احدث الاخبار

مجلس التضامن وذكرى التأسيس

مجلس التضامن وذكرى التأسيس
اخبار السعيدة - بقلم - الشيخ - عايض يحيى عايض         التاريخ : 17-04-2010

لاأحد يستطيع أن ينسى تلك الضجة الإعلامية التي حدثت عن تأسيس مجلس التضامن الوطني قبل عامين في 27/7/2007م حينها كانت الهجمة أكبر من التعاطف والشك أكثر من التفاؤل ومن مختلف الاتجاهات سلطة ومعارضة على حد سواء،لم يستوعب الأكثرية قيام تكتل غير حزبي بشخصيات بارزة وفاعلة وكأنما خلقنا لننضوي في أطر حزبية ضيقة .

قبل ثمان سنوات وخاصة في السنوات الأولى لمجلس النواب الحالي برزت نواه تأسيس مجلس التضامن في قيام العديد من الشخصيات البرلمانية البارزة بالخروج عن النص المرسوم في معارضة الجرعات السعرية للمواد النفطية وكذا في إسقاط اتفاقيات نفطية مجحفة كإتفاقية القطاع (52) المشهورة أحداثها وحينما لم تستوعب الأطر الحزبية في الحاكم لتوجهات هذه الشخصيات وحينما شعر أيضاً أعضاء من كتل المشترك من بطء وجمود الأداء في داخل الكتلة المعارضة بدأ الجميع يبحثون عن إطار جديد يستطيعون الحركة فيه بدون قيود وبدون جمود.

 هذه هي النواة لكن ظهرت مشاكل وحواجز أغلبها نفسية في عدم تقبل الكثير لغير تلك الأطر الحزبية واعتبار أن أي خروج على النص يعتبر انقلاباً أو خيانة وحصلت الكثير من اللقاءات والحوارات طوال أكثر من عام ونصف أفضت إلى تأسيس مجلس التضامن الذي اجتمع في تأسيسه شخصيات من مختلف التيارات والأحزاب اتفقوا أولاً على الخروج إلى فضاء حر وكذلك أن يكون هناك رأي موحد في معظم القضايا نتيجة الحوار والتفاهم والإقناع لا نتيجة الأوامر والإملاءات.

أكثر ما يشبه مجلس التضامن تلك الصحافة المستقلة التي خرج مؤسسوها وكتابها من مؤسسات رسمية أو حزبية لينطلقوا إلى فضاءات أوسع وليصنعوا تأثيراً وحراكاً لم تستطع أن تعمله المؤسسات الحزبية أو الرسمية.

 ليس هنا مجال لسرد تفاصيل الهجمات والاتهامات التي تعرض لها المجلس أو ردود أفعاله إزاء تلك القضايا وكذلك ليس هناك مجال لسرد اجتماعته وقراراته ومبادراته على مختلف الصعد.

حيث اشتغلت قيادات المجلس في معظم قضايا الوطن بجهد ولكن بصمت من إبداء النصح والمشورة الصادقة للسلطة والحكومة وفي إصدار الرؤى والمبادرات لحل قضايا صعده والجنوب وفي محاولة تقريب وجهات نظر الحاكم والمشترك عبر سلسلة حوارات أفضت إلى اتفاقية تأجيل الانتخابات، ناهيك عن كثير من مبادرات صلح الشأن بين القبائل وحل مشاكل الثارات ونقل القضايا المعيشية إلى جهات الاختصاص وغيرها من الجهود لتفعيل مؤسسة البرلمان.

 بكل صدق أننا مررنا بمراحل متعددة من فورة البداية واشتعالها إلى التخبط أو التيه في تفاصيل التأسيس ومتطلبات التنظيم إلى الجمود أو الخمول في بعض الأوقات، لكن لا زالت الروح التي أسست المجلس باقية ولا زالت الظروف التي أقيم من أجلها المجلس مستمرة ولا يزال المجلس يُنتظر منه الكثير خاصة في ظل التعقيدات الراهنة على المستوى الوطني وأزماته المتعددة من حراك الجنوب إلى فتنة الحوثيين إلى أزمة الحاكم واللقاء المشترك وغيرها، ولا زلنا نعتبر أن مجلس التضامن هو ملتقى الحوار الوحيد في هذا البلد الذي يصطف فيه كل فريق ضد الآخر متناسين أننا بلد الإيمان وشعب الحكمة.

 

* رئيس الدائرة الإعلامية

عدد القراءات : 2196
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات