سؤال مهم جدا أجاب عليه الدكتور محمد سعد ننشره لسيدات المسلمين
جاء فيه .. د. محمد سعد المحترم، أود استشارتك في أمر يهمني لو تكرمت وجزاك الله عني كل خير. أنا امرأة مطلقة ولي أربعة من الأبناء، وأثناء طلاقي احتجت أن أبحث عن مستشارا قانوني أعلم من خلاله ما علي عمله، وطلب مني بأن أحضر إلى مكتبه مع محرم ليناقشني بالأمر، وحضرت وفي مرات عدة أبدء إعجابه بذكائي إلى أن قال في إحدى المرات: أنت تصلحين بأن تعملي في المحاماة، فأنت ذكية وجريئة، ولكي حجة مقنعة وشخصيتك قوية محببة، وأخذت هذا على أنه مجاملة من رجل يكبرني بكثييييير، وبعد انقضاء حاجتي قطعت كل اتصال لي به، فالذي يربطني به عمل، أي استشارة وكفى، وانتهى الأمر..
وبعد عدة سنوات، حيث كانت اتصالاتي بهذا الرجل قليلة حسب الحاجة وتصل إلى مرة كل أربع أو ثمانية أشهر، وتكون مختصرة وللضرورة، ومع هذا كان ينتهز الفرصة ليسأل أسئلة خاصة عن أهلي ، وأني من أسرة محترمة، وأشياء أخرى أولتها أنا للفضول، وأحيانا أأولها إلى عمله كمحامي..
ومضت السنوات ولا جديد لرفض زوجي طلاقي، وكان دائم السؤال عن طلاقي في كل مرة اتصل به لأمر ما..
وبعد ثلاث سنوات تم الطلاق من والد أبنائي بتراضي ووجاهة من عدة رجال من المعارف، وانتهى الأمر، وبعد شهرين من انتهاء العدة تزوجت زواجا سريعا، وندمت عليه بعد كتابة عقد الزواج وطلبت الطلاق بعد يومين فقط، ودفعت له مهره وطلقت في المحكمة.
وبعد سنتين اتصلت بذلك المحامي لأستشيره عن أمر النفقة، وفرح كثيرا باتصالي وبادرني بسؤاله المعتاد: هل طُلقتي أم عدتي إلى زوجك؟ فقلت: تم طلاقي فسألني أين أنا، ولماذا لم اتصل به كل هذه المدة وأنه أضاع رقمي بعدما فقد جواله الخاص والأرقام الموجودة فيه، ولم أعر الأمر أهمية، فقلت له: مشاغل الحياة، واستشرته بأمر النفقة وأرشدني إلى الصلح، وأن هذا والد أبنائي، وليس هناك لزوم للمحاكم، واقترح الحل وديا..
المهم أنه بعد أربعة أشهر من الاتصال الأخير لمح لي بخطبته لي بعد وابل من الأسئلة، لماذا لا ترجعي إلى زوجك؟ ولماذا لا تحاولي الصلح وجمع الشمل؟ وهل أنت تحبينه؟ وهل لك نية في الرجوع؟ وهل تفكرين في الزواج؟ وهل وووو، وكنت أراه متطفلا كثير الأسئلة، وكنت أجيب باقتضاب وباختصار جدا، وصار يستغل أي مناسبة ويتكلم عن نفسه، ويقول: أنا لدي زوجتان ولي من كل زوجه ابنا، وأنا عمري كذا وأنا كذا، ولي مكاتب كذا، وكنت أرى الأمر لا يعنيني إلى رمضان الماضي حيث كان هناك جلسة مع والد أبنائي، واتصلت عليه لأسئلة عدة اسأله، وأجابني ونصحني بأن أبعد عن المحاكم، وأنها متعبة لي، واعفي وأصلحي من أجل أبنائك، وعسى أن الله يعوضك بخيرا من هذا..
المهم بعد عيد الأضحى أخذ يكثر من اتصالاته وأسئلته بحجه أنه يطمئن علي فقط لا غير، إلى أن قلت له أثناء الحديث: أنا اعتبرك أخا لي وآخذ برأيك، قال بكل صراحة: أخ هههه نعم إلى أن آتي وأتقدم لخطبتك، ولم أهتم وأخذت الأمر على أنه مزحه واتصل وقال: هل تودين العمل؟ قلت نعم. وهل عندكم فرع نسائي، قال: نعم. قلت أكيد. قال: صفي لي بيت أهلك من أجل أن أعرض هذا الأمر على أشقائك، فوصفت له المنزل بعد ما أعطيت أخي خبر بأن فلان يود زيارتنا وأنه يعرض علي العمل لديه، وأنه يريد أن يناقش عملي معكم ويأخذ موافقتكم عليه..
لم يقتنع أخي بأن صاحب عمل يأتي إلى أناس ويعرض عليهم العمل، بل إن العكس هو الصحيح، ولكنني نقلت الواقع إلى أخي من أجل العمل فقط، وتقبل أخي الأمر باستغراب وتعجب وعدم اقتناع وقبل، وأتى الشيخ الكبير في السن والمقام وبعد الكلام مع أخي أستأذنه بأن أكون موجودة وأسمع منه بنود العمل التي لم تقنع أخي وأخذ معه نسخة من أوراقي وذهب، وقال أخي: مستحيل أن يكون قصده العمل، ولكنه يخفي أمرا في نفسه، كوني حذره واهتمي بنفسك ولا تثقي في هذا الزمن بأحد، ومن رأيي أن ترفضي العمل فولله إنه لحجة فقط لأمر لا يعلمه الله، فوالله ما أتى من أجل أن يعرض عليك العمل، فصاحب مؤسسة كبيرة يأتي بنفسه من أجل أن يعرض عليك العمل، وهل هم بحاجه إليك؟ وما هي مؤهلاتك؟ حتى وإن كان فإنه لا يأتي بنفسه ولا مندوبا عنه، بل من أراد العمل يذهب إليه، وبعد شق الأنفس يقبلونه بالواسطة، قلي لي كلاما مقنعا وإن كان مجنونا يتحدث فهل من عاقل يسمع؟
نعم نسيت أن أخبرك بأنه طلب يوما يحدد ليكون فيه اجتماع الموظفات للفرع بوجوده هو وأن انتظر منه مكالمة خلال يومين..
وبعد يومين بالتمام والكمال اتصل علي صباحا وسأل عن انطباع أسرتي عن زيارته، ونقلت له الواقع بكل صدق، فضحك موافقا رأي أخي، وقال رأيك أنت من يهمني، ولكن ماذا قلتي أنت لأخيك، قلت: أني حكيت له الصراحة والصدق، فليس لدي أسرار عن أهلي ولا أخفي عن رجالي أمرا، قال: إذا لما لم تقولي أني أتيت لخطبتك؟
أنا والله يا دكتور سعد استغربت لأنه ما قال لي أنه أتي لخطبتي بدليل أنه لم يتحدث عنها في زيارته، فقلت له أنت ما قلت إلا أنك آتي من أجل العمل، قال ألم أقل لك قبل كم يوم أني قادم لخطبتك؟ قلت: بلى، قال: إذا قلت أنت، قلتها على سبيل المزحة، قال: لا. الزواج والهبة والطلاق جدهن جد وهزلهن جد، فسكتت، ولم يكن عندي رد، أو أن الرد سيدخلني في مجادلة، وأنا لم أرد الدخول بها، قلت: لا أنا ولا أخي مقتنعين في العمل إلى أن عرضت أنت العمل، وأخي رأى بأن أعتذر وأن يكون لي الخيار النهائي، قال: بكل صراحة أنا يا( فلانة) أحببت أن أتقرب في البداية من الأسرة من أجل خطبتك وأن العمل ما كان إلا حجة من أجل أن تكوني قريبة مني لفترة أعرفك أكثر، نعم أعرف أنك من العائلة معروفة، وأنك امرأة ذو عقل وذكية، ولكن هذا لا يكفي، هل أنت جميلة؟ ما هي طباعك؟ لا أدري، فأنا بصراحة معجب بك من أول مرة كلمتني ورأيتك فيها في مكتبي ودخلتي رأسي، ومن أجل هذا أنا تضايقت لفقدي رقمك، ولكن باتصالك أسعدتني، وأنا أود أن نعرف بعضنا لشهر أو شهرين أو شهرين ونصف وبعدها نقرر، فمن الممكن أن تكوني الإنسانة التي أتصورها وأنسحب أو من الممكن أني لا أعجبك وتنسحبي...
والله يا دكتور منذ أن قال هذا الكلام وأنا في دوامة، ماذا يريد؟ وما هي نيته؟ ولماذا أنا بالذات؟ ولماذا هذا الأسلوب والطريق الملتوي؟ ولماذا أظهر أمرا وأبطن آخر؟ فوالله إني صدمت به لأني كنت أراه رجلا فاضلا ووقورا، وهذا كلام لا يليق، وأخذ يقرب من اتصالاته ورسائله، واتصل بي بعد منتصف الليل وتجاهلته أولا، فهو آخر همي ولم أفكر به مطلقا، وكان كل تفكيري بالعمل من أجل أن أعول أطفالي، ولو أتى من الباب بكل وضوح لزاد احترامي له ولفكرت في طلبه بجديه..
الآن آنا في تشتت وبلبلة، فما هو رأيك يا دكتور بكل ما يجري؟ ولو تكرمت أشرح لي أو فسر لي شخصيته ودوافع تصرفه هذه، وهل أقبل العمل عنده أم أرفضه وأرتاح؟ من باب دع ما يريبك إلى مالا يريبك..
أرجوك ساعدني، أنا في انتظارك سيدي، ونسيت أنا أخبرك بنقطة، وهي عندما حادثني بخصوص الاجتماع، قلت: أنا اجتماع رجال، أرجوك أعفيني، قال: لا أنا موجود فقط، فصدر مني ردة فعل واستغراب، أنت فقط كيف؟ قال: ما بك خفتي؟ أنت لست صغيرة تخافين على نفسك، قلت: وهل للمرأة سن معين إن تعدته تفقد خوفها على نفسها وعرضها وكرامتها، قال: لا ولكن أنت كبيرة وذات عقل، أي لست بصغيرة، ولكي يزيل استغرابي وغضبي قال: كل الموظفات بمن فيهم شقيقتي سيكونون موجودون معي، وقال: أثناء الكلام أنه يريد مني بأن أفهمه، قلت: كيف؟ قال: أنت تفهمينني، ولم أفهم، قال: اتضح أنك لم تفهمينني، قلت: وضح، قال: أنت ذكية، قلت: في أمور ما أكون ذكية، قال: لا أنت تفهّمين بلد، فسكتت، قال: يعني أن تفهميني وتقربين مني وتسحبينني إليك إلى فلكك، وتحسسيني بأهميتي عندك، ولكن يا دكتور وإلى كتابتي هذه الرسالة وأنا مشتته ومذهولة فأرجوك جاوبني وانصحني جزاك الله خير الجزاء بسرعة لو تكرمت وآسفة جدا للإطالة وعدم ترتيب الأحداث..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الأخت الفاضلة : بداية أظن أن المستشار القانوني، الذي سيأخذ مالاً لقاء استشارته، لا يهمه منظر المرأة أو هيئتها، بقدر ما يجتهد في سماع كلامها.. ولذا – فمنذ البداية – كان طلبه حضورك إلى مكتبه غير ذي قيمة، إن لم أقل إنه ذو قيمة (منفصلة) عن قيمة العمل الأصلي!
ثم كونه يتبسط معك، ليبدي – بين حين وآخر – إعجابه بذكائك – حسب تعبيرك، معناه أنه بدأ يجدل ظفيرة غزل، ولاحظي كيف انتقل، من مجرد التوصيف العام بالذكاء، إلى التفصيل، حين قال: (تصلحين بأن تعملي في المحاماة فأنت ذكية وجريئة ولكي حجة مقنعة وشخصيتك قوية محببة)!
وإذا كانت جرأته هذه خارج نطاق الاستشارة، وفيها نوع من (التبسط)، الذي ربما هدف من ورائه إلى (جس) نبضك بالتعاطي معه بالكلام، ومبادلته (التبسط)، وكنت أتمنى أن يكون جوابك (الصمت) لكل ما هو خارج (نص) الاستشارة، فقد قلت: (أخذت هذا على أنه مجاملة من رجل يكبرني بكثييييير)!!
وطريقتك في كتابتك لكلمة (بكثييييير) تعكس موقفك النفسي، في رؤيتك للرجل . . فكأنك تستبعدين أن يكون وراء ذلك رغبة منه فيك، أو تستبعدين موافقتك على رغبته فيك، لو أبداها!
وإذا أمكنك تفسير مدحه لك على أنه مجاملة، فقد قلت: (ومع هذا كان ينتهز الفرصة ليسأل أسئلة خاصة عن أهلي وأني من أسرة معروفة وأشياء أخرى).. وهنا تبحثين عن (تأويل) آخر، غير المجاملة، فتقولين: (أولتها أنا للفضول وأحيانا أأؤولها إلى عمله كمحامي)!!
ولا أدري ما ذنب (الفضول) الذي اتهمتِه بأنه وراء أسئلة صاحبك، أو ما صلة (المحاماة) بكونه – حسب تعبيرك: (دائم السؤال عن طلاقي في كل مرة اتصل به لأمرا ما).. ولاحظي أنه (دائم)، وفي (كل مرة)، وأنك وقتها بدأت بتبرئة ساحة الفضول، ليحيط بك الغموض، في قولك: (لأمر ما).. إلا إن كنت لم تعرفي الأمر، أو لا تودين ذكره لي!!
وسواء أخفي عليك (الأمر) أم (أخفيتِه) عني، فالشيء الذي لم يخف عليك ولا علي، أننا بدأنا ننسى القضية الأصلية، التي جئت إلى هذا المحامي – أول مرة – من أجلها!!
أختي الفاضلة: كنت أتوقع أن ما ذكرتِه من فضول ذلك المحامي، بل الغموض الذي تراءى لك خلف سلوكياته وتعامله وكلماته، سيجعلك لا تفكرين بالاتصال عليه، خاصة ودكاكين المحامين لا عدد لها، وقد مضت سنوات على استشارتك الأولى له.. لكنني سأفترض أنك لا تعرفين غيره، أو أن وجود هاتفه معك، وحاجتك للاستشارة دفعاك إلى الاتصال بة.. ليبدأ معك مشواراً أكثر جرأة من الأول.. بدأتِه بذكر مشاعره، حين اتصلت بة – بعد انقطاع خمس سنوات -: (فرح جدا باتصالي وبادرني بسؤاله المعتاد هل طلقتي أو عدتي إلى زوجك قلت تم طلاقي وسألني أين أنا ولما لم اتصل به كل هذه المدة وأنه أضاع رقمي بعد ما فقد جواله الخاص بالأرقام الموجودة فيه ولم أعر الأمر أهمية قلت مشاغل حياة) .
وتشيرين إلى أنه بعد أربعة أشهر لمّح لك بخطبته، وأجرى معك (امتحان) قبول، وصفتيه بقولك: (بعد وابل من الأسئلة لماذا لا ترجعي إلى زوجك ولماذا لا تحاولي الصلح وجمع الشمل وهل أنت تحبينه وهل لك نية في الرجوع وهل تفكرين في الزواج وهل وووو).. وتعقبين على هذا الأسلوب برسم مشاعرك، تجاهه بقولك: (وكنت أراه متطفلا كثير الأسئلة وكنت أجيب باقتضاب واختصار جدا) .
وما فهمته انك اتصلت لاستشارته في موضوع النفقة، وأنه أجابك عن سؤالك.. فكيف أفهم قولك: إنه بعد أربعة أشهر (لمّح) لك بخطبته ؟!.. فهل ظللت تتصلين عليه، وتمدين معه حبل الكلام، لـ(يلمح) خلال ذلك.. أم أنه اتصل مباشرة وبدأ التلميح..
والشيء نفسه في قولك: (وصار يستغل أي مناسبة ويتكلم عن نفسه).. فما هي الفرص.. مادمتِ – في الأصل – ليس بينك وبينه صلات ؟!!
أختي الكريمة: كيف قبل قليل تقولين – مستهجنة – (كبيييير)، وتمدينها بالكتابة، تأكيداً على دهشتك.. ثم تقولين: (والله يا دكتور منذ أن قال هذا الكلام وأنا في دوامة، ماذا يريد؟ وما هي نيته؟ ولماذا أنا بالذات؟ ولماذا هذا الأسلوب والطريق الملتوي؟ ولماذا أظهر أمرا وأبطن آخر؟ فوالله إني صدمت به)!!
أما قولك: (كنت أراه رجلا فاضلا ووقورا)
فلا أدري من أين استمديت هذه النظرة ؟؟ هل لمجرد الشكل ؟!
كيف وأنت تشيرين إلى (تعديه) الهدف الأساس، من (بداية) ترددك عليه، بالإشارة إلى محاولة أسرك بالثناء، والامتداح!!
والذي بدأ تلك البداية لا حظي كيف ينتهي بأن يزيد اتصالاته ورسائله إليك، بل كيف يصل به الحال أن يتصل عليك منتصف الليل ؟!!
لقد اعتاد مثل هذا الرجل، من كثير من النساء، أنه إذا أرخى لها حبل الكلام جذبته منه، وإذا بدأ يتغزل لديها بنفسه تعلقت به.. وأن الحديث (المستمر) يفل الصلابة، ويزيل الوقار، ويفتح الباب أمام أسئلة (بذيئة)، لا يعجز الشيطان أن يبحث لها عن سبب لدى الطرفين !
إن بعضهم (فُتن) بالنساء حديثاً، فهو يفتعل أي مناسبة ليتصل أو يرسل، وما دام هناك غطاء رسمي باعتباره محامياً خرب بيتك ودمر مستقبل أولادك بأستشاراتة ، ترددتِ عليه، فالشيطان يوحي له بأن كل مكالماتك ورسائلك، يمكن تسويغها .
وهذا اللون من الرجال (المفتونين)، تظل القضية الأصلية متناً، يضع له حاشية وهوامش، تزيد – يوماً بعد آخر – حتى يصبح المتن لا يكاد يذكر مع تلك الهوامش، بل يصبح بقاء (سطر) من المتن لـ(يرسم) تلك الهوامش فقط!!
– أيتها العاقلة – متى وصل الحال بالحرص على التأكد من (صلاحية) المرأة للزواج أن تبقى (موظفة)، في مكتب الزوج، لشهرين أو أربعة.. وما الذي سينظر إليه من خلال هذا الاختبار الطويل ؟!!
وكيف يسوغ لنفسه، وهو الرجل المسن، أن يقول: (وأنا أود أن نعرف بعض لعدة أشهر أو شهرين أو شهرين ونصف وبعدها نقرر)!!.. وكأنه شاب (غر)، في شرخ الشباب، لا شيخ تكاد شمس حياته تفل.. وأظن أنه لم يتبق إلا طلب التذوق.. فقد شكت لي امرأة ذات يوم كيف مارس معها محام الجنس، داخل مكتبه، الملحق ببيته!!.. وكانت استنجدت به، ليخلصها من زوجها المدمن.
إنك تدركين جيداً أنه لا يوجد لديه قسم نسائي، وأنه سيضع قسماً نسائياً من أجلك، وسيقبلك على علاقتك، وقد جاء هو، على كبريائه، ليخطبك موظفة، في القسم، الذي سينشئه من أجلك!!
ولولا أني أدافع – بقوة – ظنون تقتحم علي نفسي، لقلت: إنه يريد أن يستمتع منك بعينه وأذنه!!.. ألم يقل: إنه سيحضر اجتماع الموظفات.. تصوري
أختي الفاضلة: لقد بدا لي أخوك في قمة العقل، وهو يقف إلى جنبك ويساعدك، ويطلب رضاك في ترك الخيار لك، في أمور (قابلها باستغراب وتعجب وعدم اقتناع)، ويكتفي بالاتكاء على عقلك، في الحذر من شخص، تفيد (كل) الدلائل على انه – في أقل أحواله – عابث !
لقد لخص أخوك، الذي حضر اللقاء، وعرف الرجل من قرب، وسمع صوته، وقرأ لغة جسده، الموقف بقوله: (مستحيل أن يكون قصد العمل ولكنه يخفي أمرا في نفسه كوني حذره واهتمي بنفسك ولا تثقي في هذا الزمن بأحد ومن رأيي أن ترفضي العمل فولله إنه لحجة فقط لإمر لا يعلمه إلا الله) .
وأحسب أنك لو كنت موظفة عند هذا الرجل، ومارس عليك مثل هذه السلوكيات لـ(فررت) منه، فكيف وهذه التصرفات، وأنت لم تدخلي بعد مظلة العمل، تحت إدارته !
والعرب تقول: تموت الحرة ولا تأكل بثدييها !.. وسيغنيك الله وبنيك من واسع فضله .
ولا أكتمك أني أحس أنك تعيشين صراعاً داخلياً، فعاطفتك تنظر من زاوية الثراء، لترسم داخلك حياة رغدة، تنسيك الآلام السابقة.. خاصة وأنت أم لأربعة أطفال، ومطلقة مرتين.. ثم يقبلك مثل هذا زوجة.. ثم هو قد قبلك عن (إعجاب)!!.. ومن ثم يأتي قولك: (لو آتى من الباب بكل وضوح لزاد احترامي له ولفكرت في طلبه بجدية )!!
لكن حين يشد حبل تفكيرك العقل، ويرى هذا التصابي من شيخ (كبير)، وهذه التصرفات (البلهاء)، وخاصة ما يتصل باختبار القبول (السخيف)، الذي يتطلب توظفك، وبقاءك بين يديه، شهرين أو ثلاثة، ليبدي لك رأيه النهائي.. فوقتها يأتي قولك: (أنه آخر همي ولم أفكر به مطلقا)!!
وأظن أنك أدركت أن رأيي لا ينتهي عند قولك: (هل أقبل العمل عنده أم أرفضه وأرتاح من باب دع ما يريبك إلى مالا يريبك).. ولكني أقول ارفضيه، من باب: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)!!
وأخيراً أرجو أن إجابتي قد أيقظتك من (التشتت والذهول)، اللذين عصفا برأسك!
وإذا كنت قد ساهمت في إعطاء ذلك الرجل فرصة للتمادي والعبث !، بمحاولتك البحث عن (تأويل) لتصرفاته، وعدم جرأتك في إيقافه منذ البداية عن الخروج، فيما قصدته من أجله.. فإني آمل أن تنتبهي أن مثل هذا الرجل يبدؤون بداية صغيرة كـ(طعم)، فإن مررتها المرأة بدأ يتوسع، حتى يصل إلى جرأة تستغربها المرأة، لكن هو يفهم من السكوت (المتتابع) على أنه لون من الموافقة!!
وفقك الله لكل خير، وأغناك وبنيك من واسع فضله، ووقاك من السوء .