع القرار السياسي والفكري في السعودية.. فقد أفردت باريس جناحيها هذا الأسبوع لاستقبال نخبة من الشباب السعودي من الناشطين في الحقول الاقتصادية من أصحاب أو ممثلي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذين توليهم المملكة العربية السعودية اهتمامًا خاصًّا بوصفهم يديرون قطاعًا ناشطًا لمستقبل واعد.وتأتي زيارة الوفد التجاري السعودي، بمبادرة من الغرفة التجارية العربية الفرنسية بباريس، لتعكس مدى اهتمام جيل الشباب بالتعرف على أحدث التطورات التقنية والتكنولوجية، وعلى آخر ما أبدعه الفكر الاقتصادي الغربي ليتسنى لهم مواكبة كل جديد، وانتقاء ما يناسب المملكة، وبما يتوافق مع خطط التطوير والتحديث التي أقرها أولياء الأمر، والذي بفضلهم باتت السعودية تحتل مكانة عالمية مرموقة.

 

الزمن الذي كان فيه السعودي يذهب إلى باريس ليجلس في مقاهي “الشانزليزيه”، أو يستجم على شواطىء “الكوت دازير” جنوب فرنسا لم يعد الآن هو الهدف المنشود لدى جيل الشباب الذي يجد متعته الآن في التعرف على المصانع والمعامل والمؤسسات التجارية والمالية والمصرفية، كما يجد مبتغاه في عقد لقاءات مع كبار المسؤولين لمناقشتهم والاستماع إلى وجهات نظرهم بشأن سبل تطوير القطاعات والمراحل التي مرت بها فرنسا منذ انطلاق الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر حتى اليوم.ولهذا استغل الوفد السعودي وجوده هذا الأسبوع للاطلاع على توجهات وأساليب عمل المركز الفرنسي للتمويل الإسلامي، والاتّصال بمجموعات الصداقة الفرنسية - السعودية، وزيارة المؤسسات التجارية والصناعية، وعقد لقاءات مع كبار رجال المال والأعمال، ومقابلة أعضاء في الحكومة الفرنسية والبرلمان ومجلس الشيوخ، والالتقاء بمجالس إدارة غرف تجارية وصناعية، واستكشاف المعالم التربوية والفكرية والثقافية والتاريخية والأثرية.وكل ذلك تم خلال أيام معدودة فقط الأمر الذي ساهم في تراكم كمٍ هائلٍ من المعرفة لدى أعضاء الوفد من جيل الشباب الاقتصادي السعودي الذي عاد إلى بلاده للبدء بعملية غربلة لما استجمع من أفكار ينتقي على أساسها ما يفيده، ويختزن الباقي في ذاكرته للعودة إليه لاحقًا، لأن هذا الجيل هو المستقبل الواعد الذي نتمنى على السلطات السعودية المعنية أن تمد إليه يد العون، وأن تسهل طريقه، وتزيل الحواجز البيروقراطية من أمامه، وأن تدعمه ماديًّا ومعنويًّا.

 

كما نتمنى على المؤسسات الكبيرة في القطاع الخاص في السعودية أن تترك لهذا الجيل الذي يبني نفسه من خلال مؤسسات صغيرة أو متوسطة مجال الانتفاع والعمل دون محاربته أو مضاربته؛ لأنه ما زال في طور النمو ولا يملك مقدرات خوض معارك تنافسية لا حول له بها ولا قوة.

 

*رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي

عدد القراءات : 2413
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات