احدث الاخبار

الانتخابات اللبنانية .. حملة 8 آذار على سليمان تتصاعد والكنيسة تتضامن مع الرئيس لتفعيل المؤسسات والإصلاح

الانتخابات اللبنانية .. حملة 8 آذار على سليمان تتصاعد والكنيسة تتضامن مع الرئيس لتفعيل المؤسسات والإصلاح
اخبار السعيدة - بيروت - لبنان         التاريخ : 06-06-2009

الحريري: مصير لبنان يصنعه اللبنانيون بقرارهم غداً على مسافة يوم واحد فقط من الاستحقاق الانتخابي المصيري غداً، تسارعت المواقف واللقاءات والمهرجانات حشداً للناخبين واستنفاراً للقواعد الشعبية قبل "الصمت" الذي فرضه قانون الانتخاب اعتباراً من منتصف ليل أمس، فيما كانت بكركي، سيداً وموقعاً، في صميم المشهد بشقّه المتعلق بالدفاع عن الجمهورية وحفظ الاستقلال، في ظل استمرار الهجمة على مقام رئاسة الجمهورية بما تعنيه من استهداف للدولة ورموزها ومؤسساتها.


الحريري


في هذه الأثناء، اختتم "تيار المستقبل" حملته الانتخابية بمهرجان شعبي حاشد في مركز "بيال" وسط بيروت، حضره رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ومرشحو التيار وحلفاؤه في المناطق كافة، رسم خلاله رئيس التيار النائب سعد الحريري، صورة المرحلة والموقف منها عشية الانتخابات النيابية، فتوجه "من القلب الى القلب" إلى جميع اللبنانيين، مؤكداً أن قرارهم هو "الميزان الوحيد لكل ما عرض عليهم من وعود وبرامج خلال الحملة الانتخابية"، وقال "هناك من يسعى الى تفريقنا على أساس الطائفة والمنطفة عبر الخطاب العالي، ولكن هناك سرّاً عظيماً يجمعنا فوق الطوائف والمناطق وهو أعظم من كل الالوان، فما يجمعنا هو لبنان وحبنا جميعا لهذا البلد"، وشدد على ان الانتخابات "مناسبة لنتذكر ان حب كل واحد منا للبنان ليس مجرد شعور بل هو قرار"، مضيفا "يجب أن نحترم قرار اللبنانيين في الانتخابات، كما نأمل من خصومنا احترام هذا الامر".


الحريري أضاف متوجهاً الى اللبنانيين: "هناك من يريدكم ان تختاروا بالعنف، وهؤلاء خاسرون حكما لأنهم لم يفهموا حقيقة لبنان، وهناك من يدفعكم الى الاختيار بالشكل، وأنا اقول لكم ليكن قراركم بالعمق، وهناك من يريدكم ان تنتخبوا بالخوف، وانا اقول لكم لا تنتخبوا بالخوف لانه يغلق قلوبنا وعقولنا"، مؤكداً ان "كل قرار لبناني ولبنانية سيحدد مصير لبنان، وهذا ليس قدراً مكتوباً بل هو مصير نصنعه بقرارنا اليوم، وقرارنا اليوم هو ما سنتذكره غداً عندما يسألنا أولادنا ماذا فعلنا".
وسأل الحريري "من يشتمنا، يشتم تاريخنا وشهداءنا. هل كنت تحلم ان تقف حيث انت وان تقول ما تقول لولا دماء رفيق الحريري وباسل فليحان وشهداء ثورة الارز".

وأعلن أن "قرارنا أن نقدم للبنان أفضل ما عندنا، فيما غيرنا قد يمضي عمره في شتم ما قدمناه قرباناً على مذبح لبنان"، وذكّر بأن "التنافس الانتخابي ليس هدفا بحد ذاته، ونحن كتيار مستقبل قرارنا هو ان مصلحة لبنان العليا هي الهدف في كل ما نقوله ونفعله، لذلك لن يتمكن أحد أن يجرنا الى عمل يهدد السلم الأهلي أو الى خطاب يحطّ من القيم الأخلاقية والوطنية التي نمثلها".


وختم الحريري بالتذكير ان "أمامنا 36 ساعة لنختار الامل بلبنان، ولنثبت للعالم ان الامل ليس مجرد ربح وخسارة. 36 ساعة لنكرر مرات عدة اننا امام انتخابات مصيرية، 36 ساعة لنقنع كل ناخب وناخبة، أن "سعادة النائب" ليس لقبا نتمناه، وإنما سعادة المواطن هو ما نعمل له،36 ساعة لنلتزم الشراكة الكاملة شراكة الحقوق والواجبات، 36 ساعة لنلتزم المناصفة التامة، لأننا نعتبر أن اللبناني المسلم، يخسر لبنانيته وفرادته وهويته إن هو فرّط بحقوق المسيحيين، تماماً كما يخسرها اللبناني المسيحي إن هو فرّط بإخوانه المسلمين. 35 ساعة لكي لا نسمح لأحد الانقلاب على جمهوريتنا الحرة المستقلة ونظامنا الاقتصادي الحر، ولكي نلتزم المناصفة التامة.35 ساعة لنعلن انحيازنا للبنان أولاً(..)".


الكنيسة والانتخابات

 
وفي موقف شديد الأهمية، كرر آباء الكنيسة المارونية، في ختام مجمعهم السنوي الذي انعقد برئاسة البطريرك الماروني نصر الله صفير، ما جاء في ندائهم الأخير لجهة الدعوة الى "اجراء انتخابات نيابية مسؤولة وشفافة"، وجددوا "الدعوة الى ان يثبت هذا الاستحقاق الوطني الكبير الحرية والديموقراطية الحقة في لبنان، وان يعمد المواطنون الى تغليب المصلحة العليا على اي مصلحة شخصية او فئوية او طائفية"، مناشدين "اللبنانيين جميعا المحافظة على وطنهم الواحد والمتضامن وان يبعدوا عنه نار الفتنة والانقسام".


وأعلنوا في البيان الختامي ان "الآباء يتطلعون، مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بعد الانتخابات النيابية، الى المباشرة بعملية الاصلاح بدءا بتفعيل المؤسسات الدستورية الكفيلة وحدها بتوطيد الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي وحماية المواطنين جميعا(..)".


الحملة على الرئيس


الى ذلك، توقفت اوساط سياسية عند حملة التجني التي يشنّها أطراف 8 آذار على الرئيس سليمان، فذكّرت بأن الرئيس سبق وأكد اكثر من مرة عدم تدخله في الشأن الانتخابي لا من قريب ولا من بعيد، لا في جبيل ولا في غيرها، وانه رئيس للجميع وعلى مسافة واحدة من الجميع. وآخر فصول هذه الحملة اتهام الوزير السابق سليمان فرنجية الرئيس بالتدخل في الإنتخابات، وقال في حديث الى قناة "الجزيرة" أمس ان "رئيس الجمهورية هو مَن تدخل في انتخابات جبيل وسحب إميل نوفل، وليس عليه ان يخجل إذا اعتبر بعض اللبنانيين أنّ له وجهين ويتكلم بلسانين، وهو يأتي كل يوم الى عمشيت ويجمع المخاتير والمرشحين(..)".


وكان مرشحو تكتل "التغيير والاصلاح" تحدثوا عن "تواطؤ وقع في قضاء جبيل، شاركت فيه مرجعيات سياسية ووزراء وسفراء تحمل الطابع الخبيث"، معتبرين أن الوسطية "وجه من وجوه 14 آذار وليس لها خصم سوى العماد عون ولوائح "التغيير (..)".
وعلى الصعيد الجبيلي، واذ تردد انسحاب المرشحين اميل نوفل ومحمود عواد، توتراً واضحاً لدى تحالف "حزب الله" ميشال عون، اكد نوفل ان "أحداً لم يطلب اليه الانسحاب من المعركة الانتخابية"، وأقسم بأولاده "ان رئيس الجمهورية لم يطلب ذلك"، مشدداً على "ان الناخبين في جبيل سيصوّتون للائحة كاملة تضم النائبين السابقين فارس سعيد وناظم الخوري ومصطفى الحسيني".


في غضون ذلك، أعلن المنسّق العام لقوى 14 آذار فارس سعيد بعد لقائه البطريرك صفير أنّ ما حصل "وضع المعركة في نصابها الحقيقي وكان له انعكاسات إيجابية على كل مناطق لبنان"، وقال "هذا شيء إيجابي يضع المسيحيين أمام خيارين، خيار قيام دولة واحدة بجيش واحد موحّد وقانون واحد وقرار واحد، أو خيار الدويلة التي تعرقل عمليّة قيام هذه الدولة(..)".


سليمان


في المقابل، جدد الرئيس سليمان التأكيد على "حيادية أجهزة الدولة وإداراتها حيال الاستحقاق الإنتخابي"، مكرراً "مواصلة العمل على انجاز هذه الإنتخابات في أجواء من الشفافية والحرية والديموقراطية بعيداً من الضغوط والتأثيرات والرشاوى"، مشيراً إلى أن "يوم 8 حزيران سيكون يوم بداية إصلاح المؤسسات"، مشدداً على أن تبقى "الديموقراطية هي العنوان الأبرز للانتخابات من حيث اجرائها وتالياً قبول نتائجها".
الرئيس سليمان، وعقب أداء أعضاء المجلس الدستوري قسم اليمين امامه في قصر بعبدا، طلب من المجلس الدستوري الجديد "النظر في التجاوزات والشكاوى والطعون التي تقدم، بعين قانونية بحتة"، مشدداً على ضرورة أن يكون المجلس الدستوري "حيادياً ومتجرداً في البت بالطعون الإنتخابية(..)".


أنجال صانعي الاستقلال


وفي لفتة تكتسب دلالة معنوية عشية الاستحقاق، وتحت عنوان "نداء الى سيد بكركي"، وجّه ميشال بشارة الخوري، دوري كميل شمعون والنائب سمير حميد فرنجية نداء الى البطريرك صفير "وفاء للأمانة التي تسلمناها من آبائنا الذين جاهدوا في سبيل استقلال لبنان، وتأكيداً على التزامنا معركة الاستقلال الثاني"، وبوصف سيد بكركي "المؤتمن على معنى لبنان الحرية والاستقلال"، ذكّروا بمحطات من مسيرة الاستقلال، منبهين الى "اننا أمام خطر داهم يهدد الاستقلال، ويهدد نهائية الكيان، ويهدد هويته العربية، أمام خطر تغيير وجه لبنان، بتنسيبه إلى غير هويته، وإلى غير محيطه الطبيعي"، داعين "الجميع، والمسيحيين خصوصا، إلى وقفة شجاعة تليق بتاريخهم في الحفاظ على معنى لبنان واستقلاله. قبل فوات الآوان(..)".


السبع: مستمر بالترشح


ورداً على ما تروجه "سرايا التهويل"، من شائعات ومنها تعميم معلومات على الهواتف الخليوية، تعلن انسحابه من المعركة الانتخابية، أكد النائب باسم السبع استمراره بالترشح، معلناً ان "نضالنا المشترك في سبيل حماية الدولة ونظامها الديموقراطي، سيبقى هدفا نبيلا نتمسك به مهما كانت التضحيات"،

 مضيفا "اننا نراهن على اجراء انتخابات ديموقراطية بعيدة عن كل اشكال الابتزاز ومحاولات الترهيب"، داعياً المواطنين الى "التزام الصبر والصمود والثبات في مواجهة موجات التخويف والتخوين والتكفير(..)".

 

المصدر : جريدة المستقبل
عدد القراءات : 3723
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات