احدث الاخبار

تحليل فيلم " الباشا تلميذ ".

تحليل فيلم
اخبار السعيدة - كتب - محمد علي طالب*         التاريخ : 30-09-2010

فيلم الباشا قصة تدور أحداثها في إطار كوميدي حول ضابط حديث التخرج وسيم الملامح يتم زرعه داخل إحدى الجامعات الخاصة متنكراً في شخصية تلميذ للكشف عن التجاوزات داخل الجامعة التي يشتبه طلابها بتعاطي المخدرات ولكنه يقع في حب إحدى فتيات الجامعة.أحداث الفيلم تبدأ أحداث الفيلم من مبنى وزارة الداخلية عندما تصلهم معلومات ان هناك طلاباً يتعاطون المخدرات في إحدى الجامعات الخاصة مما قلب الوزارة رأساً على عقب وصدرت أوامر عليا للبدء في التحريات لمعرفة مصادر هذه المخدرات والذي أصبح الهدف الذي يسعى البطل لتحقيقه ..

 تبدأ التحركات داخل الوزارة وتوكل المهمة إلى مساعد الوزير الذي يوكلها للواء نجدة الذي قام بتجنيد حسن حسني ليقوم بالبحث في ملفات خريجي الدفع الجديدة من كلية الشرطة لترشيح ضابط توكل إليه هذه المهمة وبعد التأمل في الملفات وفحصها يقع الاختيار على الملازم بسيوني عبد السلام بسيوني الذي جسد شخصيته النجم الرائع كريم عبدالعزيز حيث يقوم بدورضابط حديث التخرج بدايته كانت في الأرياف ينتقل إلى المدينة بعد ترشيحه لهذه المهمة الصعبه ليبدأ بتهيئة نفسه لتأديه مهمته مبتدئاً بمظهره الذي يقوم بتغييره بعد حصوله على الضوء الخضر من مسئوله المباشر " اللواء نجدة" وفي اليوم الأول لذهاب بسيوني إلى الجامعة وأثناء سيره مستقلاً دراجته النارية بالمصادفة يلتقى بإنجي الكاشف والتي جسدت شخصيتها النجمة غادة عادل وهي طالبة في نفس الجامعة وزعيمة شلتها لم تتعود قط أن يكسر عينها أحد ...

 فتاة مدللة وحيدة والديها فوالدها منشغل بصفقاته طوال الوقت بينما والدتها منشغلة بإقامة الحفلات الليلية في منزلها .. كل ما تطلبه مجاب حتى على محيط الشلة في الجامعة لا يجرؤ أحد على كسر كلمتها ولكن بسيوني قد كسر شوكتها منذ اللقاء الأول بتجاوزها بدراجته والسير أمام سيارتها ومنعها من تجاوزه مما أغاضها منه .. ولإنجي صديق لها وسط الشلة يدعى طارق مانشستر والذي يحاول التحرش ببسيوني بتحريض من انجي أثناء فترة الرست باعاقته لبسيوني وهو يمشي حاملاً في يديه بعض الماكولات والعصائر فيقع أرضاً ليبلل العصير على قميصه ولكن بسيوني يستفزه بردة فعله الباردة نوعاً ما فقد كان مشاكساً صاحب نظرات لئيمة بعيدة عن الحقد شجاعاً خفيف الدم .. يحاول طارق الاستعراض عليه بعضلاته فيوجه لبسيوني لكمة على وجهه مما يستدعي بسيوني لردها بقوة حتى يسقطه أرضاً موقف يجعل الشلة يعجبون ببسيوني مما يدعوهم للإلتفاف حوله وأولهم إنجي الأمر الذي يغيض طارق ويولد الحقد لديه ويحاول الانتقام منه ويدبر المكائد لبسيوني ولكن بسيوني في كل مرة ينجو منها ...

 دخول بسيوني في عمق الشلة يجعله يكتشف أن كل فرد من أفرادها يعاني من مشكلة ما فعلى سبيل المثال حمزة وجسد شخصيته رامز جلال وهو شاب يهوى الغناء تكمن معاناته في والده الذي يرفض الذهاب معه لخطبة حبيبته، ومايا التي جسدت شخصيتها الشابة مها احمد وتكمن مشكلتها بأن كل الشباب ينظرون إليها نظرية أخوية منذ أن كانت في الثانوية إلى أن التحقت بالجامعة فتاة تبحث عن الحب والحنان حتى ولو في حضن رجل مسن ... مشاكلهم هي من خضعتهم إلى الانحراف والانخراط في طريق السهر والمخدرات والإهمال لدروسهم .وكل ذلك يعود للأسباب التالية :

أولاً - بسبب القائمين على الجامعة بعدم الاهتمام بالمستوى التعليمي للطلاب والنظر إلى الموضوع بأنه مشروع استثماري فقط وهذا ما لمسناه من أحد مشاهد هذا الفيلم على لسان رئيس الجامعة عندما قال لأحد الدكاترة المعترضين على كثرة الرحلات الترفيهية التي تزداد يوماً بعد يوم قائلاً له نحن لم نفتح هذه الجامعة إلا كمشروع استثماري قبل أن يكون تعليمياً والأهم لدينا راحة الطلبة وإذا لم يناسبك هذا الوضع عليك تقديم استقالتك ليخبرنا هذا المشهد انه مهما انعدمت الضمائر لدى البعض فهناك ضمائر لا تزال حية.

السبب الثاني :- هؤلاء الشباب من الطلبة لم يجدوا اليد التي تمتد اليهم بالعون وتحثهم على تغيير انفسهم لا من الأهل ولا الأصدقاء هذا ما جعل بسيوني يكشف أن هؤلاء الشباب ليسوا إلا ضحية للظروف من جهة ولا أقصد هنا الظروف الاقتصادية بل كانت ظروفهم الأسرية المفككة وكذلك بسبب تلك الأفاعي التي تختبئ خلف ستار لتنفث سمها الذي يذهب ضحيته الآلاف من هؤلاء الشباب وأمثالهم وأقصد هنا مروجي المخدرات .يحاول بسيوني الوقوف معهم ومساعدتهم بعد ان تنشأ بينه وبين انجي علاقة عاطفية ومن هنا يبدأ مشروع التغير لكنه لا يقابل إلا اللوم من مسئوله المباشر عندما يتهمه بأنه نسي مهمته الحقيقية وتحول إلى محلل نفسي بعد تقديمه للتقرير الأولي عن سير المهمة.يمنحه مهلة محددة لمعرفة المصدر الذي تأتي منه المخدرات وإلا سيعتبر قد فشل في مهمته وعند اقترابه من معرفة المصدر يكتشفه أفراد العصابة أنه ليس تلميذاً وإنما ضابط شرطة ليتفاجأ أثناء تفتيش الباص أن المخدرات ليست موجودة وتاتي المفاجأة الثانية عند دخوله للجامعة وصورة بالزي العسكري معلقة على جدران الجامعة مما يجعله ينهار تماماً ويقدم استقالته.وعندما يخلو الجو لأفراد العصابة ويطمئنون أنه لا رقيب عليهم يقومون بتخزين المخدرات داخل مخازن الجامعة لتلمحهم تلك الفتاة الفقيرة التي تعمل في الجامعة وفي نفس الوقت منتسبة لاحدى الجامعات الحكومية والتي سبق لبسيوني وشك بها بأنها تضع المخدرات في أدراج الطلبة واكتشف فيما بعد انها تقوم بأخذ الكتب من أدراج الطلبة خلسة للمذاكرة فيها ثم تقوم بإعادتها نظراً لعدم قدرتها على شرائها لتصبح بعد ذلك عينة داخل الجامعة وعندما تراهم تذهب إلى انجي وتخبرها وتذهب إلى بسيوني وتخبراه فيتحرك بسيوني ويضبطهم متلبسين وذلك بمساعدة طارق الذي تحول في آخر اللحظات من شخصية معارضة إلى مساعدة حيث قام بإحضار الاغاثة العسكرية لبسيوني ليت القبض على العصابة ومعاقبتهم ويعود أفراد الشلة إلى دراستهم ويكرم بسيوني من قبل الوزارة لتنتهي بذلك أحداث الفيلم . التحليل العام للفيلممن خلال متابعتنا للفيلم وانسجامنا مع أحداثه يتضح لنا أن الكاتب الرائع بلال فضل استطاع إيصال رسالته دون أن تفقد القصة أي عنصر من عناصرها مما جعل المشاهد يندمج مع القصة ويعايشها ويلتصق بأحداثها ذات المبنى الحكائي المتميز بما فيها من إرهاصات وصراعات ومفارقات درامية مبنية على أسس منطقية وليست عشوائية أو اعتباطية والخالية من الأحداث الزائدة التي لا تخدم القصة ولا تساعدها على التقدم إلى الامام ومن حيث واقعية القصة لم تكن فنتازية بل كانت من صميم الواقع معتمداً الكاتب على خبرته في الكتابة ومعتمداً كذالك على الأسس التقليدية لكتابة القصة والسيناريو والحوار مع توافر عنصري التشويق والاثارة فقد بدأ الكاتب قصته بمقدمة منطقية وهو ما يسمى بمرحلة التوازن مستعرضاً الشخصيات والزمان والمكان الذي وقعت فيه الأحداث منتقلاً إلى مرحلة الوسط وهي ما تسمى بمرحلة اللاتوازن أو مرحلة الاضطراب ((" نقطة انطلاق الاحداث" )) والتي تنطلق منها الأحداث ليبدأ البطل سيره نحو هدفه ولم يكن طريقه مفروشاً بالورد وانما مليئاً بالمتاعب والصعاب وكذلك الشخصيات الثانوية التي مثلت القوى المساعدة والقوى المضادة التي تحاول إعاقة البطل من الوصول إلى هدفه وبالنسبة للحوار فقد كانت الجمل قصيرة وبسيطة وغير معقدة وسهلة الفهم ذات قوة في المعنى وبهذا نقول إن الحوار توافرت فيه مواصفات الحوار السينمائي بحيث كان من الاسباب الرئيسية التي ساعدت في نجاح الفيلم، أيضاً لم يكن في القصة حبكه واحدة فقط فقد كان إلى جانب الحبكة الرئيسية حبكات فرعية تمثلت في مشكلة حمزة ومايا وقد جاءت النهاية مغلقة بحيث تم القبض على أفراد العصابة واستقرار الأوضاع وسيطرة الامن على زمام الأمور بالقبض على المجرمين الحقيقيين الذي يتضح في الأخير أنهم من القائمين على الجامعة .ومن العوامل التي ساعدت على نجاح الفيلم الحل الإخراجي للقصة فقد توفق المخرج إلى حد ما في اختيار الممثلين الذين قاموا بتجسيد شخوص القصة وهم ممثلون يشار إليهم بالبنان وكذلك أسلوبه التقني المتميز من حيث التصوير والتنويع في أحجام اللقطات ما بين عامة ومتوسطة وقريبة لتثوير الطاقة الدراماتيكية في الفيلم لدى المشاهد وكذلك التنويع في الزوايا كالزاوية العلوية التي استخدمها المخرج لإظهار بسيوني وهو في حاله انهزام بعد اكتشاف امره والمونتاج الذي تميز بإيقاع متناغم كان له دور مهم في نجاح الفيلم..

 ومجمل القول نقول بأن فيلم الباشا تلميذ فيلم كوميدي رومنسي بوليسي وقد وصلت الإيرادات التي حصل عليها الفيلم إلى سبعة ملايين ومائتين وأربعة عشر ألف وأربعمائة وخمسة وسبعين جنيهاً مصرياً.فريق العمل إنتاج / مجدي الهواري - كريم عبد العزيز - حسن حسنيموسيقى / عمرو إسماعيل - غادة عادل - محمد لطفيإخراج / وائل إحسان - محمد رجب - خالد الصاوي - رامز جلال - مها أحمد - منه فضالي - لطفي لبيب - أحمد عقل .

·         ممثل وأكاديمي في الفنون السينمائية

mhm.ali307@hotmail.com

عدد القراءات : 47034
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
امنية
انا بموت فى كريم عبد العزيز ورامز جلال وغادة عادل والفيلم يجنن اوى انا شوفته 16مرة
sss
من رايي الشخصي اي فيلم مصري يكون فيه حسن حسني ينجح 100%
ش أحمد
السيد محمد علي طالب مشكور على الجهد المعتبر و يا حبذا لو كان التحليل تقني اكثر بدل الشكل الأدبي الذي إعتمدته مثل تحليل عناصر الفيلم كالمخطط الدرامي وأبعاد الشخصيات تحليل السياق الفيلمي التحليل السميولوجي للفيلم