احدث الاخبار

يحدث في سجون حماس

يحدث في سجون حماس
اخبار السعيدة - بقلم - مصطفى محمدأبوالسعود         التاريخ : 15-10-2010

كُتب لي أن أكونَ، من الذين زج بهم فضولهَم، لأن يكونَ ضيفاً في سجونِ حماس، لفترةٍ تمكنتُ خلالَها من الاطلاعِ على بعضِ أساليب حماس، بكيفية معاملة النزلاء، والتي أسكنتْ العقل في بُرجِ الذهول ، فكان للمَشَاهدِ التي رأيتُها وقعٌ قوي، وحافزٌ مهمٌ للمقارنةِ، بين ما يقالُ عن سجونِ حماس، وما يحدثُ فيها، فقد رأيتُ بعيني مَنْ ألقاه شعورٌ كاذبٌ، خلقته لحظاتٍ فارغةٍ من التقوى والإيمان، في حضنِ المتعةِ الفاجرةِ، لتسيرَ به إلى أربعةِ جدرانٍ، ويقضى جزءاً من حياتهِ مع الذين وقعوا ضحايا في مخالبِ إبليس، الذي يحاول إثبات قدرته على تحقيقِ أسمى أمانيه ، بأن يرى الشعبَ يسقطُ في نادي الرذيلة.

فمنذ ستون عاماً ، ولحومنا عرضة للنهش، وازداد الامرُ سوءاً مع الانقسام الفلسطيني ، فلم يبخل علينا العدو بوسائله الدنيئة، ليضعنا مع إشراقه كل صباح ، أمام عثرة كبرى في طريق الأمن والحرية، وأيقن أن تدمير الشباب، هو أقرب سبيل لتدمير الأمة، فأتاح المخدرات، وأعطاها جواز مرور لتتحرك به، وأوعز إلى أعوانه بتسهيل مرورها، لكل من يشتهي، وأوصى "لا تحرموا منها أحد.

لكن أصحاب الواجب والأمانة، أدركوا ثقل المسئولية ، فاستعدوا للمعركة الناعمة ، بشراسة، وأعلنوا حرباً لاهوادةَ فيها ،على كل شهوةٍ تَغتالُ حيويةَ الشباب، وتنالُ من بريقِ الكرامةِ ، فسمحوا بالرياضة ، وبنوا أماكن للصلاة ،وعقدوا دروس توعية مختلفة ، للقابعين بين جدران السجن والذين يتناوبهم الألم تارة ، والحسرة تارةً أخرى ،على ما بدر منهم، وتعاملوا معهم كضحايا ، وبالفعل تحققَ ما يُسعدُ القلبَ، فقد اقلعَ الكثيرونَ عن هذه الآفة، وأصبحوا أزهاراً رائعةً، تزدهرُ في نسيجِ المجتمع ، تَفتحُ ذراعيها للأملِ القادمِ للقلبِ ، بعدما تخلصوا من تعفناتِ الانجرار وراء نشوةٍ عابرةٍ ، سيحتاجونَ لبعض الوقتِ كي تلتئم جراحهم.

لكن، وللحق، فإن السجون ينقصها الكثير من الضروريات لحياة السجين، وهذا غير متوفر في سجون حماس، ليس لأنها لا تريد ، بل لأن ثقل المسئولية وحجمها ،أكبر من كل الأماني ، وعدم الاستقرار يمنع تجهيز ما يليق بالسجينِ، كي يصبح أكثر فاعلية في المجتمع، فالانجاز البسيط في ظل تعقد الظروف،هو بحد ذاتِه انجازٌ عظيمٌ، ولكن عليها أن تطور ما استطاعتْ إلى ذلك سبيلا،لأن مَنْ يريدُ تحرير الوطن، عليه الاستعداد لخوضِ معاركٍ على كل الجبهاتِ ،وأول هذه المعارك وأهمها ،معركة تحرير الإنسان من الانضمام لحزب الشيطان ، والعمل على استقطابِهم ضمن الرجال الذين أقسموا ،ألا يبقى على هذه الأرض، من يعكر صفو سكانها، ويملئ جوها بسموم ، ويبدل زرقة سمائها لسواد، ويحول ثروة الأمة إلى رماد.

mmomna@hotmail.com

كاتب من فلسطين

عدد القراءات : 2015
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
سامي
نحنا لازم نكون شعب مستقل وايد وحده ولازم حماس تستلم الحكم في الضفه الغربيه وقطاع غزه واقول لا لاسرائيل