احدث الاخبار

ما علاقة القوة بالثقافة

ما علاقة القوة بالثقافة
اخبار السعيدة - بقلم - خالد ابراهيم         التاريخ : 02-03-2010

بلا شك هناك علاقة وثيقة بين القوة والثقافة،فالقوة تفرض ثقافة القوى والضعيف يستقبل ثقافة القوى ومن هنا تتولد ثقافة التبعية للغير التى أصبحت من خصائص عالمنا العربى،مثلا الولايات المتحدة الأمريكية التى ترى نفسها القوة العظمى،وهى كذلك بالفعل،تريد أن تفرض ثقافتها على العالم أجمع،وكثيرا ما أسأل نفسي لماذا تذوب الثقافات المختلفة داخل الثقافة الأمريكية؟

 

ولنأخذ على ذلك مثالا،كأن يذهب أى إنسان من العالم الثالث للعمل أو الدراسة بأمريكا،فيتعايش بشكل جيد ويحرص على العمل بالنظام الأمريكي الذى يعطيه حقه المادى أو التعليمى،فتجد أكثر الناجحين فى عالمنا العربى،كانت بداية نجاحاتهم فى الولايات المتحدة الأمريكية،والغريب مع أن الكثير من العرب درسوا وتعلموا فى الخارج وخاصتا أمريكا،إلا أن التطور فى عالمنا العربى بطيئ جدا من حيث المضمون،أما الشكل الحضارى كما ذكرت سابقا فيتم شراؤه من العالم المتقدم،كما أننا لا نخجل من التقيم الثقافى للغرب وللعرب بأن نكون نحن العالم الثالث وهم العالم المتمدن،كما أن لديهم حرية الرأى،وحرية التظاهر السلمى،وحرية العبادة،إلا أن هناك شيئا لا يمكن الإقتراب منه وهو أن تخون بلدك أو تقلل من شأنها،والحقيقة الحضارة الغربية حاليا تستحق الإحترام،وتستحق منا التأمل لواقعنا المؤسف،المليئ بالخوف،والكسل،والسخرية من بعضنا البعض،

 

والحقيقة أن الثقافة التى تفرض بالقوة هى تغير واقع المجتمعات لفترة وجيزة من الزمن،أما ثقافة التعاون المشترك،والبحث العلمى،وحرية الإبداع،وإحترام حقوق الإنسان،هى التى تترك الأثر الطويل والمستمر على كافة المجتمعات،وعلينا أن نترجم غضبنا على الإحتلال الأمريكى بتغيير أنفسنا ليتغير واقعنا من متلقى إلى مبدع،كل يبدع فى مجالة،

 

لابد وأن نعالج داخلنا المحطم ونحاول لم أشلائنا من الداخل،كم مرة نجلس مع أنفسنا،ونتحدث مع أنفسنا بصدق،وننقد داخلنا ونعرف إلى أين توجهاتنا،ونتغير من حالة إلقاء التهم والولاء للغير،إلى حب أوطاننا بالعمل وليس الكلمات،ونغير الحوار الغير حضارى إلى حوار راق،نمنح فيه النابغين فى أى مجال حقهم الريادى،والتعامل معهم بما يبنى أوطاننا،والواقع يقول أن القوى يتجبر أحيانا فى طباع البشر فلا نلوم إلا أنفسنا فى عدم بناء بلادنا وعدم قدرتنا على مواجهة الأعداء،

 

وعلينا أن نفهم أن إحتلال العراق وغيرها من البلاد،تم لأسباب عديدة والتى منها الموقع والبترول ولكن السبب الأهم أنه من الطبيعى أن يكون الضعيف مطمعا للقوى ولذلك لو كانت العراق قوية قبل الحرب لردعت أى عدو،وأمريكا لماذا لم تضرب كوريا الشمالية والتى لديها بالفعل سلاح نووى،أو تغامر بضرب إيران،واختارت العراق التى ليس لديها سلاح نووى وجيرانها الجبناء والضعفاء لتنفيذ مخططها،فلماذا لا نلوم أنفسنا جميعا،لماذا نبحث دائما عن الدول التى تدافع عنا،لماذا قدرنا ليس بأيدينا.

 

 

الإعلام القوى يفرض ثقافة القوى والقوى لا يريد من يساويه فى القوة أو يتفوق عليه،لذلك الغرب يجمل نفسه ويعالج مشاكله بالإسلوب العلمى ولو على أكتافنا،فنحن نستحق أن نكون دواب ما دمنا لم نبحث عن الطيران،لماذ نعشق الزحف،لماذا نعشق البلطجة على أنفسنا،وعندما نقع فى المواقع الصعبة نظهر على حقيقتنا،يقول البعض اننا نقاوم وهذا مطلوب،لكن كم نخسر،وكم ننتظر من الوقت لإعادة بناء أنفسنا.

 

نحن نختزن الفلس العلمى والنفسى،جبارين على أنفسنا،مضيعين للأوقات،وهذا ليس سبا وقذفا لنا،لكنه تشخيص صادق لما نحن فيه،وحاليا العالم مفتوح أمامنا ويمكننا تقبل الثقافة التى تدفعنا الى الأمام،ولم يعد لدينا حجة أن أعيننا مغلقة وأفواهنا مكممة،فنحن نبحث عن مبررات وسنظل هكذا ما لم نكن على قلب رجل واحد.

 

الثقافة التى لا تخدم الإنسان،هى ثقافة محطمة للإرادات،وتجردنا من إنسانيتنا إلى بهيمية الحياة،فهل نتوقف عن الأعذار،والسفسطة،ووضع المبررات..... هل نستطيع؟

نعم نستطيع (إلا عبادك منهم المخلصين)

عدد القراءات : 3889
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات