احدث الاخبار

وانتصرت رياضة اليمن

وانتصرت رياضة اليمن
اخبار السعيدة - بقلم - محمد حسين النظاري         التاريخ : 06-04-2010

لم يعدد للمشككين مكان في ساحتنا الكروية , خابت شكوكهم وذهبت ظنونهم أدراج الرياح , منوا أنفسهم بأن تبوء الانتخابات بالفشل , وان يرفض الاتحاد الدولي ومعه الاتحاد الأسيوي قرار الجمعية العمومية بتوسيع قاعدة المندوبين من 58 عضوا الى 80 , غير ان ذلك لم يحدث ولم يكن له حيز في أجندة الاتحادين , بل على النقيض من ذلك غازل إمبراطور الفيفا جوزيف بلاتر اتحادنا برسالة نمت عن رضاه وموافقته على قرارات الجمعية العمومية كون ذلك شأن محلي وبالغ في المغازلة حين برر بلاتر عدم مقدرته على حضور الانتخابات بأجندته المليئة بالمواعيد المبرمجة مسبقا , ولسان الحال يقول انه لو لم يكن مشغولا لتواجد معنا في عرسنا الديمقراطي في الرابع من ابريل الماضي , غير انه كان حاضرا عبر ممثله محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي الذي حضر بتكليف من بلاتر .

إذا بائت حيل المرجفين بالفشل , وانقلب السحر على الساحر وجرت الانتخابات في موعدها وتوقيتها وبحضور رسمي كبير تقدمه دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي مجور ووزير الشباب والرياضية حمود محمد عباد ومعهم اغلب القيادات الرياضية من جميع المحافظات , وسرت العملية الانتخابية بسلاسة حيث غلب الجميع مصلحة الوطن وجعلوها فوق مصلحتهم , فتلاشت بذلك الخلافات التي كان ينتظرها مريضوا النفوس آملا منهم بأننا سنعري أنفسنا أمام ضيوفنا , وسننشر غسيلنا عبر وسائل الإعلام الخارجية , إلا ان التنسيقات التي سبقت الانتخابات جعلت أمر الجميع سمنا على عسل , ففضل المتنافسون الانسحاب من اجل التوافق , ولم يكن ذلك من اجل شخصيات بعينها بل من اجل ان نرى اليمن بمعظم محافظاته ممثلا بالاتحاد , ولم يكن ذلك هو السبب الوحيد بل ان التوافق مكن من خلق مجموعة متجانسة فيها رجال المال والأعمال ورجال الادارة والتخطيط واللاعبون القدامى والمدربون والإعلاميون غير ان ما ينقص الاتحاد من وجهة نظري هو عدم تواجد أي عنصر تحكيمي في القائمة .

نعم حصل التوافق بين الجميع وانعكس بذلك رقي التفكير وسموا الأخلاق ومحبة اليمن والخوف على سمعتها , وحب اليمن ليست كلمات تقال ولكنها فقط تلك الأفعال التي لا تأتي إلا من حميدي الخصال , مهما قالوا بان انسحاب البعض وقع تحت الإغراء تارة وتحت الإقناع تارة أخرى , أو تحت التهديد والوعيد في مرات أخرى , كل هذا أصبح لا معنى له الان فهو علم لا ينفع ومعرفة لا تفيد , فقد طارت الطيور بأرزاقها , وذهب الفائزون بعضويتهم لمدة أربع سنوات قادمة .

الانتخابات أفرزت العديد من النقاط المهمة التي لا يمكن تجاهلها ولعل من أهمها على الإطلاق ان الشيخ احمد صالح العيسي لم يفز فقط برئاسة الاتحاد , نعم هذا حصل ولكنه شيء يسير مما تحصل عليه الرجل , فقد أصبحت كلمة الفصل له فيما يتعلق بشؤون الكرة اليمنية , جعل الجميع في صفه وجذبهم الى جانبه , اقنع الكل بما يريد وان ما يريده يسير مع مصلحة الكرة اليمنية , لم يجد معارضة لان طريقه واضح ويتماشى في الأخير مع من يريد الخير لليمن .

أظهرت النتائج ان العيسي يمسك جيدا بخيوط اللعبة يعرف كيف يتعامل مع جميع الأطراف , يستطيع التأثير لدرجة الإقناع المذهل , يجتمع حوله الكل حين يظن البعض انه سيفرقهم , كلماته قليلة ولكن أفعاله تحتوي كل الكلمات , لا يمل حين يملون و لا يكترث بما يقوله المغرضون , فيه من العزة والكبرياء الوطنية ما ليس لدى الآخرين , يرفض ان ينظر لنا الآخرون نظرة الاحتقار , يرى أننا لسنا دون الآخرين , يؤمن بأحقية اليمن في المنافسة على كل شيء , يجعل اليمن ندا للبقية وهي كذلك .

قدم بن همام صفعة موجعة لكل من ساوم على فشل اليمن , لكل من راهن على التجميد , بن همام قال لدى مغادرته صنعاء ( نحن فخورين بما رأيناه من حيث تنظيم المؤتمر ومن حيث الديمقراطية وشفافية الانتخابات , وأضاف كما استمعنا إلى التقرير المالي والإداري وكل الأمور المتعلقة بنشاط الاتحاد عرضت على الأعضاء بشفافية وطلب أرائهم بالموافقة أو الاعتراض ولقد وجدت كل ما يشتهي القلب والأعضاء في الاتحاد اليمني لكرة القدم متطورين جدا في النواحي الإدارية والديمقراطية , وأكد بن همام على استمرار التعاون بين اليمن والاتحاد الأسيوي في المجال الإداري والفني والذي بدأ منذ سنوات طويلة") , كلمات قوية أكيد أنها أخرست الألسن وسدت الجحور وكشفت عن العلاقة القوية التي تربط العيسي ببن همام والتي تصب في مصحة كرة القدم اليمنية .

الدكتور على محمد مجور رئيس مجلس الوزراء كانت كلماته قوية ومؤثرة حين أكد أن اليمن السعيد سيقدم استضافة نوعية للدورة الخليجية لأن اليمن تمتلك كافة مقومات النجاح وفي المقدمة الكادر البشري المؤهل والمتمكن ، والموقع الاستراتيجي للحدث الخليجي الذي سيقام في درة المدن ثغر اليمن الباسم (عدن) التي ستفرد جناحيها لاحتضان الأخوة والأشقاء وتكشف عن بريق جمالها الأخاذ ومعالمها السياحية والأثرية والتاريخية , و أشار إلى أن بلادنا قطعت شوطا كبيرا في مراحل الإعداد والتحضير لاستضافة بطولة خليجي 20 وأن نسبة الانجاز في المنشآت الرياضية وغيرها من المرافق الخدمية والإيوائية والسياحية قد بلغت مرحلة متقدمة ودخلت مرحلتها النهائية وستكون تلك المنشآت جاهزة للافتتاح قبل موعد انطلاق البطولة المقررة خلال الفترة (22 نوفمبر – 6 ديسبمر)2010م.. وأن ضيوف اليمن ستعتريهم الدهشة وهم يشاهدون جمهوراً متعطشاً للبطولة الخليجية .. يحضر بكثافة وبأعداد كبيرة ستضع اليمن في الصدارة خليجياً من حيث الحضور الجماهيري الذي سيتواجد في ملاعب البطولة ويشجع ويؤازر بحب وحماس وروح رياضية , وتفاعلا مع الانتخابات أعرب عن سعادة بإجراء انتخابات الاتحاد اليمني لكرة القدم بصورة حضارية تجسد النهج الديمقراطي الذي أرسى مداميكه فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية وفي إطار المناخ الديمقراطي وحرية الرأي والرأي الآخر الذي كفله الدستور والقانون والذي بات واقعاً نعيشه في مختلف القطاعات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني , نعم كانت كلماته في الصميم .

الانتخابات بكل تأكيد انتهت وطويت هذه الصفحة , والصفحة التي يجب ان تفتح الان هي العمل وترجمة الوعود الى أفعال , مواصلة السير بنفس الخطى , تناسي من كان معي أو ضدي , فالوطن يحتاجنا الان الى نقف الى جواره فنحن مقبلون على استضافة خليجي عشرين وقادرون على النجاح لا ينقصنا شيء المال موجود عبر تشييد المنشآت والكادر البشري حاضر بقوة والجمهور الغفير عنوان البطولة , لدينا من الإمكانيات ما يؤهلنا الى نكون عند حسن ظن الأشقاء بنا .

على الجميع ان يضع تصفية الحسابات جانبا , علينا جمع ان نكبر على جراحنا , وان نعي ان الفائز الأكبر من نتائج الانتخابات هي اليمن بكل رياضييها , لذلك كله ادعموا المنتخب الوطني ساندوه شدوا من أزر لاعبيه , أعينوا إدارييه , فهو واجهتنا نحو العالم , فكرة القدم أضحت الان عنوان التطور ومن خلالها يعرفك الجميع من مختلف أرجاء المعمورة , فلنجعل اليمن أولا وأولا وأولا .

 

*بحاث دكتوراة بجامعة الجزائر

mnadhary@yahoo.com

عدد القراءات : 2758
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات