احدث الاخبار

صحة الإنسان و البيئة " تلوث الهواء "

 صحة الإنسان و البيئة
اخبار السعيدة - أعداد أ. د. فؤاد عبد الرحيم و د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 28-12-2010

التلوث الهوائي أو الغبار أو الدخان هو عوائم مفككة من ذرات تحل محل الهواء النقي فتفسده. يحوي الهواء النقي الذي نستنشقه على نسبة 21% أوكسجين و 78% غاز النيتروجين و 1% غازات خاملة أخرى وأي تعكير لصفو الهواء يحرم الإنسان من الأوكسجين المطلوب لعملية التنفس لإحراق الطعام داخل جسم الإنسان ويعيق استمرار الحياة كما أن وجود مواد عالقة أو ذريرات من مواد صلبة عائمة في الهواء كالغبار وغبار المواد الصلبة أيا كان نوعها فهي غير قابلة للذوبان في حويصلات الرئة فتقوم المواد المخاطية بحملها وإخراجها بواسطة السعال أما إذا زاد التلوث فتتراكم في الرئة وتسبب مع الوقت زيادة القابلية للمرض الرئوي وحساسية الرئة و وذمة الرئة أو تليف الرئة وأخيرا القصور الرئوي المميت. وإن كانت كمية التلوث كبيرة فإنها تسبب التهيج للجهاز التنفسي وتحدث الاختناق وينصح عمال المناجم والمصانع بارتداء الكمامات والأقنعة المنقية للهواء ومن منظور حسابي أي كمية خانقة قاتلة من الغبار تحدث نفس الأثر إذا تعرض لها الشخص دفعة واحدة أو بشكل تراكمي على المدى البعيد ففي نهاية الفترة التي تستكمل فيها الكمية المؤذية داخل الرئة يلقى الإنسان نفس المصير مع معاناة مرضية أطول.

 ومن التلوث الهوائي التلوث الغازي عندما يختل توازن الغازات في الهواء ويتشبع الهواء بغازات أخرى ليست منه بديلا عن الأوكسجين وضررها يتناسب شدة مع كميتها وسميتها ومقدار إزاحتها للأوكسجين. ومن التلوث الهوائي أيضا تدخين السيجارة وهو تلوث هوائي متقطع ولكنه على المدى البعيد يأتي بثماره الخبيثة ومنها أنه أكبر عامل محرض لإحداث سرطان الرئة والتهاب القصبات المزمن الذي يؤدي أخيرا إلى الموت بالفشل التنفسي كما يعتبر التدخين عامل مشارك في إحداث سرطانات المريء المعدة البنكرياس و المثانة.

 ويترافق التدخين مع زيادة نسبة أمراض القلب والشرايين بين المدخنين وقد ضرب الله عز وجل المثل في تلوث الهواء بالكمية الكبيرة وأكد تلازم التلوث مع العذاب وهو المعاناة وذلك حتى يرتبط في أذهان الناس الأثر الضار من هذا التلوث ويعرف الناس نعمة نقاوة الهواء قال تعالى ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم) الدخان 11,10. كما أن الغبار يلوث الطعام واستنشاقه ضار كما عرفنا لما يحمله من مواد عالقة وجراثيم وأكد ذلك الحيث النبوي ; تنكبوا الغبار فمنه تكون النسمة ; ذكره ابن الأثير في النهاية. وصاحب مختار الصحاح ومعنى تنكبوا أى تجنبوا. والنسمة الوزيز في الصدر وهو الربو أو ضيق التنفس. وكل أشكال التلوث البيئي ضارة بالصحة وفقا لمفهوم الحديث النبوي ; إن من القرف التلف ; ذكره ابو داود.

اضرارالرياح ومكيفات البرد وامراض التعرض للبرد وسبل الوقاية من أمراض البرد وضعف المناعة

ملاحظة : عندما تظهر امراض البرد في عز الصيف السبب سوء استخدام المكيفات وتناول المثلجات

الوقاية من أمراض البرد وأمراض ضعف المناعة :-

توطئة :- تكثر أمراض البرد في أوقات الشتاء وفي المناطق الباردة طوال العام وحال التعرض للرياح وحتى أثناء الفصول الحارة وفي المناطق الحارة نتيجة لتوفر المكيفات المبردة للهواء والمراوح المولدة للرياح. ونعرف ما يسببه البرد من أمراض ابتداء من الزكام ومرورا بالتهاب الطرق التنفسية وانتهاء بالتهاب الرئة وحتى السل الرئوي إذا ترافق البرد مع سوء التغذية كما يقلل البرد مناعة الجسم بشكل عام مما يسبب ظهور معظم الأمراض والحميات كما يقال ; البرد مفتاح العلل ; أضرار البرد تبدأ أمراض التعرض للبرد غالباً بالزكام وهو التهابات فيروسية تصيب بداية الطرق التنفسية فإذا تم إيقاف التعرض للبرد وذلك بالحرص المتواصل على الدفء ورفع مناعة الجسم بواسطة الأغذية عالية الطاقة الحرارية فإن الزكام يتلاشى وإذا لم يتم ذلك أي أن الإنسان إذا استمر في التعرض للبرد فقد تمتد الالتهابات إلى المناطق التنفسية الأخرى حتى الرئة وتأتي مضاعفات البرد وهي أن الالتهابات الفيروسية تمهد لظهور الالتهابات الجرثومية الأكثر أذية منها فبعد الزكام قد تمتد الالتهابات مع زيادة في الصداع والحمى إلى الجيوب الأنفية وتمتد إلى الحلق واللوز والأذن الوسطى والحنجرة والقصبة الهوائية والشعب الهوائية حيث يعتبر الزكام هو أقوى المثيرات لمرض الربو ( ضيق الشعب التنفسية ) وهكذا تمتد الالتهابات حتى الرئة وتؤدي إلى الإصابة بذات الرئة ومضاعفاتها وتكثر حميات الأطفال الطفحية مثل الحصبة والحمى القرمزية في فصل الشتاء وكذلك الإسهالات الفيروسية لدى الرضع ويزيد البرد آلام المفاصل الرثوية ( الروماتزم ) كما يعتبر البرد وسوء التغذية من العوامل المظهرة لحمى الملاريا الكامنة والتيفويد والبرد مع استمرار سوء التغذية يشجع الإصابة بالسل الرئوي كما أن تناول الحلوى الثلجية أو المشروبات شديدة البرودة هو الآخر يثير التهابات الحلق واللوز والمعروف أن خطورة التهابات اللوز الجرثومي غير المعالج لدى الأطفال قد يمتد بالتحسس المناعي بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع إلى المفاصل والقلب والأعصاب والكلى وإصابة القلب والكلى يؤدي سيئها إلى نتائج وخيمة ومهلكة. قال تعالى في بيان أضرار البرد ( قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) الأنبياء 69.

وتوحي لنا كلمة وسلاماً إن البرد ليس فيه سلامة وقيل انه لو لم يقل الله سبحانه وتعالى للنار ( وسلاما على إبراهيم ) لهلك سيدنا إبراهيم عليه السلام من البرد فيها وقال تعالى ( كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته ) آل عمران 117. فالريح التي تحمل برودة شديدة تهلك الزرع وعلى الإنسان كذلك الوقاية الجدية منها حيث تكثر أمراض الصداع وأمراض الجهاز التنفسي وحتى الهلاك موتا نتيجة الهبوط الحراري في من يتعرضون للعواصف الباردة وفقا لدرجة برودة ومساحة الجسم المتعرض وزمن التعرض للريح الباردة وقد أهلك الله قوم عاد بالريح الباردة المسموع صريرها من شدة برودتها قال تعالى ( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ) الحاقة 6 ,7 .

 وقد ورد في الحديث النبوي التحذير من التعامل مع البرد عندما قال ; قتلوه قتلهم الله ; وهو; أن رجلا اغتسل فكز فمات ; ومعنى كز ارتعد من شدة البرد حتى مات عندما امروه بالإغتسال من الجنابة وبه جرح برأسه رواه ابن ماجه والبيهقي والدارقطني وذكرالطبراني في المعجم الكبير ; أن رجلا اصابه جدري فأجنب فغسل فكز فمات فأخبر النبي فقال قتلوه قتلهم الله الم يكن شفاء العي السؤال الا يمموه ;.

أما البَرَدْ وهو الثلج فهو مصيبة قد تهلك لقوله تعالى ( من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) النور43. وضرر الثلج المهلك على أي جزء من الجسم يسمى عضة البرد وضرر البرد على الجسد كله يؤدي إلى الهبوط الحراري الذي يؤدي الى الموت و تعرض الجسد كله على الثلج يؤدي إلى الموت بالتجمد ويقاوم البرد بعكسه وهو الدفء والدفء الدائم هو وقاية دائمة من البرد وللوقاية من البرد يتوجب علينا اتخاذ أمرين أولهما التدفئة بالملابس الواقية من البرد والحافظة لحرارة الجسم من التبدد والأمر الثاني التغذية الجيدة وذات الطاقة الحرارية العالية وحسب شدة البرد وأي تقصير سواء في التغذية المولدة للطاقة الحرارية في الجسم أو التدفئة لا يبعد أمراض البرد وأي إنسان يوفر التغذية بدون تدفئة بالملابس هو الأخر لا يتمنع من البرد فكلاهما ضروريان وأي نقصان لأحدهما يتوجب زيادة الأخر وحيث يستحيل تدفئة المحيط الهوائي في البيت والشارع هنا تبرز أهمية الملابس وأفضل الملابس الحاجزة لدرجة حرارة الجسم على الإطلاق هي المصنوعة من وبر وصوف وشعر من جلود الأنعام وخاصة للعائشين في المناطق الباردة ومناطق الثلج وقد بداء الله سبحانه وتعالى في ذكر التدفئة قبل التغذية برغم أهمية الأمرين قال تعالى ; والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ; النحل5.

 وقد ذكر الله هنا افضل أنواع التدفئة بواسطة الملابس المصنوعة من المصادر الحيوانية رديئة التوصيل للحرارة والحافظة للدفء وقد شرحت ذلك وأفضل أنواع التغذية من منافع كالحليب { اللبن الذي لم يتغير طعمة } ومشتقاته { بعد الفساد الجزئي } من قشدة جبن زبده سمن والأكل الحاوي على اللحم الحاوي على الأحماض الأمينية الأساسية لبناء الجسم ورفع المناعة وتوليد الطاقة إضافة إلى الفيتامينات والأملاح { اي ان اللحم يوفر كل المكونات الغذائية التي يحتاجها الجسم البشري} والشحم الحاوي على الدهون المولدة للحرارة { ولمزيد من التفاصيل وتجنبا للمخاطر الصحية يرجى الرجوع الى مبحث انواع الطعام وخطورة الاسراف في الطعام } ونعرف من خلال التجربة والمعايشة أهمية الدفء للإنسان وترابطه مع التغذية ولكي نقلل التغذية علينا زيادة التدفئة والعكس بالعكس للحفاظ على النشاط الحيوي ومستوى مناعي دائم وواقي من الأمراض وافضل مؤشر للدفء هو دفء القدمين لأنهما لا يدفأن إلا بعد أن يدفأ الجسد كله والدفء الدائم مع التغذية المتوازنة هما اكبر ضمانة للوقاية من أمراض البرد وأمراض ضعف المناعة .

أنـواع المـلابس

الملابس نوعان :-

1- ما يستر العورة ويوفر الدفء: -

اللباس ضرورة لستر العورة وتوفير الدفء الواقي من أمراض البرد والذي لا يسحب الحرارة من الجسم بل يحفظها ولا يمكن حفظ الحرارة إلا بالفراغ بين الملابس والجسد لأن الملابس اللاصقة للجسد تقوم بسحب الحرارة من الجسم ولا تحفظها وهنا تبرز أهمية الوصف الريشي المذكور في الايه رقم 26 من سورة الأعراف للملابس الحافظة للحرارة والمتمثلة بالزوائد والزغابات الشعرية والوبرية والصوفية التي تتخللها فراغات حابسة للحرارة من جهة الجسم لحفظ الحرارة الداخلية ومنع اثر الرياح من تبديدها وذات أهمية قصوى في المناطق الباردة والثلجية لان لبس الصفيح الأملس اللاصق المصنوع من أي مادة لا يدفئ بل يسحب الحرارة أو ينقلها ولا يصلح إلا للستر فقط وأفضل الملابس المدفئة هي المصنوعة من الأصواف والأوبار والأشعار الحيوانية التي تجمع بين صفة اللبس الساتر والزغابات الريشية المدفئة كما تصنع الألبسة للستر وتدفئة اقل من مواد أخرى طبيعية كالقطن والحرير والكتان وصناعية مثل البوليستر وما قلت زغاباته الريشية قلت فائدته في التدفئة وما زادت زغاباته الريشية من الملابس زادت فائدته في التدفئة بزيادة الفراغات وزيادة حجز الحرارة ومنع اختلاط حرارة الجسم بحرارة المحيط عن طريق النقل والتوصيل والبطانيات ذات الريش - الفرو - تدفئ اكثر من الأقل فرواً وتدفئ اكثر من الأغطية المصفحة الملساء.

2- مـا يستر النفس ويـوفـر الطمـأنينة : -

لباس النفس ما يسترها ويبعدها عن عورات الكذب والغش والخداع والحقارة ويقيها شر الأمراض النفسية وهذا مالا يمكن ستره بالملابس التقليدية أو الفخمة وهنا تبرز أهمية تقوى الله ومخافته وأتباع رضاه في ستر النفس وتغطيتها من أن تلصق بها هذه العورات ويوفر لها الدفء المتمثل بالطمأنينة ومما سبق شرحه من أنواع الملابس والريش وفوائدها التي لا غنى لكل إنسان عنها وفوائد التقوى التي تستر النفس وتزهو بها بثوب الأمان والاطمئنان يتضح لنا فضل الله على الناس والآية الكريمة قال تعالى ( يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون )26.الأعراف. فقد بينت الايه الكريمة أن اللباس لستر العورة فقط أما الريش فذكر بعد ذلك ونفهم من الآية الكريمة أنه نعمة أخرى إضافة إلى ستر العورة لحاجة الجسد بعد ستر العورة إلى الدفء. ولباس التقوى هو خير لان فيه كمال الشخصية وراحة النفس وأمان للنفس والجسد معاً

عدد القراءات : 7706
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات