احدث الاخبار

المثقفون العرب منحازون غالباً لقضايا الأمة

المثقفون العرب منحازون غالباً لقضايا الأمة
اخبار السعيدة - باريس (فرنسا)         التاريخ : 24-02-2011

غلّبت شخصيات سياسية ومثقفون عرب إنحياز المثثق العربي بقضايا الأمة وحركات التغيير العربية. وبحسب التصريحات سجلتها ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره باريس، تحت عنوان (لماذا المثقفون غائبون عن لعب أي دور في حركات التغيير العربية )قال رئيس التيار الوطني العراقي والمرجعية الاسلامية الامام حسين المؤيد أنّ المثقفين لم يغيبوا عن لعب أدوار مؤثرة في الحراك التغييري في البلاد العربية .

 باستثناء شريحة خرجت عن مقتضيات الالتزام الثقافي ورضيت أن تساير الواقع الفاسد و اصطناع المبررات للدفاع عنه و تغطيته , فمثل هؤلاء موجود في كل شرائح المجتمع و لا يمكن أن يتم الحكم على الجميع من خلال هذه العينة,و بالتالي يبطل تعميم الأحكام , بل نعتقد أن هذه الحالة تعتبر استثناءً و خروجاً عن السياق العام . ودعا المؤيد إلى الأخذ بعين الاعتبار اختلاف مشارب المثقفين و متبنياتهم الفكرية الحقيقية و لعل لبعض هؤلاء أفكاراً مغايرة لاتجاهات التغيير، يجب ان تحترم في اطار حرية الرأي .ما عدا ذلك فانّ النخبة المثقفة هي أعمدة التنوير والعقل المفكر في الأمة و الرصيد الفكري لنهضة الشعوب .

ورأى المؤيد أن الأنظمة الشمولية استهدفت النخب عبر محاولات التدجين تارة , أو ابراز وجوه معينة و التركيز عليها لانها تخدم توجهات النظام على حساب الوجوه والشخصيات الحقيقية , أو محاولات القمع تارة اخرى . وقد عانت هذه النخب من القرارات و الإجراءات التعسفية الرامية الى كم الافواه و تكسير الأقلام , و هذا دليل على عمق تأثير هذه النخب في المجتمع و قدرتها على التحريك والانهاض وقد أثر القمع على المنتج الثقافي وحجم دوره في الحراك باتجاه التغيير فكان هناك تغييب متعمد للمثقفين عن المشهد السياسي و الإجتماعي و ليس الغياب المعبرعن نكوص المثقف العربي عن لعب الدور المطلوب .

أضف الى ذلك فان المثقف هو واحد من افراد المجتمع تجري عليه ما تجري على مجتمعه من ظروف قاسية في حياته و معيشته و يعاني مما تسببه هذه الظروف من معوقات . و على الرغم من ذلك لعب المثقفون وفي ظروف صعبة أدواراً في الحراك التغييري و كانت كتاباتهم و أحاديثهم فاعلة في بلورة الرأي العام وتنضيجه باتجاه التغيير . وحين نلاحظ مشاهد الحراك التغييري في البلاد العربية نجد أنّ النخب المثقفة في الصدارة تناغمت مع ارادة الجماهير , و تفاعلت مع حركتها و لعبت دوراً يمكن أن يوصف بالقيادي في مسيرتها نحو التغيير, و لمعت أسماء بارزة في هذا المجال حتى على مستوى القمع الذي واجهه الحراك التغييري .

 و اعتبر المؤيد أنه اذا جرى التعامل مع مصطلح المثقفين بالمعنى الواسع سنجد جذوة الحراك التغييري توقد على أيدي المثقفين , وكان عنصر الشباب المثقف رواد حركة التغيير. مقراً بأن النخب المثقفة لا تستطيع لوحدها إحداث التغيير لا سيما في الظروف التي تعيشها الكثير من البلاد العربية الخاضعة للأنظمة الشمولية لانّ التغيير يحتاج الى حركة جماهيرية عارمة , وحين تتحرك الجماهير يبدو للوهلة الأولى غياب دور النخب المثقفة مع أن التدقيق في المشهد يبرز دورهم في صنع هذا الحراك و التمهيد له و العمل على التهيئة و التعبئة له وقيادته .. إنّ مسايرة بعض النخب المثقفة للواقع الفاسد , أو نكوص البعض و استرخاءه عن اداء الدور لا يصح تعميمه على كامل الوسط المثقف و انما تظل هذه الحالة برأيي استثناء من السياق العام .

 و أعتقد أن الواقع الجديد الذي ولد و يولد إثر التغيير سيبرز أكثر و بوضوح دور النخب المثقفة في إغناء المجتمع و توجيهه . وفي السياق نفسه قال النائب اللبناني الاسبق ناصر قنديل ناصرـ أن المثقفين العرب الذين ستكشف الوثائق الليبية والمصرية لاحقا تورطهم بالعمل تحت الطاولة مع أجهزة المخابرات او ورودهم على لوائح القبض المالي ، سوف تكون كافية لتفسير حقيقة كيف تمكن النظام العربي من تعقيم الثقافة والفكر على الساحة العربية، عدا ما انفقته واشنطن في برامج الديمقراطية المستوردة وثورات الحرير الملون و في النهاية نحن امام ظاهرة مثقف السلطة لا استثني الا القلة القلة التي سيثبت قادم الايام انها لم تقبض فاتورة من احد ، ولا يجرؤ سعد الحريري ان يدعي انه دفع لها مالا ولا القذافي .. وربما يكون مفيدا ان نطرح على المثقفين العرب كي نبدأ من أين لك هذا ، وتقديم كشف مالي بالمداخيل والممتلكات متحدياً الأنظمة أن تظهر فاتورة دفعت في الحساب .

 من جانبه الكاتب الاردني الساخر كامل النصيرات المثقفون ليسوا غائبين طبعاً أقصد المثقفين المتلاحمين بقضايا شعوبهم ..مشكلة المثقف دائماً أنه يصنع التغيير ولا يتصدر المشهد على أرض الواقع ؛ لذا فكل ما يقوم به المثقف التنويري يسكن في الباطن الجمعي للشارع المتحرك نحو التغيير . والشارع الآن لا يريد أن يؤطر حركته بأي نوع من أنواع الأدلجة ؛ و المثقف بطبيعته لا بد أن يكون منحازاً لفكر معين .

عدد القراءات : 2601
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات