احدث الاخبار

مازال .. في انتظار

مازال .. في انتظار
اخبار السعيدة - القاص - عبد الإله سلام الأصبحي         التاريخ : 01-11-2010

الإهداء إلى الأخ سلطان نعمان الشمس الحانية في هذا الصيف الملتهب ترسل أشعتها على المعمورة   وكأنها جمر ليس له نهاية اليوم يجب إكمال المعاملة .بعد إن مرت  ثلاث أيام من العناء في مكتب أراضي الدولة وفي أقسام الشرطة . الموظف المطلوب الم يأتي . قال لي وهو ينظر إلى أخر ورقة تم التوقيع  فيها . أكمل عند الأخر حتى يأتي الموظف الذي تريده . فالعمل هناء خليط كالزيت المحروق  الذي يختلط بالماء أو كالعجين الذي يختلط بالشعر الممشوط  فلا تستطيع فك الأخر . هزه رأسه ورح يمارس ما قال له . كان جسمه يقطر ماء وكان حنفية محروقة تريد إصلاحها القميص الذي  على جسمه صار مبتل كخرقة بالية . نضرت إلى بقية الأجسام التي في الممر تحولت أجسامهم إلى ألوان تشبه ألوان الطيف بعد مطر .الموظف المطلوب وصل بعد التاسعة فتح مكتبه وأغلق الباب ورائه لايبالي لمن ورآه  عليك إن تأتي قبل التاسعة حتى تسلم عليه وتخرج له ضحكة قرمزية ساخرة وتيهي نفسك لما يقول لك . وتفتح جيبك حتى تحصل على الموافقة . لاحتاج إلى مقدمات. إماء اذا جاء مزاجه عكرا ستضل عند الباب تكتوي ناريين نار الصيف ونار اللوعة المعاملة  الوقت يمر بسرعة جنونية . 

المواطن الذي بجانبي طلب كيس ماء يغسل به وجهه المتصبب عرق

قال بلهجة تهامية مال الموظف لايفته مكتبه .

قال أخر حرارته مرتفعة .

والناس مااندهم هرارة .

الصبر نفذ ... الموظف المختص وصل أخيرا ترى الناس بعده كذباب الصيف الباحث عن فريسة في هذا الصيف القارض. الناس أكثر صبرا من حرارة الشمس ملابسهم ملتصقة في بشرتهم الداخلية . ووجههم صارت بلون الأرض الذين يبحثون عنها بين المتسلطين على الأراضي ومصاصين دماء البشر. الذين لا هم لهم سوى النهب.

تبحث أين المدير ؟ سيأتي سيارته لم تصل. أجلسه حيث الكراسي الخشبية المترهلة التي أكل الدهر منها وشرب. غمز له بان المدير قادم راح يعدوا السلالم مسرعا كتمساح عجوز . سلم عليه وادخله مكتبه وضع ملفه بين يد المدير. المكتب كان مكيفا .. اخذ قسطا من الراحة ولم يبالي بما تحمله يديه اخذ المدير راحته  . ثم قال له لم يخلصوك ؟ شحط بقلمه المبجل ثلاث كلمات خرج مسرعا يبحث عن الموظف المختص . اخذ  دوران النزول لم يجد ما يطلبه .الموظف الذي يطلبه إجازة هذا اليوم لم يأتي إلا السبت . ثلاث أيام بالوفاء والتمام . إماء إذا لم يأتي السبت فتلك مصيبة . لم يفقد صوابه فلقد تسلح بالصبر فهو سلاح قوي للمؤمن . عطف أوراقه وراح يطوي ملفه تحت سرته. وجده أخيرا قال له هل أكملت معاملتك هز رأسه يمينا وشمالا. اخرج له ملفه المطوي تحت سرته اعلمه في أخر معاملة . أشار ليه لموظف أخر يقوم مقامه . قال له أرخي حزامك . فهمها وهي طائرة بدأ الموظف يحرك حجبيه كفار لايبالي لما حوله .

قال له عليك بالمهندس المختص يوقع على بقية الأوراق .خرج دون أن يستفيد شي المهم أرخى حزامه . أعاد ملفه إلى تحت سرته وراح يقطع الشارع دون مبالاة من حرارة الشمس الملتهبة .

فكر بمصروف الجيب والثلاث الأيام القادمة . سمع بلجنة من مجلس النواب لمعالجة الأراضي فرح كثيرا لان اللجنة ستحل قضية أمام وألئك المتسلطين على أراضي الدولة . قال له صاحبه : اذا""" فلجنها ؟

في المنزل اخرج ملفه وراح يستطلع ماانجزه . لم يبق سطر فارغا في الورقة . قراء الورقة من أسفل إلى الإعلاء لم يجد فراغا لبنانه واحدة أغلق الملف وراح يشكو ضعف قوة إلى الله .

اليوم سبت . حمل ملفه وراح يعدوا الشارع بين كثبان الرمل ليصل إلى اقرب مواصلات ركب دباب كما يسمونه .

اراضي الدولة من فضلك حرارة الشمس لازالت مقبولة هناك عند الشارع العام أوقفه نزل مسرعا ليكون أول الواصلين . أوقفه الشرطي عند الباب . إلى أين ؟

 إلى الداخل

لم يصل بعد احد  

جلس جانبا . لم يجد من يستدعوه للدخول . أخيرا سمح له الجندي المدجج بالسلاح بالدخول  كان أول الحاضرين . مرت الساعة الأولى لم يحضر احد من الموظفين سوى الصغار .الذين يخافون قطع قسط من مرتباتهم .

جلس في الكرسي الخشبي وراح يتأمل أوجه الناس  القادمين صور جديدة لم يعتادها . الموظفون يوم السبت يتأخرون عن الدوام وينصرفون يوم الأربعاء مبكرا  ( يوم الأربعاء يذهبون لشرا القات ويوم السبت يسبتون ) تململ من كرسيه وراح يبحث عن نسمة هواء . وصل أول موظف لكنه يتثاوب لعله لم يأخذ نوما كافيا .بدء الموظفون يصلون الساعة الحادية عشر.. صاحبي أخذه نوع من ألنعاس وراح يمد رجليه على الكرسي الخشبي .

 المدير لم يحضر اليوم ومشغول ونائبه مكلف بمهمة . قالها يوم رابع وصل الموظف المطلوب . دخل مكتبه مسرعا دخل بعده مسرعا . قال له الموضوع يحتاج إلى إسقاط جوي ولابد من زيارة الموقع وألان الجو حار عند الساعة الرابعة أو الخامسة مساء نستطيع معاينة المكان .انصرف صاحبي وراح يعدوا الشارع ككلب يبحث عن مكان يستظل به عاد كما بداء في الصباح ( وعادت حليمة إلى عادتها القديمة ) راح يقطع الشارع عائدا  إلى المنزل وحرارة الشمس تشوي الوجوه

( صدق المهندس في موعده سلمت عليه ورحت اسلم له كل الأوراق ) غادر صاحبي المنطقة في الصباح الباكر وهو يحمل هم الأوراق التي سلمت لمهندس المسح الجوي لكن حتى ..  لازال في انتظار .

عدد القراءات : 3547
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات