احدث الاخبار

كلنا مرضى نفسيين .... !!! ملف تفتحة دينا سعد " الجزء الاول"

كلنا مرضى نفسيين .... !!! ملف تفتحة دينا سعد
اخبار السعيدة - القاهرة (مصر) - دينا سعد         التاريخ : 07-01-2011

آثرت وبعد عودتى من مستشفى النفسية أن أفتح مع الدكتور محمد سعد عبد اللطيف هذا الملف هل نحن مرضى وهل المناخ والنمط الأهوج والعشوائى الذى نعيشة جعلنا كلنا نعانى مرض أو أكثر . أود أن توضح لنا بعض الأمراض التى أصبحت ظاهرة مصاحبة للعولمة وماجرتة على المسلمين من مصائب .

الفُصام schizophrenia

هو انشطار الشخصية وسُمِّي خطأ انفصام الشخصية . وهو مرض دماغي عصبي يؤدي إلى اضطراب الحالة النفسية كبقية الأمراض النفسية الاخرى ، الا أنه يختلف عنها بحيث يُنظر إليه اجتماعيا على أنه مرض مخيف . وهو إنقسام في فكر المريض نفسه ، بين محتويات فكره وأفعاله ورغباته .

اعراض مرض الفصام :

تخيلات غير طبيعية ،تفكير غير سليم وغير منتظم ، هلوسات ، توهمات ،هياج ، خمول ، قلة الكلام ،فقدان المتعة تجاه أي شيء ، نضوب الافكار ، عدم الرغبة في الاختلاط بالمجتمع .

كما أن مفصَم الشخصية يسمع اصواتاً تتحدث مع بعضها في راسه وهذه الاصوات توجهه لكي يقوم بأفعال معينة .وقد يعتقد بأن الافكار التي تدور في رأسه موجهة إليه من قبل الآخرين . ومن المحتمل أن يتصور نفسه شخصية مهمة ومعروفة أو يعتقد بأن الآخرين يراقبونه ويتجسسون عليه . يحب الإنطواء على نفسه والصمت لاعتقاده بان الآخرين لا يصدقونه . إن دماغه يريه أشياء غير واقعية فيتصرف حسب معطياتها . والخيالات التي يتصورها المريض تتعلق غالبا بشخصيته وثقافته ، فالشخص المتعمق في الادب قد يظن نفسه أنه يتحدث مع شكسبير. كما أن الشخص الذي كان منطقيا (قبل اصابته بالمرض يصبح فارغا غير منطقي ، ويصبح بارد العواطف ،ولا يستطيع التعبيير عن افكاره بسهولة . وقد يقوم بردود افعال في غير مكانها كأن يضحك لدى سماعه أخبارا حزينة او مفجعة .

أسباب مرض الفصام كثيرة منها :

1. اضطراب في وظيفة مركز السيطرة الدماغية الذي يتلقى المعلومات من الخارج ويصنفها ثم يرسلها إلى اقسام الدماغ التي توجه الافكار والعواطف والأفعال .

2. الوراثة : إذا كان احد الوالدين أو الأقارب مصابا بهذا المرض ، فيكون عندئذ لديه الإستعداد للإصابة بالمرض .

3. عوامل كيمائية حيوية : بان يكون للدهنيات الفوسفورية وهرمونات البروستاغلاندين دورا في التسبب بهذا المرض .

4. عوامل فيزيولوجية : مثل التغيرات المصاحبة للبلوغ الجنسي والنضج والحمل والولادة وسن التقاعد، وما يصاحب ذلك من انفعالات شديدة وإخفاق الفرد في مجابهتها .

5. خلل في الجهاز العصبي نتيجة للأمراض والتغيرات العصبية المرضية والجروح في الحوادث او خلل في موجات المخ الكهربائية وضعف وإرهاق الاعصاب .

6. فقدان الحواس مما يؤدي بدوره الى اضطراب التفكير والأوهام والهلوسات .

7. الصراع النفسي من الطفولة الذي ينشط مرة اخرى في مرحلة المراهقة نتيجة لاسباب مرسّبة .

8. إحباطات البيئة ومشاكل الحياة والعوامل والضغوط الاقتصادية ، والفشل في الزواج والخبرات الجنسية الصادمة وما يصاحب ذلك من مشاعر الإحباط والشعور بالإثم وكذلك الرسوب المفاجىء في الإمتحانات والفشل في العمل .

9. العلاقات الاسرية المضطربة ، واضطراب المناخ الاسري والمشاكل العائلية .

هذا المرض قد يظهر في اي عمر كان وهو يصيب كلا الجنسين ، وممكن ان يصيب الاطفال كما الكبار ، ويتصف الطفل المريض بالفصام بالكلام العشوائي والافكار المنحرفة والسلوك العدواني ، الإدراك غير الطبيعي ، فقدان علاقات الصداقة وعدم التآلف مع الغير ، تصورات غير واقعية وافكار خيالية ، قلة الإنتباه والتركيز ، والقيام بحركات وافعال شاذة .

علاج مرض الفصام :

يتطلب مرض الفصام علاجاً طبيا ، وعلاجاً نفسياً، وعلاجاً اجتماعياً.

فالعلاج الطبي يمكن أن يتم خارجياً إلا في بعض الحلات الحادة والمتقدمة، عندها يبقى المريض داخل المستشفى . وفترة العلاج تكون طويلة وتحتاج إلى كثير من الصبر والحنكة . وغالباً ما يلجأ الأطباء إلى العلاج بالصدمات الكهربائية ، التي توقف الهلوسة والخداع الفكري .ومعظم العقاقير المستخدمة في العلاج تولد البرود الجنسي .

والعلاج النفسي يهدف إلى الإهتمام بإزالة أسباب المرض وتخفيف قلق المريض وإعادة ثقته بنفسه، مع الإهتمام بأفراد عائلته المحيطة به وإرشادهم إلى السبل والأساليب لمساعدته .

أما العلاج الاجتماعي ، فيهدف إلى تجنب العزلة مع الإهتمام بإعادة التأهيل والتطبيع الاجتماعي ، إلى جانب دفع المريض للاهتمام بالرياضة والترفيه والموسيقى والهوايات المفيدة . وبذلك يُعاد تاهيل المريض ليصبح كائناً سوياً في المجتمع .

وبإمكان مريض الفصام الزواج غالبا ً، لكن ينصح بعدم الإنجاب مخافة عامل الوراثة .

المرض الثاني ( الإكتئاب Depression )

هو هبوط نفسي بالغ الشدة ، يخيل للمرء المصاب به أنه فاشل في كل شيء وغير نافع لأي شيء ، فيداهمه اليأس ويسلبه نشاطه ويفتر همته . وقد يختفي الاكتئاب من تلقاء نفسه ولكنه يتكرر ، والعلاج لدى الطبيب النفسي يخفض من شدته ويقلل من احتمال عودته.

يرى علماء النفس ان للاكتئاب اساسا بيولوجيا ، ويؤكدون حدوث تغيرات فعلية في كيميائية الدماغ متى شعر المكتئب بالحزن والاسى ، فيلاحظ إنخفاضا في الموصلات العصبية الكيميائية الحيوية لتنظيم أمزجة المريض خلال نوبة خطيرة من الاكتئاب .

يمكن تقسيم السلوك الاكتئابي إلى ثلاثة انواع رئيسية يتفرع منها العديد من حالات الإكتئاب . هذه الانواع هي إكتئاب خفيف ، إكتئاب حاد وإكتئاب ذهولي حاد .

عوارض الإكتئاب الخفيف :

لامبالاة تجاه أي أمر ، حزن وعبوس ، تشاؤم ، بطء ذهني وحركي ، بلادة في نظرات العيون ، شعور المكتئب بأنه انسان فاشل ، فقدان الثقة بالنفس ،مزاج دوري ، تعب .

عوارض الإكتئاب الحاد :

إضافة إلى عوارض الإكتئاب البسيط هناك : اضطراب المزاج ، تبدلات في الوزن والقابلية إلى الطعام ، اضطراب نمط النوم ،إحساس بالذنب ، برود جنسي ، تعاسة واضحة على وجه المريض .

عوارض الإكتئاب الذهولي الحاد :

رفض المريض الإختلاط بالغير ، العزلة الشديدة ، شعور بالأسى والقهر واحتقار الذات. يعنِّف نفسه بقسوة ويتهمها بأبشع الصفات ، ويكون مقتنعا أنه سبب المشاكل والمصائب لمن حوله. يبدو في بعض الاحيان شديد التوتر والانفعال ، وفي احيان اخرى لا ينفعل لشيء .

يفقد الشعور بالواقع ، وتظهر عليه هلوسات سمعية ، لكن قدراته الذهنية وذاكرته تظل كما هي. يتمنى الموت أو اللحاق بعزيز سبقه الى الموت وقد يحاول الإنتحار .

كما ان هناك العديد من أنواع الإكتئاب منها : إكتئاب المراهقة ويُنسب لأسباب جنسية حادة ، اكتئاب داخلي المنشأ سببه اضطراب في تكوين الشخصية وبنيتها ، اكتئاب خارجي المنشأ يعود لظروف خارجية ، اكتئاب انفصالي ويأتي عقب انفصال والدي المكتئب ، اكتئاب قهري ، اكتئاب خلقي واكتئاب دوري .

وهناك نوع من الاكتئاب خاص بالنساء وهو الاكتئاب الانتكاسي ، وتصاب به النساء في سن الياس، ويعود سببه للتغيرات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الطمث مما يحدث تاثيرا سيئا على معنويات المرأة ، إذ قد تشعر أن السنوات الأجمل في حياتها ولَّت وبانها ما عادت مرغوبة وجذابة ، فتداهمها الافكار اليائسة وتسيطر عليها . وهناك اكتئاب ما بعد الولادة ، إذ كثيرا ما تصاب المرأة بالاكتئاب بعد الولادة ويعود ذلك لاحساسها أنها تجد نفسها مسؤولة عن كيان وحياة طفل .

تفكير المكتئب بنفسه عادة سلبي جدا يبكي على ماضيه ويتشاءم لمستقبله وكل لحظة تمر عليه تغدو عذابا ومعاناة، حتى تسريح شعره يصبح عنده جهدا جسميا وروحيا ، لذا فإنه ياخد بالظهور بمظهر أشعت غير مهندم .

اي علاج للمكتئب يجب أن يبدا بفحص طبي شامل ، فبعض الادوية تسبب الكآبة كمفعول جانبي ، وبعد إجراء الفحص الطبي الشامل تتقرر طبيعة العلاج فإما ان تكون بيولوجية او سيكولوجية ، وإما الاثنان معا وذلك تبعا لنوع الاكتئاب المصاب به الشخص . كما ان التعبير عن الاعجاب بموقف ما قام به مريض الإكتئاب أو الاطراء على عمل ما أدّاه أو إظهار الحب له ، كلها محاولات قد تعود عليه بالفائدة متى قدمت بشكل مقنع ومنطقي ، وقد تخفف من حدة كآبته وترفع من مستوى معنوياته .ومتى كانت حالة المريض متقدمة فلا بد من مراجعة الطبيب النفسي ، إذ هناك حالات خطيرة وصعبة يكون التداوي فيها بالعقاقير المناسبة والجلسات الكهربائية اساس في علاج المريض إلى جانب تفهم وحسن معاملة المحيطين به .

الإكتئاب عند الاطفال:

يطال الاكتئاب جميع مراحل الطفولة ، ولكنها تختلف قليلا في سن المراهقة .

من اعراضه في مراحل الطفولة : العدائية ، الكسل ، المزاج الحاد ، الحزن ، ويعود سبب معظمها لانفصاله عن احد والديه أو كليهما معا .من اعراضه في مرحلة المراهقة : عدم الاحساس بمباهج الحياة ، الضجر والتبرم ، الشكوى الدائمة ، الحزن ن العصبية.

التخلف العقلي Mental Retardation

التخلف العقلي هو انحطاط واضح في نسبة الذكاء يجعل صاحبه عاجزاً عن التعليم المدرسي وهو صغير، وعن تدبر أموره دون إشراف من الآخرين وهو كبير. وهو درجات متفاوتة ابسطها المغفّل واوسطها الأبله وأشدها المعتوه.

المغفَّل Moron: ويسمى أيضاً "المأفون " و"الأهوك" : تتراوح نسبة ذكاء المغفل بين 50 و 70 عادة ، ويتراوح عمره العقلي بين 7 و10 سنوات . ومن خصائصه العقلية انه غير قادر على متابعة الدراسة في المراحل المدرسية الاولية إلا انه يكون قابلاً للتعلّم ببطء وفي مدرسة خاصة .إذ بامكانه تعلم القراءة والكتابة والحساب البسيط بصعوبة بالغة، ولا يمكنه تجاوز المرحلة الإبتدائية. وهو بإمكانه التحاور بكلام بسيط ويكتسب القدرة على تدبير أموره الأساسية بنفسه كتناول الطعام وارتداء الملابس والتحكم في التبول والتبرز ، وفي القيام ببعض الاعمال النمطية البسيطة دون إشراف كترتيب الاسرّة وشراء الحاجيات البسيطة . كما ان المغفل يمتلك القدرة على القيام بعمل يدوي يكسب عيشه منه في حرفة متواضعة ، إلا انه يبقى بحاجة إلى من يشرف على اموره في هذا المجال،إذ إنه قد يبعثر امواله ويسيء استخدام اوقات فراغه، ومن اليسير إغراء المغفل بالنشل والسرقة وممارسة البغاء (لدى الاناث ) وذلك لسهولة انقياده ونقص بصيرته.

الأبله Imbecile: تتراوح نسبة ذكاء الأبله بين 25 و50 عادة ،ويتراوح عمره العقلي بين 3 و7 سنوات . من خصائصه العقلية المعرفية انه غير قابل للتعليم ، إلا أنه قابل للتدريب تحت الإشراف على بعض المهارات الأولية التي لا تشكل خطرا على حياته. وهو لا يستطيع اعالة نفسه . ولا يستطيع التوافق الاجتماعي ، ويكون غير مسؤول إجتماعياً. ومن الناحية الانفعالية يلاحظ ان الإنفعالات رتيبة واضحة ، فبعضهم يكون مرحاً وبعضهم متوعك المزاج وبعضهم يكون هادئاً وبعضهم غير مستقر وعدواني ومخرب . وقد يلاحظ لديه بعض النقائص الجسمية،كذلك يشيع الصرع والإعاقة العصبيةوالبدنية.

المعتوه Idiot: تقل نسبة ذكاء المعتوه عن 25 عادة. ولا يتجاوز عمره العقلي عن 3 سنوات . ومن خصائصه العقلية انه غير قابل للتعليم او التدريب ولا يستطيع القراءة او الكتابة مطلقا ، ويكاد التفكير يكون معدوماً والكلام غير واضح ، فلغته لا تزيد على بضع مقاطع، هذا إلى أنه لا يستطيع ان يتعلم كيف يأكل بنفسه أو يتحكم في ظبط مثانته وأمعائه. ويحتاج الى رعاية كاملة وإشراف مستمر طوال حياته . وغالبا ما يكون تلف مخ المعتوه كبيراً، وقابليته للإصابة بالأمراض شديدة ولذلك لا يعمّر كثيراً. وهؤلاء يجب وضعهم في مؤسسات خاصة .

وهناك فئة من المتخلفين عقلياً يسمى الواحد منهم ب"المعتوه العاقل" أو "المعتوه النابغ"، تتضح لديه قدرة عقليه او موهبة خارقة في ناحية معينه ، كالقدرة على العزف الموسيقي او الرسم وما شابه،على الرغم من وجود صفات الضعف العقلي فيه،لأن نبوغهم في قدرة معينة يناقض ضعفهم العقلي.

تعود اسباب التخلف العقلي إلى عوامل بيولوجية أو اجتماعية-نفسية تعمل فرادى او مجتمعة .

أولاً : العوامل البيولوجية :

الوراثة:

أ. شذوذ واختلال في الكروموزومات ( الصبغيات) أي ان المتخلف عقلياً لديه 47 كروموزوم بدلا من 46 ، كما هي الحال عند الأفراد الأسوياء .

ب. عيوب تكوينية أو قصور يترتب عليه تلف لأنسجة المخ وإعاقة نموه.

ج. إختلاف الجينات يؤدي إلى قصور في التمثيل الغذائي فيؤثرفي النموالطبيعي للدماغ .

د.تغيرات تطرأ في الجينات أثناء انقسام الخلايا .

فترة تكوين الجنين

أ.تعرّض الجنين في رحم الام إلى أشعة اكس X-Ray تعرضاً زائداً .

ب. نقص في تغذية الجنين .

ج.إصابة الام بالحمّى القرمزية ما يؤدي إلى تلف في مخ الجنين .

د.إصابة الأم باختلال في إفرازات الغدد الصم .

إصابة الأم بالحصبة الالمانية او داء الزهري التناسلي ، أو الأورام العصبية ، او إلتهاب الدماغ أو إلتهاب السحايا.

و. التسمم

ز. اختلاف دم الاب والام ، واختلاف فصيلة دم الجنين عن فصيلة دم الام.

ح.إدمان الأم الحامل للمخدرات والكحول .

ط. المحاولات المتكررة للإجهاض.

3. حوادث الولادة :

أ.نقص الأوكسجين اثناء الولادة العسرة أو الولادة المبسترة ، أي الولادة قبل تمام نمو الجنين .

ب. جرح الراس أثناء الولادة ، أو بعدها .

كل واحدة من هذه الحوادث كفيلة بأن تؤدي إلى تغيرات إنحلالية في خلايا المخ ، وبالتالي غلى تخلف عقلي .

4. بعد الولادة :

أ. نقص شديد في التغذية وكمية الفيتامينات المطلوبة .

ب. الإصابة بتلوث بكتيري -فيروسي، يؤدي إلى إلتهابات مخية.

ج.اضطراب شديد في إفراز الغدد الصماء.

د.إصابة المخ بصدمة او ضربة قوية .

ثانياً: العوامل الإجتماعية - النفسية :

1.الضعف الثقافي-العائلي .

2.البيئة غير السعيدة.

3.المستوى الإجتماعي والاقتصادي والثقافي المنحدر.

4.الفقر،الجهل،المرض،الوساخة.

5.الرعاية الصحية المفقودة والجهل بأهميتها.

6.الحرمان من فرص التعلم والذهاب إلى المدرسة.

الإضطراب الإنفعالي لدى الإطفال في الاُسر المحطمة نفسياً.

8.الجدب العاطفي الذي يعانيه الطفل سواء بوجوده قرب والديه أو كان يتيم الوالدين او أحدهما،أو نشأ في ملجأ أو دار للأيتام .

هذه العوامل فرادى أو مجتمعة تؤدي الى إعاقة نمو الذكاء، هذا إذا كان خاليا من العوامل الوراثية او المشاكل الاخرى التي ورد ذكرها، أما لو اجتمع أحد العوامل البيولوجية إلى جانب واحد أو أكثر من عامل اجتماعي- نفسي فإن ذلك من شأنه أن يؤدي حتما إلى تخلف عقلي .

أعراض التخلف العقلي:

يوجد اربعة أنواع من أعراض التخلف العقلي وليس بالضرورة ان تكون كلها مجتمعة في شخص واحد ، وهي :

الاعراض الجسمية : بطء النمو الجسمي،صغر الحجم والوزن عن العادي،نقص حجم ووزن المخ عن المتوسط،تشوه شكل وتركيب حجم الجمجمةوالفم والاذنين والعينين والأسنان واللسان ، تشوه الاطراف ، بطء النمو الحركي وضعف واضطراب النشاط الجسمي..

الأعراض العقلية المعرفية :بطء معدل النمو العقلي المعرفي ، نقص نسبة الذكاء عن 70 عادة ، عدم توافق وانسجام القدرات ، اضطراب الكلام ، ضعف الذاكرة والانتباه والتركيز والإدراك والتعميم والتخيل والتصور والتفكير والفهم ، ضعف التحصيل ونقص المعلومات والخبرة ، العجز الجزئي أو الكلي عن كسب القوت وعن المحافظة على الحياة .

3. الأعراض الانفعالية : التقلب والاضطراب الانفعالي ، بطء الانفعال وغرابته ، سرعة التأثر ، عدم اكتمال نمو وتهذيب الانفعالات، قرب ردود الافعال من المستوى البدائي، جمود ورتابة السلوك .

4. الأعراض الاجتماعية:صعوبة التوافق الاجتماعي، اضطراب التفاعل الإجتماعي، نقص الميول والاهتمامات ، الإنسحاب والعدوان،عدم تحمل المسؤولية، مغايرة المعايير الاجتماعية، اضطراب مفهوم الذات ، الميل الى مشاركة الأصغر سنا في النشاط الاجتماعي .

الصور الشكلية للمتخلف عقليا : يوجد الطراز المنغولي والطراز القصاعي .

. الطراز المنغولي Mongolism: هي حالة متفاقمة من ضعف العقل تتميز بملامح جسمية معينة، منها عينان ضيقتان لهما جفون تنحدر تجاه أنف أفطس قصير، اما الوجه فمسطح مكوّر تحف به أذنان صغيرتان وفم صغير ذو شفتين غليظتين. هذا الطراز الاكثر شيوعاً بين الاطفال الذين يولدون لامهات كبار في السن منه بين مَن يولدون لأمهات صغار.

الطراز القصاعي Cretinism: هي حالة من تخلف العقل تتميز بعجز في كل من النمو الجسمي والنمو العقلي .فالنمو الجسمي بطيء مضطرب والقامة قصيرة والبطن بارز والمشية متثاقلة. خامل بليد ، لا يوجد تناسب بين أعضاء الجسم . أما النمو العقلي فلا تتجاوز نسبة الذكاء لديه 50 عادة، وهو يرجع الى عجز الغدة الدرقية عن إفراز هرمونها وهو التروكسين .

علاج التخلف العقلي :

يُلاحظ ان فئة المأفونين هم الذين يستفيدون بدرجة اكبر من الوسائل العلاجية، يليهم في درجة الاستفادة البلهاء . اما المعتوهون فهم أقل الفئات استفادة.وهناك أربعة اتجاهات رئيسية لعلاجهم، وهي :

1. العلاج الطبي: يتم علاج حالات خلل الغدد الصماء ، واتباع نظام غذائي خاص واستخدام الادوية المدئة للتحكم في السلوك المضطرب والنشاط الزائد، وتنمية الوعي الصحي واكتساب العادات الصحية السليمة .2] . العلاج النفسي : ويشمل التوجيه والارشاد للوالدين ومساعدتهما نفسياً في تحمل المشكلة والقيام بمسؤولياتهما تجاهها وقائياً وعلاجياً، تنمية مفهوم موجب للذات ومساعدة الطفل على تقبل ذاته، تعديل أوجه الترويح والنشاط المهني والعلاقات الإجتماعية بما يضمن تحقيق الأمن الإنفعالي والتوافق النفسي السوي.

3.العلاج الاجتماعي: ويتضمن الإشراف العلمي المتخصص على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل حسب امكاناته وقدراته، تعليمه وإكسابه المهارات اللازمة للقيام بالأعمال اليومية وتنمية ميوله وتهذيب اخلاقه، التدريب على السلوك الاجتماعي السوي المقبول، مساعدته على الحفاظ على حياته وحمايته من إستغلال الآخرين، وإيوائه اذا استدعى الأمر في احدى المؤسسات الخاصة حسب حالته.

العلاج التربوي: ويشمل إعادة تربية الطفل بأساليب تربوية خاصة تمكن من استثمار ذكائه المحدود وطاقاته وإمكاناته المتواضعة بأفضل طريقة ممكنة، وتعليمه المبادىء الأساسية البسيطة للمعرفة، وإعداده مهنيا ومساعدته على القيام بأي عمل مفيد يكسب منه قوته بما يحقق له التوافق الاقتصادي .

مصير المتخلف عقليا:المأفونين يستطيعون ان يحيوا حياة مفيدة منتجة إذا ما تلقوا الرعاية والتعليم والتدريب المناسب، ليعملوا أعمالا بسيطة روتينية تكرارية.أما البلهاء فيمكن تدريبهم على العادات الروتينية الضرورية للحياة، ونسبة النجاح معهم متوسطة.اما المعتوهون فمآلهم غير حميد ويظلون عبئاً على المجتمع طوال حياتهم .

عدد القراءات : 8888
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات