احدث الاخبار

اتحاد المراكز الثقافية يعزف على أوتار رخوة " في مهرجان غزة المسرحي لعام 2010 "

اتحاد المراكز الثقافية يعزف على أوتار رخوة
اخبار السعيدة - بقلم - د. حسين الأسمر         التاريخ : 02-08-2010

اختتم مهرجان غزة المسرحي لعام 2010  فعالياته يوم الجمعة المنصرم ، وهو المهرجان الثالث الذي أقامه اتحاد المراكز الثقافية بدعم وتمويل الاتحاد الأوروبي في مدينة غزة على مسرح مركز سعيد المسحال للثقافة والعلوم في الفترة من 24 – 30 – 7 – 2010 ومما لا جدال فيه أن إقامة المهرجانات المسرحية في فلسطين - بعامة -  وقطاع غزة - بخاصة - لتعد بحق خطوة حضارية متقدمة على طريق البناء الثقافي والفني تساهم في بلورة وتفعيل الحركة المسرحية في بلادنا .

وهي تظاهرة فنية وثقافية تهدف -  بالارتكاز على أسس فنية وعلمية صحيحة – إلى تطوير حركة الإبداع الدرامي وتنشيط حركة النقد المسرحي وترسيخ قيم وتقاليد مسرحية – من ناحية – وتوسيع مساحة الجماهير الشعبية ونشر الوعي لديها لتعي واقعها الاجتماعي والسياسي وتقف على أعتاب النضج الفكري ليكون لها دور إيجابي فاعل في النهوض بالمجتمع الفلسطيني المعاصر .

وتأتي أهمية المهرجانات في دفع الفنانين العاملين في حقل المسرح بخطوات حثيثة نحو تنويرهم وتطوير مدركاتهم الحسية وملكاتهم الذهنية وتنمية مواهبهم وقدراتهم الإبداعية الخلاقة وفي خلق عناصر البحث المسرحي والانتقاء والاختيار لديهم بغية تقديم عروض مسرحية ناضجة ومتميزة وذلك من خلال الحوارات المسئولة الواعية عبر الندوات التقويمية واللقاءات المتواصلة طوال فترة المهرجان .

والسؤال الذي يقفز في أذهاننا – بسرعة البرق – هل حقق المهرجان الغزي  الثالث أهدافه ؟

وقبل الإجابة عن هذا السؤال أقول – توخيا للصدق والأمانة – أن مهرجان غزة المسرحي الأول قد حقق بعض الايجابيات منها :

1-  جمع المسرحيين الغزيين في بوتقة العمل الجماعي الواحد ، فكان له دور في التعرف على بعضهم البعض عن قرب والاحتكاك المباشر بالقدرات والمواهب المبدعة وإقامة العلاقات الحميمة واللقاءات الفنية والثقافية المثمرة .

2-  إبراز طاقات فنية مبدعة من الجنسين قد امتلكوا ناصية الإبداع في فن الاداء   التمثيلي والدرامي بنوعيه الكوميدي والتراجيدي

3-  تقديم أعمال مسرحية يتميز بعضها بالرقي الفني والنضج الفكري والتقنة الفنية الجيدة .

4-  تحريك الركود والجمود الذي خيم على الحركة المسرحية في قطاع غزة .

وبقدر ما حقق المهرجان من إيجابيات وقع في جملة من السلبيات ولا حرج ولا غضاضة من ذكرها بهدف تلاشيها والاستفادة منها في المهرجانات القادمة وتتمثل هذه السلبيات في :

1-  الارتجال في الإعداد والتنظيم

فعلى الرغم من أن إدارة المهرجان قد بذلت جهودا – بقدر استطاعتها – من أجل أن يكون المهرجان ناجحا إلا أن الإعداد والتنظيم اتسم بالارتجال دون دراسة وافية ومتأنية مبنية على أسس إدارية وفنية صحيحة

2-  التأخر في فتح الستارة

لقد لوحظ عند تقديم العروض المسرحية عدم الالتزام بمواعيد فتح الستارة وبداية العروض في المعد المحدد ، مما خلق حالة تذمر وسأم لدى النظارة في الصالة وحالة نفسية سيئة لاستقبال العروض المشاركة من الهدوء والترقب ولاشك أن التأخير وعدم الالتزام بالمواعيد يشكل ظاهرة سلبية تساهم في خلخلة الأطر التنظيمية وعدم تحقيق أهداف المهرجان المهمة وهو إرساء تقاليد مسرحية ثابتة

3-  غياب النقاد والمهتمين بقضايا المسرح والثقافة عن الحضور

لقد لوحظ أن  النقاد والأدباء والمثقفين الغزيين  قد تغيبوا عن حضور فعاليات المهرجان ، كما لوحظ غياب بعض النقاد والفنانين العرب والأجانب كضيوف على المهرجان وإن كنت أعتقد وأتكهن أن هذا الغياب لم يكن قصورا من إدارة المهرجان فربما كان نتيجة للظروف السياسية والحصار المقيت الذي فرض على شعبنا ولكني حاولت – هنا – أن أنوه إلى ضرورة وأهمية استضافة مبدعين من الفنانين العرب والأجانب المتخصصين ليلاحظوا ويشاهدوا عن كثب مدى ما وصلت إليه حركتنا المسرحية من نهوض وتطور – من جهة – والاستفادة من خبراتهم وأرائهم النقدية – من جهة أخرى

4-  بروز ظاهرتين خطيرتين في النقد المسرحي

لقد برزت ظاهرتان خطيرتان أثناء تقويم العروض المسرحية في الندوات النقدية

الظاهرة الأولى تتمثل في النقد المجامل الموغل في الإطراء والمديح الذي اتسم بالانطباعية غير الواعية دون الالتفات إلى السلبيات فمثل هذا النقد لا يمكن – بحال من الأحوال – أن يخدم حركة الإبداع بل يتحول إلى معول هدم يؤدي بالقدرات والمواهب التي تمتلك بعض أدواتها الفنية إلى الغرور إذ تتصور أنها حلقت في سماء الإبداع أما الظاهرة الثانية فهي ظاهرة التشدد والتعصب الأعمى وعدم الموضوعية التي تظهر السلبيات دون الوقوف على الإيجابيات ومثل هذا النقد – غير العلمي قد يتحول إلى أداة مدمرة للطاقات الشابة التي لم تؤهل بعد لامتلاك كل مقومات العطاء الفني مما يدخل في نفوسهم عامل الإحباط وبالتالي  إلى عدم القدرة على تفجير طاقاتهم الفنية

وكان من الضرورة – بمكان – أن يتسم النقد بالموضوعية خارجا عن نطاق الانطباعية والمجاملة والتشدد غير المنطقي ، فالنقد الموضوعي القائم على منهج علمي ، الذي يتناول العرض المسرحي المتكامل بكل عناصره الحرفية والتقنية – سلبا وإيجابا   - بالنقد والتحليل المنطقي حسب ما تقتضيه أصول النقد ومعاييره ، هو ذلك النقد البناء الهادف والنافع والمفيد في بناء فنانينا المسرحيين وتطويرهم وفي النهوض  بحركتنا المسرحية الفلسطينية – عموما-

5-  غياب المعقبين

كان ينبغي على إدارة المهرجان أن تختار معقبين من المتخصصين والمثقفين ليعقب كل منهم على عرض واحد من العروض المشاركة قبل البدء في المناقشات فإن ذلك يثري النقاش ويجعلنا نقف على أساليب نقدية متعددة ووجهات نظر متباينة

6-  عدم التفكير بتشكيل لجان متخصصة للمهرجان .

لقد اهتمت إدارة المهرجان بتشكيل اللجنة الإعلامية ولجنة العلاقات العامة ولم تفكر بما هو أهم والذي يتمثل في تشكيل لجنة تقويم النصوص المسرحية ولجنة تحكيم للعروض المشاركة ولجنة تنظيم لفعاليات المهرجان !

7-  عدم تخصيص  جوائز مالية وتشجيعية للمبدعين في المهرجان

كان ينبغي على إدارة المهرجان تشكيل لجنة تحكيم يتمتع أعضاؤها بالخبرة والكفاءة والمعرفة الواسعة بفنون المسرح لتقويم العروض المشاركة ومنح جوائز تقديرية للمبرزين فيها وتتمثل في

 

-   جائزة أفضل نص

 

-   جائزة أفضل مخرج

 

-    جائزة أفضل ممثل " دور أول ودور ثاني "

 

-   جائزة أفضل ممثلة " دور أول ودور ثاني "

 

-   جائزة أفضل سينوغرافيا  أو تقنية

 

-    وجائزة كبرى لأفضل عرض مسرحي متكامل .

فإن هذا يخلق حالة من التنافس الإبداعي الشريف ويجعل القائمين على الفرق تقدم أفضل ما لديهم جاهدين في اختيار عروض جيدة ومتميزة

8-  عدم الالتفات إلى تكريم بعض الخبرات المبدعة

عادة ما يحدث في كل مهرجانات العالم  أن تقوم إدارة المهرجان بتكريم بعض المبدعين من ذوي الخبرات الطويلة والفاعلة بينما إدارة المهرجان في قطاع غزة لم تلتفت لهذا الأمر الذي

  فيما يبدو – لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد هذه السلبيات وغيرها قد وضعت على طاولة الأستاذ يسري درويش رئيس اتحاد المراكز الثقافية وأمام إدارة المهرجان لتؤخذ بعين الاعتبار في المهرجان القادم .

 ويأتي المهرجان الثاني تحت مسمى مهرجان فلسطين المسرحي في عام 2009 شاركت فيه فرق مسرحية من القطاع والضفة الفلسطينية ومما يؤسف له أن إدارة المهرجان قد وقعت في نفس الأخطاء والسلبيات السابقة ولم تأخذ بواحدة منها على أقل تقدير وبالتالي لم يحقق المهرجان أي تطور ملحوظ بل أحداث تراجعا نسبيا عن المهرجان الأول .. فقدمت فيه عروض مسرحية تتراوح بين الجودة والرداءة وبين النجاح والفشل . وكنتيجة طبيعية لعدم امتثال اتحاد المراكز الثقافية وإدارة المهرجان إلى وجهات النظر الصائبة لفنانين مسرحيين مشهود لهم بالخبرة والكفاءة  وعدم وضع الملاحظات السلبية – في المهرجانين السابقين – موضع الدراسة والاستجابة لها فقد قررت الفرق المسرحية المحترفة وبعض المؤسسات الثقافية والفنية التي تحترم نفسها وفنها ، عدم المشاركة في المهرجان الثالث إن لم يكن على مستوى عال من الأداء ، يحقق طموحات المسرحيين ويرفع من المستوى الإبداعي للحركة المسرحية الغزية

فماذا حدث في المهرجان الثالث ؟

من خلال سردنا لما حدث تتضح إجابتنا عن السؤال الذي قد طرحناه  - سابقا – هل حقق مهرجان غزة المسرحي لعام 2010 أهدافه ؟

في هذا الصدد نقول بعد أن جوبه اتحاد المراكز بقرار المقاطعة للمهرجان من قبل الفرق المسرحية الفاعلة والمسرحيين المبدعين ، شعرت إدارة المهرجان بأنها قد وقعت بحرج أو بمعنى أصح في (ورطة ) فراحت تجري اتصالاتها الحثيثة مع هذه الفرق كمحاولة أخيرة لإقناع القائمين عليها بضرورة المشاركة .. لكن دون جدوى ، فأصيبت بخيبة أمل وأخذت تضرب

( أخماسا في أسداس ) فماذا يمكن أن تفعل ولابد للمهرجان أن يقام في موعده المحدد وإلا كما يقول أحد الأفلام المصرية ( ضاعت فلوسك يا صابر ) أي أن المبلغ الذي قد خصص لدعم المهرجان سيعود إلى الجهة الممولة ومن هنا أخذت إدارة المهرجان - بشكل من التخبط -  أجراء اتصالاتها مع فرق مسرحية هاوية غير مؤهلة للعمل المسرحي الناضج ومع نفر قليل من المحترفين ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل سعت إلى مجموعات تمثيلية دون مستوى الهواة لتشكل فرق مسرحية جديدة بغرض تكملة النصاب للفرق المشاركة ونجحت إدارة المهرجان في ذلك وأقيم المهرجان الذي تحول من مستوى مسرح الاحتراف إلى مستوى مسرح الهواة !! وكنتيجة طبيعية لذلك قدم لنا مهرجان غزة المسرحي عام 2010 مسرحيات هابطة ومتدنية على المستويين الفني والموضوعي – في أغلبها – والقليل منها كان مقبولا نسبيا وبذلك يكون اتحاد المراكز الثقافية قد عزف لحن نشاز على أوتار رخوة ولم يحقق أي هدف من أهداف المهرجان المرجوة .. ومما يؤسف له أن غالبية العروض المسرحية التي قدمت في المهرجان قد خلخلت القيم الفنية والتقاليد المسرحية التي جاهدت الحركة المسرحية في قطاع غزة ترسيخها   لدى جماهيرنا الغزية على مدار خمسين عاما من عمرها !! 

ولم تكتف إدارة المهرجان الثالث بما وقعت فيه من سلبيات سابقة بل راحت تضيف إليه سلبيات أخرى وسأكتفي – هنا – بذكر سلبيتين منها :

أما السلبية الأولى ، فهي الجمع بين الفرق المسرحية الهاوية ( خمس فرق )  وبين الفرق المحترفة ( فرقتين ) في مهرجان واحد !! فكيف - بربكم - يا معشر الفنانين والمثقفين  يكون الحكم على أعمالها من منظار نقدي واحد من قبل لجنة التحكيم ؟!

إن هذا الخلط العشوائي بين الهاوي والمحترف قد خلق حالة غير متكافئة وغير متنافسة ولا تخضع للمنطق والحس الفني وحتما تقود إلى الوقوع في الزلل

وأما السلبية الثانية فهي ظاهرة المديح العالي من قبل أعضاء اللجنة العليا للمهرجان

( فمن يشهد للعروس ؟!!)

 الذين راحوا يكيلون المديح المفرط لعروض المهرجان – كافة – دون أن يوجهوا ولو سلبية واحدة لأي من القائمين عليها !! وقد أجمعوا - بلسان واحد-  على أن الأعشى – الذي لا يبصر بوضوح  - يمتلك عينين كعيني زرقاء اليمامة وقد انحصر مديحهم في مفردات متكررة لكل عرض ( جميل ، رائع ، عبقري ، مبهر ، متميز ) وهذه المفردات – في حقيقتها – لا تنطبق البتة على أي من العروض المشاركة وإن كان بعضها مقبولا – كما أسلفت في السياق – ومما لا شك فيه – مطلقا – أن مثل هذا النقد المجامل دون الوقوف عند السلبيات كان بمثابة سهم قاتل لمن يحاول أن يغذ الخطى نحو تطور فنه وثقافته وبذلك يجعله يتوقف عند هذا الحد من العطاء الفني ، إذ يعتقد من في نفسه مرض - وخاصة من يطربون للمديح وينفرون من النقد  الموضوعي الهادف – أنه قد وصل إلى درجة عالية من الإبداع ليس في مقدور أحد أن يجاريه فيها وبالتالي لن يحاول السعي إلى تطوير نفسه ويبقى ( في مكانك سر )

ومما زاد الطين بلة ، أن إدارة المهرجان – من منطلق مبدأ المحاباة و  المحسوبية – قد شكلت لجنة تحكيم من أفراد تنقصهم الخبرة والدراية الكاملة بفنون المسرح – مع احترامي وتقديري لهم – على المستوى الشخصي ، في الوقت الذي لا أنكر على بعض أفرادها إبداعاتهم في مجال تخصصاتهم ، فباسل المقوسي فنان تشكيلي مبدع ، تشهد له أعماله التشكيلية المتميزة وحسام المدهون قد تمرس في مهنة التمثيل وتتلمذ - في دورات تدريبية - على أيدي مخرجين عالميين في مجال فن الأداء التمثيلي وتطويع الجسد للتعبير وشارك في تأسيس فرق مسرحية مهمة في قطاع غزة ، لكن الحكم على من يمارسون المسرح بكل مقوماته وعناصره الفنية فشيء أخر فالناقد أو المحكم لا بد له أن يكون ممارسا للمهنة ومجربا فيها لفترة طويلة ، وأن يكون ملما بكل الاتجاهات والمدارس المسرحية والتيارات الفنية ليتمكن من مواكبة العمل الفني والحكم عليه – شكلا ومضمونا – بمنطق الواعي المجرب . ومن الغريب والمستهجن ، أن إدارة المهرجان قد عينت في لجنة التحكيم اثنين من أعضائها الثلاثة ، كل منهما محسوب على فرقة من الفرق المشاركة وبالتالي فإن حكمها يكون مطعونا فيه مهما تمثل حالة المصداقية والنزاهة  وكان ينبغي على إدارة المهرجان اختيار أعضاء اللجنة من فنانين مجربين ومتمرسين في

( الإخراج ، التأليف ، التمثيل ، النقد والسينوغرافيا المتعلقة بالتقنات الفنية ) ولا يخشون في الحق لومة لائم  ولو كان قد حدث ذلك لكانت هذه اللجنة في تقديري قد حجبت الجائزة عن جميع الفرق المشاركة واكتفت بالتنويه لبعض عروض مقبولة حملت بعض الإرهاصات واللمسات الفنية المتواضعة وبعض القدرات التمثيلية وإن لم ترق إلى مستوى الإبداع وبهذا القرار

( الحكم ) تكون اللجنة قد أعلنت ضمنا عن فشل المهرجان .

 وكم كنت أتمنى على الأستاذ يسري درويش

- في كلمته التي ألقاها إيذانا باختتام أيام المهرجان - أن يعلن-  بكل جرأة وشجاعة - عن فشل المهرجان خيرا من التزمير  والتطبيل الإعلامي اللذين لا طائل من ولائهما .. فالاعتراف بالحق فضيلة ولا ينتقص من قدرة ولا من جهوده الحثيثة في إقامة المهرجانات   المسرحية في بلادنا والتي عجزت وزارة الثقافة لدى السلطة الوطنية عن إقامتها عبر حكوماتنا المتعاقبة . ولو كان قد فعل ذلك لكنا قد رفعنا قبعاتنا تحية واحتراما وتقديرا له  .

وفي الأخير يمكننا التأكد على ضرورة أن يكون المهرجان الرابع مبنيا على دراسة علمية وفنية متأنية للنواقص ونواحي القصور والسلبيات التي رافقت المهرجانات المسرحية السابقة وأتمنى على اتحاد المراكز الثقافية ألا يألوا جهدا في البحث عن مصادر تمويل – ولو جزئيا – للفرق المسرحية المتميزة والفاعلة ليأتي المهرجان الرابع أكثر فائدة وعطاءا وأكثر نضجا وتماسكا 

hossen.asmar@hotmail.com

عدد القراءات : 2455
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات