احدث الاخبار

أمريكانى ... هل هى جنسية أم ديانة ؟؟؟

أمريكانى ... هل هى جنسية أم ديانة ؟؟؟
اخبار السعيدة - كتب - أ.د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 05-11-2010

تعيش المجتمعات الإسلامية ـ بعد تنحية الشريعة عن معظم أنحائها ـ في مواجهة أمواج بحر خضم، ولا يكاد يمر عليها يوم دون أن تلفحها رياح عاتية؛ تارة آتية من الغرب وأخرى آتية من الشرق، ولما كانت الشريعة الإسلامية على مر العصور هي حصن المسلمين أمام هذه الأمواج المتلاطمة والرياح العاتية؛ فإن إقصاءها عن مناحي الحياة جعل المسلمين صيدًا سهلًا للأفكار الهدامة المصدرة إلينا من العالم الشرقي والغربي، واضمحلت مناعة الأمة الإسلامية أمام هذه الجراثيم اللعينة؛ فنخر المرض أوصالها، وصار جسد المجتمع مثخنًا بالجراح، منهكًا بما دب فيه من خور وضعف، فلم يزده هذا الغزو الفكري إلا وهنًا على وهن.

إن المتتبع لمجريات الأحداث في عالمنا الأرضي يدرك حقيقة لا مناص منها، أنه ما فتئ العالم الغربي والشرقي عن الكيد لأمة الإسلام ومحاولة تركيعها وإذلالها، وقد وجدوا ملاذهم في الغزو الفكري بديلًا عن الغزو العسكري، فهو أعظم أثرًا وأقل تكلفة، وقد أضحى مفهوم العولمة واحدًا من أهم مرتكزات المؤامرة على الأمة الإسلامية، وعنصرًا نشطًا في محاولة تذويب هويتها في هوية العالم الشرقي والغربي، ولا يخفى أن كل ذلك يتم تحت ستار الشعارات البراقة والعبارات الرنانة، وقد ظنوا جهلًا أن ذلك سيضفي جمالًا على القبح، ويمنح الحسن للدمامة!

ديفيد جلرنتر يطالب العالم باعتناق ”الديانة الأمريكية”

يقدم الباحث الأمريكي ديفيد جلرنتر في كتابه الذي سيصدر في وقت لاحق من هذا الشهر تحت عنوان ” الأمريكية – الديانة الغربية العظمى الرابعة” مصطلحاً جديداً هو ”الديانة الأمريكية”، ويطالب بأن تكون الديانة الرابعة في العالم.

يؤكد المؤلف في بداية كتابه أن التيار العلماني يجتاح أمريكا، ولا بد من وقفه، وأن السبيل الوحيد إلى ذلك هو التحول إلى البديل الوحيد – من وجهة نظره – للديانات الرئيسة الثلاث الموجودة والتي لم تنجح في وقف زحف العلمانية، والبديل الوحيد الذي سيرضي الجميع، ولا يستطيع أحد رفضه هو ”الديانة الأمريكية”.

ووفقا لجريدة ”الوطن” السعودية يوضح ان ”هذا الدين الجديد ليس بسماوي، ولا يقف وراءه إله، ولكنه دين وضعي من صنع الأمريكيين أنفسهم، استطاعوا تشكيله عبر تاريخهم، وأنه سبيل خلاصهم هم والعالم، من براثن العلمانية، التي تجتاح أمريكا والعالم”.

الكتاب يطرح ”الدين الأمريكي” المطلوب من الأمريكيين والعالم اعتناقه كـ”توليفة” من ثلاثية تنفرد بها أمريكا وتمثل أعمدته الثلاثة الحرية والمساواة والديمقراطية، وهذه التوليفة تدعمها أفكار لاهوتية وتلمودية، ولكنها تبقى في الخلفية، ولا تمثل جوهر الدين الأمريكي الجديد.

يبدأ جلرنتر كتابه بطرح هذين السؤالين: ”ماذا يعني الإيمان بأمريكا؟- لماذا كأمريكيين نتحدث دائماً عن بلادنا، كأصحاب رسالة في العالم، أو كرسل للإنسانية لا يمكن أن يتواجدوا في أية أمة أخرى غير أمتنا الأمريكية”.

ثم ينتقل جلرنتر بعد ذلك إلي التأكيد على أن أمريكا لم تكن، ولا ينبغي الآن أن تكون دولة علمانية، ويحذر من تحول الأمريكيين وبأعداد مخيفة إلى العلمانية، ويقول: ”إن السبيل الوحيد لمواجهة هذه الظاهرة هو تحول الأمريكيين، ومعهم العالم المنفعل بالنموذج الأمريكي – بالتبعية – لديانة رابعة هي ”الديانة الأمريكية”.

ويقول جلرنتر: ”إذا أخذنا بـ”الأمريكية” كدين فلا بد أن نعتبره ديناً لا إله له، وأنه دين عالمي، فالناس الذين يؤمنون بأمريكا ينتشرون في شتى أنحاء العالم، ومعظمهم يعاني القهر والظلم ويتطلع بحرقة نحو الحرية”.

وإن هذه الديانة تشكلت عبر التاريخ الأمريكي وعلى مدي عقود. ويقول إنها أصبحت مع الوقت ديانة عالمية لها أتباع يؤمنون بها في شتى أنحاء العالم، وهم من المؤمنين أصلاً بأمريكا التي تمثل قلعة الحرية والديمقراطية، والحصن الحصين لحقوق الإنسان. ويقول: ”إذا كانت أمريكا تمثل الإله فإن العالم سيؤمن بها أكثر من إيمانه بالإله”!.

ويوضح في نهاية كتابه ”إن الديانة الجديدة لها 3 ركائز أساسية هي الحرية والمساواة والديمقراطية، وعلى العالم أن يتخلى عن دياناته، التي لم تهتم بهذه الركائز الثلاث، واعتناق الديانة الرابعة وهي ”الأمريكية” التي تنفرد بـ” توراتها الخاصة” وهي الوحيدة التي تلبي احتياجات الإنسان

عدد القراءات : 3451
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات