في ندوة بمؤسسة السعيد... خطيب يدعوا لإقامة دورات توعويه للمقبلين على الزواج
أقامت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة على قاعة منتداها الثقافي بتعز صباح اليوم الخميس ندوة متميزة بعنوان ( أمن الأسرة .. أم أمن المجتمع ) وشارك فيها الناشطة الحقوقية الدكتورة سعاد القدسي والتربوي الخطيب الأستاذ عبد الله مانع دماج.
وفي الندوة التي بدأتها الدكتورة سعاد القدسي بمحاضرة استهلتها باستفسار : لماذا الأسرة ولماذا الأمن ؟ حيث أوضحت بأن هذا السؤال يحتاج إلى كثير من النقاشات والندوات والأطروحات حتى يتحول أمن الأسرة الى آلية حقيقة للدولة تعمل منه على توعية الأسرة وحماية الأطفال داخلها من أجل بناء مستقبل اليمن وحاضره...مشيرتا إلى خطورة التصرفات التي تصدر من بعض الأطفال في الشوارع والتي هي بالأساس تصرفات وأعمال لمشاريع إجرامية خبيثة.
وبينت القدسي العلاقة بين أفراد الأسرة والقائمة على الإهمال والإنفاق المبذر الذي ليس له حاجة وكذلك إصدار القرارات العشوائية بدون حسيب أو رقيب مثل تحديد سن الزواج وكذلك اختيار الأصدقاء والدفع بالأطفال إلى سوق العمل منذ سن مبكر منوهتا إلى أن مثل هذه القرارات والتصرفات العشوائية ناتجة عن تجاهل الدولة في إصدار قوانين تحدد الواجبات والحقوق المتعلقة بالأسرة وبالأفراد وكذلك العقوبات المتخذة بحق مخالفيها لأنها ـ الدولة ـ تعتبر ما يحدث داخل الأسرة شأنا خاصا ولا تتدخل فيه وهذا يعتبر خطئا فادحا.
كما أكدت القدسي عدم قدرة أي مجتمع على تحسين أوضاعه إلى من خلال اهتمامه بالأسرة وبالفرد تحديدا لاكما هو في الواقع الآن حيث يعد شيخ القبيلة أو عاقل الحارة هو الشخص الوحيد الذي يزعم أنه يتحدث عن هموم واحتياجات الأفراد وهو بالأصح لا يعبر إلى عن همومه واحتياجه الشخصي فقط فهنا يكون الفرد مهملا وضائعا تماما والنتيجة تكون لا قيمة للفرد ولا قيمة للمجتمع أيضا.
الأستاذ والخطيب عبد الله مانع دماج تحدث في مشاركته بالندوة عن محور الأسرة في الجانب الداخلي وخص فيها الزوجين لاعتبار بأن الحياة الإنسانية بدأت فيهما ..كما تحدث عن دور الإسلام واهتمامه بفهم نفسيات الزوجين ..ساردا بعض الأحاديث الدالة والحاثة على ذلك من أجل نشوء علاقة زوجية متميزة مستمرة يسودها التفاهم وروح المحبة بين أفراد الأسرة الواحدة.
ودعا مانع وزارة العدل إلى إقامة دورات تدريبية للمقبلين على الزواج يتعلموا فيها فنون تربية الأولاد وكيفية إعدادهم إعداد متميزا وكذلك كيفية فهم النفسيات بين الزوجين والتعامل الزوجي وأيضا الحقوق والواجبات التي يجب أن يعلمهما الزوجين قبل الزواج من أجل بناء أسرة متماسكة وملتزمة قائمة على المحبة والألفة.
كما تطرق الأستاذ مانع إلى الأهداف و المشروعية من الزواج..موضحا لأحد المعاني القرآنية المتعلقة بالزوجين التي فهمت فهما خاطئا من قبل بعض الأزواج والمتمثل في قوله تعالى (واضربوهن ) و المقصود به ليس الضرب المبرح وإنما الضرب بالشئ اليسير كورقة صغيرة أو ما شابه ذالك بعد أن تستنفذ كل المروة والطرق الممكنة بحيث تستخدم ذلك الضرب استخداما رمزيا كما وضح ذلك عز وجل في قوله تعالى مخاطبا نبيه أيوب ( وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث).
يشار إلى أن الندوة التي حضرها جمع من المهتمين والمختصين بشئون الأسرة والمجتمع وتخللها عدد من المناقشات الرائعة والمتميزة من قبل الحضور تعد تواصلا للبرنامج الثقافي لمنتدى السعيد للنصف الأول من العام الحالي.