احدث الاخبار

في خطبة عيد الأضحى بالمكلا ,, الشيخ أحمد المعلم ينتقد الوضع الأمني القائم والتقطع للطرقات وينصح الدولة بتفعيل النظام والقانون

في خطبة عيد الأضحى بالمكلا ,, الشيخ أحمد المعلم ينتقد الوضع الأمني القائم والتقطع للطرقات وينصح الدولة بتفعيل النظام والقانون
اخبار السعيدة - المكلا (اليمن) - نبيل بن عيفان         التاريخ : 17-11-2010

تناول الشيخ العلامة / أحمد بن حسن المعلم رئيس مجلس علماء أهل السنة بحضرموت رئيس منتدى المعلم الثقافي الإجتماعي بالمكلا في خطبة عيد الأضحى المبارك بمصلى العيد بملعب الفقيد بارادم بمدينة المكلا الأهمية العظمى والفضل الكبير ليوم الأضحى في الإسلام وهو خير أيام العام كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم)  أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر ( رواه احمد وأبو داؤود والحاكم . مبيناً بأن سبب تسميته بيوم النحر لكثرة ما ينحر فيه من الهدي والأضاحي قربة لله تعالى وإطعاماً للفقراء والمساكين وتوسيعاً على الأهل والعيال وإهداءً للإخوانِ والأصدقاءِ والجيران ، اقتداءً بخليلي الرحمان ابراهيم ومحمد صلوات الله وسلامه عليهما .

وقد ركّز الشيخ المعلم في خطبته بالبيان الفريد والخطبة العظيمة التي  وجهها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر من العام العاشر الهجري في حجة الوداع إلى أمته بل إلى العالم أجمع حيث تضمنت أول وثيقة تحتوي على مبادئ العدل والحق والسلام ، تحدد الحقوق والواجبات وترسم الحدود وتحفظ الحرمات بما لم تصل إليه قوانين البشرية وبياناتها ووثائقها إلى اليوم وما كان في تلك القوانين والبيانات والوثائق من حقٍ وعدل وإصلاح فمبدؤه من تلك الخطبة ونحوها مما شرعة الله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم ، مستنبطاً فضيلته من تلك الخطبة جملة من المعالم العظيمة التي لا غنى للعالم أجمع عنها ، وأول تلك المعالم هي تعظيم الدم والنفس المعصومة وهو أمر معلوم لدى جميع العقلاء فضلاً عن العلماء ومعروف عند الكافرين جرمه فضلاً عن المسلمين  قال الله تعالى ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنَّه من قتل نفساً بغيرِ نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنَّما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنَّما أحيا النَّاس جميعاً ولقد جاءتهم رسلهم بالبيّنات  ثم إنَّ كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتلِ رجُلٍ مُسلم ) رواه الترمذي والنسائي وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يزال المؤمن في فسحةٍ من دينه ما لم يُصب دماً حراما ) رواه البخاري موضحاً بأنه جدير بنا أن نقف عند هذا المعلم سيما في هذا الوقت الذي أصبحنا لا نسمع نشرة أخبار إلا كان  الغالب عليها تِعدادُ المقاتل والمجازر وتوصيف الدماءِ المراقةِ والأشلاءِ الممزقةِ في كل مكان من العالم وبِلادُنا جزءٌ من ذلك العالم وقد نالها من ذلك نصيبٌ وافر، مبيناً بأن هناك عدة أسباب لإراقة الدماء في هذا العصر خاصة في بلادنا منها الانحراف العقدي والفكري وإتباع غير سبيل المؤمنين في فهم الدين ومنها ضعف هيبة الدولة ولا تتوفر تلك الهيبة إلا بالعدل الكامل والشامل والحزم الذكي ووضع الأمور في نصابها ولتقوية تلك الهيبة فإن الدولة تحتاج إلى تغيير سياسات وإصلاح أجهزة وتعديل قوانين وتضحية برؤوس الفساد في أي موقعٍ كانوا بما يوجبه العدل وتقتضيه المصلحة العليا للوطن والمواطن ، ولن تتوفر تلك الهيبة بالحملات العشوائية والقبض على كل أحد وإطالة السجن على من لم تثبت إدانته فإن ذلك مخالف للشريعة والدستور ومولدٌ للبغضاء والتفريق بين الحاكم والمحكوم ولا تزداد الشعوب بذلك إلا عناداً ومواجهة وهذا أمر مجرب  وظاهر .

ثاني تلك المعالم هي حرمة الأموال وهي حرمة شاملة للمال العام والخاص ، مركزاً في هذا المعلم على الظاهرة الغريبة التي أقلقت المجتمع وروعت الآمنين وتسببت في شلِّ حركة المسافرين والبضائع إنها ظاهرة التقطُّع التي برزت أخيراً على طريق عدن المكلا وتمادت وتطاولت حتى انتقلت إلى طريق المكلا المهرة والتي تُعَدُّ من أبشع الجرائم وأقبح الصور الوحشية والفساد ، ومع تلك  البشاعة والقبح ومع قناعة الجميع بالنتائج الكارثية المترتبة عليها لا تزال قائمة لم يتوصل فيها إلى حل فأموال الناس وسياراتهم لا تزال في أيدي المجرمين وهم لا يزالون طُلقاء يعيثون في الأرض فساداً ولولا أمنهم من العقوبة لما تجرأوا على فعل ما فعلوه ولكنها الهيبة المفقودة والمبادرة الغائبة والضعف الظاهر في الأجهزة الأمنية والقضائية وغياب دور المجتمع كل ذلك كان عاملاً في الوصول إلى هذه الحال مع الخشية بأن يستفحل الأمر أكثر وأكثر ، موضحاً بأن المواطنين الشرفاء جميعاً  يطالبون بحلٍ سريعٍ وحازم يتمثل في القبض على المجرمين ومحاكمتهم  المحاكمة العادلة وإقامة حد الحرابة عليهم وإرجاع مابإيديهم من أموال لأصحابها وتعويض المعتدى عليهم عن كل مالحقهم من أضرارٍ ماديةٍ ومعنويةٍ وتأمين الطرق في جميع أنحاء الجمهورية لينعم المواطن بالأمن والأمان الذي لا حياة كريمة بدونه ولا علم ولا صحة ولا تنمية في حال فقده .

وفي المعلم الثالث تحدث الشيخ المعلم عن حرمة أعراض المسلمين بحرمة الغيبة والقذف والشتم والسخرية بالآخرين .

أما المعلم الرابع من معالم خطبة النبي صلى الله عليه وسلم فهو حرمة الرباء وقبحه قال رسول صلى الله عليه وسلم ( الربا ثلاثة وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم ) رواه الحاكم ، وحسبك أنه مؤذن بحرب من الله ورسوله قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فاذنوا بحربٍ من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون)

وفي المعلم الخامس تحدث الشيخ عن الثارات القبلية الجاهلية وأنها من أخطر الأمراض التي تهلك الحرث والنسل موجباً بضرورة التصدي لذلك المرض وتلك الآفة بالتوعية حيناً وإصلاح ذات البين حيناً آخر وبالأخذ على أيدي من يسعى لبعثها وإحيائها والحزم التام في ذلك وفرض سلطة الدولة على جميع شرائح المجتمع والمبادرة الجادة في حل قضايا الناس حتى نتجنب تلك الفتن.

وأما المعلم السادس من تلك المعالم فهو ضرورة بدء القائد والمعلم والمصلح بنفسه حينما يحمل مشروع الإصلاح سواءًً في تثبيت قيم الخير أو إزالة مظاهر الشر والفساد وكيف بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بأهله وأسرته فأسقط رباهم وأبطل دمهم وذلك هو ضمان قناعة الأتباع وامتثالهم للأمر ولذلك قال شعيب عليه السلام ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) .

وأما المعلم الآخير لخطبة النبي صلى الله عليه وسلم فهي الوصية بالنساء وتحديد حقوق الزوجين وواجباتهما ولو أن المسلمين وعوا هذه الحقوق التي سنها ديننا وقاموا بها على الوجه الصحيح لما تعرضن لهذه الحملات الظالمة والاتهامات الباطلة بأن الإسلام ضد المرأة مما جعل المنظمات العالمية للمرأة تملي علينا أهواءها وتفرض علينا شروطها وترغمنا على مخالفة قيمنا ، حضر خطبة العيد محافظ محافظة حضرموت سالم أحمد الخنبشي و الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة خالد سعيد الديني ووكيل المحافظة لشئون مديريات الساحل عوض عبدالله حاتم ووكيل المحافظة للشئون الفنية المهندس فهد سعيد المنهالي و جموع غفيرة من  المصلين .

عدد القراءات : 3339
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات