احدث الاخبار

«الخليل بين التهديد والتهويد» في ندوة الثقافة والعلوم بدبي

«الخليل بين التهديد والتهويد» في ندوة الثقافة والعلوم بدبي
اخبار السعيدة - دبي- باسل أبو حمدة         التاريخ : 01-04-2010

استضاف المجلس الأسبوعي لندوة الثقافة والعلوم مساء أول من أمس ندوة تحت عنوان«الخليل بين التهديد والتهويد» تحدث فيها الزميل الكاتب الفلسطيني عمر طهبوب وحضرها حشد من المثقفين والمهتمين بالقضية الفلسطينية.

وقدم لها الزميل الكاتب علي عبيد، الذي استعاد ذكرى تلك الليلة الدامية التي ارتكبها يهودي متطرف عام 1994 أثناء صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي الشريف والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من المصلين الفلسطينيين.

منوها إلى أن مدينة الخليل ليست مدينة دينية فحسب، وإنما مدينة تاريخية حضارية تخص جميع الديانات السماوية أيضا وإلى شراسة الدولة العبرية في محاولات تهويدها.

صحيح أن المتحدث الرئيسي في الندوة قد تمكن وهو ابن المدينة الفلسطينية التاريخية من تقديم صورة بانورامية شاملة لوضع الخليل من الناحية التاريخية والجغرافية والسكانية والسياسية.

إلا أن موضوع الندوة قد أثار فيما أثاره الشجون والأحزان في نفوس المشاركين فيها أكثر مما أثار أسئلة سياسية منطقية ربما باتت إجاباتها في متناول الجميع.

لكن ذلك لا يلغي البتة القيمة العلمية والتاريخية للمعلومات والمضامين التي تحدث عنها المحاضر والتي عرت الأطماع الصهيونية وممارسات الاحتلال في مدينة اعتبرها طهبوب قبلة الحركة الصهيونية وهدفها الرئيس، الذي يتقدم، حسب رأي الكاتب.

على تهويد مدينة القدس كما يعتقد الجميع، منوها إلى أن مستقبل الصراع سيكون في الخليل وليس في القدس.

ورد طهبوب مسألة وضع مهمة تهويد الخليل على رأس سلم أولويات الحركة الصهيونية إلى عوامل حضارية تتعلق بسهولة الحديث عن الوجود اليهودي التاريخي فيها، على خلاف مدينة مثل القدس، التي عجزت الدولة العبرية عن تقديم أي دليل تاريخي على وجود اليهود فيها.

لكنه أكد كذلك على أن هذه المدينة التاريخية شكلت حاضنة دافئة لسكانها عبر التاريخ بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية فجميع أولئك السكان هم كنعانيون فلسطينيون سواء كانوا يهودا أم مسيحيين أم مسلمين.

وقال طهبوب في هذا الصدد: أعتقد أن اليهود يمكن أن يفاوضوا على القدس ويقبلوا بحكم ثلاثي إسلامي مسيحي يهودي فيها، لكنهم في الخليل لن يتنازلوا عن شيء، لأنهم لا يحتاجون للبحث عن الآثار، فالأمور واضحة وهم أبناء إبراهيم.

في العقيدة اليهودية ثمة إيمان بأن من يسيطر على الحرم الإبراهيمي، الذي حولته الحركة الصهيونية بمعظمه إلى كنيس يهودي ولم يبق فيه للمسلمين سوى مكان بحجم غرفة يؤدون صلاتهم فيه، يحكم البلاد كلها والمقصود هنا فلسطين طبعا.

كما تعزز هذا التوجه من خلال رفض شارون الانسحاب من الخليل وإصراره على إعادة برمجة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي في اتفاقية طابا متجاوزا بذلك ما نصت عليه اتفاقات أوسلو نفسها الموقعة بين السلطة الفلسطينية والدولة العبرية.

لا أحد يشكك في أن اليهود كانوا يشكلون عبر التاريخ جزءا من سكان الخليل جنبا إلى جنب مع سكانها من المسيحيين والمسلمين، لكن الهجمة الاستيطانية الشرسة والحقيقية فيها بدأت منذ عام 1967 عندما دخل إلى المدينة بصحبة قوات الاحتلال رجل يهودي يدعى موشيه وسكن إلى جانب مقر الحاكمية العسكرية .

ثم انتقل إلى أعلى منطقة في المدينة وأسس أول مستوطنة فيها باتت تعرف باسم «كريات أربع» في الوقت الذي راحت قوات الاحتلال تصادر فيه الأراضي الفلسطينية المحيطة بها كما راحت البقع الاستيطانية تظهر داخل المدينة عملا بسياسة الاستلاء على البيوت الفلسطينية الواحد تلو الآخر مما حول المدينة إلى منطقة عسكرية تغص بحواجز مهمتها الأولى والأخيرة تضييق الخناق على الفلسطينيين وإذلالهم لإجبارهم على مغادرة أماكن سكناهم لا سيما في المدينة القديمة.

وفي حين نوه الكاتب إلى محاولات المستوطنين المتواصلة لوضع اليد على كل شيء في الخليل من عماراتها وتراثها وترابها وأرضها وهوائها، نبه إلى خطر داهم يتهدد الأماكن المقدسة فيها وفي بقية أرجاء فلسطين ويتعلق بفوضى استخدام المصطلحات والمسميات التي تطلق عليها جزافا عليها.

على غرار مسجد ابن رباح في الخليل، الذي يحاول اليهود الترويج لاسم بديل له هو «قبر راحيل» و حائط البراق في القدس، الذي يقابله بالعقيدة اليهودية مصطلح «حائط المبكى».

التعليقات والاستفسارات التي أعقبت المداخلة الرئيسية في الندوة ركزت على ضرورة رد الاعتبار للمقدسات والتعامل معها بحجمها الطبيعي بصفتها قضايا عربية وإسلامية وإنسانية بامتياز وليست فلسطينية أو خليلية أو مقدسية فحسب.

كما تمت دعوة رجال الأعمال من الفلسطينيين والعرب المنتشرين حول العالم إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني فيما أكدت بعض المداخلات على الطابع الحضاري للصراع العربي الصهيوني.

المصدر : البيان
عدد القراءات : 3247
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات