اعتقالات باليمن عقب مؤتمر لندن
شهدت مدينة المكلا جنوب اليمن حملة اعتقالات إثر مظاهرات طالبت مؤتمر لندن بدعم انفصال الجنوب عن شماله يأتي ذلك عقب دعم تلقته الحكومة من مؤتمر دولي عقد بالعاصمة البريطانية شاركت فيه عشرون دولة بينها الدول العربية الست الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي.
وقالت السلطات إنها اعتقلت الخميس 15 شخصا شاركوا في مظاهرة بمدينة المكلا عاصمة حضرموت جنوب شرق البلاد، طالبوا خلالها مؤتمر لندن بدعم انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وقالت وزارة الداخلية -في بيان- إن الأجهزة الأمنية في المكلا احتجزت 15 شخصا من الخارجين على القانون ومثيري الشغب على خلفية قيامهم أمس مع مجاميع أخرى بإحراق إطارات سيارات على الطريق البحري بالمدينة ورشق رجال الأمن بالحجارة والألعاب النارية.
وشهدت المحافظات الجنوبية الأربعاء عدة مظاهرات بهدف إرسال رسائل لمؤتمر لندن الذي اختتم اعماله أمس بالعاصمة البريطانية. ودعت المظاهرات إلى دعم الجنوب في فك الارتباط مع صنعاء بعد وحدة لا زالت مستمرة منذ عشرين عاما.
وكان مؤتمر لندن أكد دعم اليمن في محاربته لتنظيم القاعدة، ودعا حكومة صنعاء إلى الالتزام بتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية مع باقي الأطراف السياسية بما يؤمن استقرار البلاد. وتعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا والدول المانحة الأخرى في ختام المؤتمر بدعم الحكومة اليمنية في حربها على "الإرهاب".
حياة أفضل
وقد أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن الرياض ستستضيف قمة يومي 27 و28 فبراير/ شباط المقبل تشارك فيها دول الخليج وشركاء آخرون لليمن.
وشدد ميليباند -خلال مؤتمر صحفي حضره نظيراه الأميركية هيلاري كلينتون واليمني أبو بكر القربي- على احترام سيادة هذا البلد العربي واستقلاله، مؤكدا عدم وجود نية للتدخل في شؤونه الداخلية.
ومن جهتها دعت كلينتون صنعاء إلى اعتماد سياسة إصلاحية ومحاربة الفساد، والحد من نفوذ تنظيم القاعدة على أرض اليمن. وأشارت إلى أن واشنطن زادت دعمها لهذا البلد في حربه على تنظيم القاعدة، مبينة أن تصدي صنعاء "الحازم" للتنظيم أهله للحصول على دعم المجموعة الدولية.
لكن الوزيرة نبهت في المقابل إلى أن الوسائل العسكرية وحدها ليست كفيلة بحل المشكلة، وقالت إن اليمنيين يستحقون حياة أفضل.
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد انتقد خلال حضوره مؤتمر دافوس مؤتمر لندن الذي لم تدع الجامعة إليه، وقال إن الاهتمام الدولي باليمن ناتج فقط عن المخاوف من أن يكون تنظيم القاعدة قد تغلغل هناك.
وبدوره انتقد الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد مؤتمر لندن لأنه استبعد الفرقاء الأساسيين في الأزمة، معتبراَ أن الحل هو عقد مؤتمر وطني للحوار برعاية عربية أو دولية.
يُذكر أن فكرة المؤتمر طرحت من قبل رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بعد المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ديترويت يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي التي تورط فيها شاب نيجيري، ودعيت إليه مجموعة الدول الثماني والحكومة اليمنية ودول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي.
وكان قد عقد مؤتمر مشابه في لندن عام 2006 تعهد فيه المانحون بتقديم نحو خمسة مليارات دولار لليمن، لكن لم يدفع إلا جزء صغير من المبلغ لأسباب من بينها بواعث القلق بخصوص طريقة إنفاق الأموال.
المصدر : الجزيرة نت