احدث الاخبار

عيرتنا بما هو عار عليك

عيرتنا بما هو عار عليك
اخبار السعيدة - بقلم - أمين صادق عبد الحق         التاريخ : 24-10-2010

عدت لتوي من السفر، ووسط دفئ اللقاء بعائلتي تسللت نسمة صقيع لتمطر عينا ولدي بحبات من دموع، لم تذرفها أشواك الفراق ولا الم في الجسد، وإنما جرح في الكرامة أصابه في كمد، عندما قرأ لي ما وقت عليه عيناه الصغيرتين في فترة غيابي من مقال للسيد علي عبد الملك الشيباني المنشور في صحيفة الشارع ، العدد 162، يوم السبت الموافق 16/ أكتوبر / 2010، ص 11.

والذي يقول فيه ساخرا من السيد سلام فياض " أن رئيس وزراء السلطة يقف عند حاجز إسرائيلي، ولا يسمح له بالمرور إلا عندما يفرغ الجندي الإسرائيلي من ترتيب حذائه وعلى أقل من مهله " وسألني ولدي : هل هكذا يذلوننا في فلسطين...؟ وهكذا يقهرون شعبنا..؟ فأجبته بسؤال: يا صغيري برأيك لماذا يموت الأطفال والشيوخ والنساء والأبطال كل يوم برصاص المحتل..؟ فأجاب بفصاحة أدهشتني، لأنه لا يستفزهم ما هو أكبر من حذاء الجندي، ولأنهم متمسكون في وطنهم، وصادمون في أرضهم برغم الذل والهوان، ويرفضون الرحيل، ثم عاد وقال: بماذا أجيب السيد علي الشيباني هذا..؟ فقلت: قل له كل الحكايا، وأنبئه بني بكل ما يمارس الاحتلال من خطايا، قل له أكثر ما وصلت له عيناه، وبأنهم يعتقلون حتى الأطفال والنساء في وطني، ويصفعوهن أمام كميرات التلفاز على مرأى منه ومن العالم، وبأنهم يقتلعون أشجار الزيتون، ويهدمون الأقصى ويدنسون المقدسات بنعالهم، قل له:

رب وا معتصماه انطلقت ملء أفواه السبايا اليتم

لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم

وأنا بدوري أقول للسيد والصحفي " الهمام " نعم أن السيد سلام فياض صامد في ارض الرباط يتحمل ما هو أكثر مما تعلم هو وآلاف غيره من الفلسطينيين، وينتظرون كل يوم لساعات على الحاجز الإسرائيلي حتى يرتب جندي الاحتلال حذائه كما تقول، وسيبقى السيد رئيس الوزراء ومن وراءه شعبنا واقفين كالسنديان على حاجز القهر وأمامه حتى لو جاء كل جنود جيش الاحتلال واحتياطيهم ليرتبوا أحذيتهم على ذلك الحاجز، وتعال أنت معهم، ففي النهاية سنمر ونعبر فوق أرضنا، ولن نتركها لهم، ولن نرحل، لان هذا ما يريدونه، ويسعون إليه بالقتل تارة والإهانة طورا.

فسلام فياض وشعبنا ليس عنده طائرات ولا صواريخ عابرة للقارات، ولكنه يمتلك ما هو أقوى منها جميعا، يمتلك إرادة الصمود، يجترع الذل..؟ نعم، والهوان ..؟ أكيد فهذا ديدن الشرفاء في سبيل عزة وكرامة وطنهم، ولكنه لن يرحل، ولن يأتي إليك لاجئ، فانا لاجئ واعرف ذل وهوان ومعاناة اللجوء، وبأن ظلمك بإهانة وتحقير صمودي، وان جهلك بطبيعة وحجم معركتي اشد مرارة علي من ظلم الاحتلال:

ولظلم ذوي القربى اشد مضاضة ......... على النفس من وقع الحسام المهند

عليا هذا اسمك، ووالدك العزيز ذلك اليمني الأصيل الشامخ اسماك عليا تيمنا بصاحب ذو الفقار ابن أبي طالب كرم الله وجهه، فأين أنت من أخلاقه وشهامته، وقد خذلته وخذلت والدك وشعبك وشهداء وأحرار فلسطيني، أو اسماك تيمنا بعلي عبدا لله صالح ذلك الفارس، يمني المنبت، فلسطيني القلب والروح، الذي خذلته أيضا، والذي من أمثاله يكتسب الشعب الفلسطيني صموده، ومن مواقفه ينبت ويحيا فينا الأمل بأنه سيأتي اليوم الذي نلف فيه رباط حذاء جندي الاحتلال حول رقبته على ارض فلسطين، ولن نرحل.

عيرتنا بما هو عار عليك، وفخر لنا، فتبت يداك ، فإذا كان صمودنا أمام ذل الاحتلال جريمة من وجهة نظرك، فعلم أننا اعتى المجرمين، وسنبقى كذلك إلا أن يزول ويتم كنس الاحتلال بجنوده، ومستوطناته، وحواجزه، وأحذيته دون رجعة.

نلت من سعادة سفيرنا، فاسمع واقرأ كي تعي، هو من عائلة فلسطينية مناضلة شأنه شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ، قدمت لشعبنا الشهداء والمناضلين والقادة الذين نفتخر بهم، وهو من قال في احد مقابلاته مخاطبا أهله في اليمن، انأ ابن جدكم الأكبر، جئتكم من القدس، من ارض الرباط، احمل تحياتي أهلها، لأهل اليمن وشعب اليمن، فأين أنت من هذا يا شيباني، أما زلت تريدنا أن نرحل ونترك القدس للمحتلين، فلا يأتي احد حتى بتحيات من أهلها ومآذنها وكنائسها لأرض وربوع اليمن....؟.

نعم سنجترع هذا الذل، وسنصمد أمام جبروت وقهر المعتدي، ولن نخنع وسنضحي بكل ما لدينا، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة، كما قال شاعرنا الشهيد محمود درويش.

السيد علي قد ضاعفت جرحا على جراحنا، وغرر بك ضحيتك المدعاه ناصر أبو الهجاء، وسأنقل لك صورة من بعض ما يسميه ضحيتك نقدا سياسيا، ففي نفس ما يسميه بمقال، يكتب مخاطبا رئيس وزراء العدو بالسيد نتينياهو، والرئيس محمود عباس، بالمدعو محمود عباس، فأي وطنية وانتماء فلسطيني في ذلك، ويكذب عليك بأنه فصل تعسفا من التدريس وعلى خلفية سياسية، وبأنه مطلوب وطرد من الأردن لنفس الأسباب، وهذا كذب وافتراء، فقد فصل لأنه منقطع عن التدريس، ومطلوب للأردن على خلفية قضية جنائية.

إن كل ما ذكرته من جور وفساد في واقعنا العربي لا أجدالك فيه ولا ينكره إلا مكابر، ولكنك أسئت فهم قضيتنا، وأخطأت العنوان، فهذه القضية لطالما بررت التظاهر والانتفاض لشعوب لم يبرر الجوع والقهر لها ذلك، فتحرى الحقيقة لتعلم أن أبو الهيجاء هذا قد ظلم نفسه وأطفاله، قبل أن يظلم أطفال اليمن ويسيء إلى فلسطين.

وختاما: لا استغرب أن يكون هناك كتاب وصحفيين لا يعرفون ما يكتبون، ولا يفقهون ما يقولون، فهذا نتاج طبيعي لمدرسين من أمثال ناصر أبو الهجاء، يخنون الأمانة فيهون الهوان عليهم.

عدد القراءات : 2354
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات