احدث الاخبار

معوقات أمام انعقاد مؤتمر دولي للسلام في باريس

معوقات أمام انعقاد مؤتمر دولي للسلام في باريس
اخبار السعيدة - باريس         التاريخ : 10-02-2010

تعتبر فرنسا ان مساعي السلام الأميركية بشأن حل ازمة الشرق الأوسط قد وصلت الى حائط مسدود وأن الوسيط الأميركي جورج ميتشل لم يستطع ان يحدث أي اختراق وذلك بسبب التعنت الإسرائيلي من جهة وبسبب عدم قدرة واشنطن على ممارسة أي ضغط على تل ابيب .

 

 ولهذا رأت باريس ان بإمكانها اخراج المنطقة من الجمود عبر استضافتها مؤتمر دولي للسلام. يضاف الى ذلك ان لدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طموحات بشأن تمكين فرنسا من لعب دور دولي مميز ولهذا كان يقترح على الرئيس الأميركي باراك اوباما مساعدته في ادارة ملف الشرق الأوسط اعتماداً على المكانة التي يحتلها الأتحاد الأوروبي وعلى الدور الذي من الممكن ان تلعبه باريس في اطار هذا التكتل الدولي الهام .

 

ويبدو ان هنك حماساً فاتراً من الأطراف المعنية بأزمة الشرق الأوسط للمشاركة في مؤتمر دولي للسلام في باريس ليس بسبب موقف عدائي تجاه فرنسا بل لأن هذه الأطراف تعلم تماماً ان واشنطن لن تتخلى عن ادارة هذا الملف ولن تسمح لباريس بقطف ثماره ، كما ان اسرائيل لا تقبل ان يأتي الحل عن الطريق الأوروبي بسبب تخوفها من ضغوطات قد تتعرض لها من بعض الدول الأوروبية التي ليست على علاقات جيدة مع اسرائيل.

 

 والخطوة الفرنسية ليست الأولى من نوعها بل سبقتها الى نفس الطرح موسكو حيث قام وزير خارجيتها منذ عدة اشهر بجولات مكوكية شملت كل دول المنطقة بهدف تنظيم مؤتمر للسلام في العاصمة الروسية بمشاركة الجميع ولكن اصطدم بشروط وشروط مضادة من الدول المعنية وبعدم موافقة واشنطن الأمر الذي دفع بالخارجية الروسية الى رفع هذا الطرح من اجندتها .

 

 وهذا يؤكد ان باريس وأن استطاعت تنظيم مؤتمر للسلام على اراضيها إلا ان أي نجاح لمثل هذا اللقاء لن يتحقق لطالما ان واشنطن لا زالت تعتبر نفسها هي الوحيدة المعنية بإدارة كل الملفات العالمية وأن دور الأخرين يتوقف فقط على تقديم المساعدة والعون ويضاف الى ذلك عامل اخر مهم وهو ان الرئيس الفرنسي ليس على علاقة جيدة مع حماس ومع حزب الله ، وليس طرفاً حيادياً في تأييده لإسرائيل ، كما ان سورية التي ترتبط الأن بعلاقة جيدة مع فرنسا لا توافق ان تتولى باريس مهمة لعب دور الوسيط في مفاوضات ثنائية غير مباشرة بينها وبين اسرائيل بدلاً من الدور الذي تلعبه تركيا في هذا الأطار ، فكيف بها اذاً ان توافق على ان يصبح ملف السلام في الشرق الأوسط بأيدي الفرنسيين خاصة وأن دمشق اعلنت اكثر من مرة ان لا سلام في الشرق الأوسط دون تدخل اميركي مباشر ودون رعاية اميركية .

عدد القراءات : 2202
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات