احدث الاخبار

بين اللباس وفكرته .. إبداع لا ينتهي لاثنين من أبناء تريم

بين اللباس وفكرته .. إبداع لا ينتهي لاثنين من أبناء تريم
اخبار السعيدة - تريم (اليمن) - عبدالله بن شهاب         التاريخ : 13-09-2010

تأتي العيد على الناس بالفرحة والبشاشة ويلبس الناس فيها أجمل الثياب وأبهاها ويخرجون لأداء صلاة العيد في مصلى الجبانة بمدينة تريم المصلى الأقدم فيها ، وبعدها يتزاورن فيما بينهم ويتبادلون التهاني بالعيد السعيد شاكرين المولى على أن أتم لهم فريضة الصوم وأمد لهم في العمر .

محمد باشعيوث وعمر بريِّـك شابين طموحين ونشيطين من أبناء مدينة تريم جعلا من العيد وسيلة للتجديد والتغيير وإحياء ما اندثر من تراث الأجداد ، وما يستجد على أرض الواقع على هيئة ملابس العيد ليكونا لدى كل من يراهم انطباعا خاصا ذو نكهة فريدة يبقى أثره في النفوس طويلا .. فلكل عيد عندهما له فكرة وأسلوب خاص .

جلست معهما ذات ليلة في أخريات ليالي شهر رمضان لأسألهما عما ينويان فعله في هذا العيد ولكنها لم يفصحا عن مكنون صدرهما ليجعلاها مفاجأة للكل ، وفي نفس الوقت أبديا قبولهما لأي اقتراح مني  ، بدأت أسأل محمد باشعيوث عن بدايات هذه الفكرة فأجابني والابتسامة لا تفارق وجهه بأن البداية كانت قبل ثلاث سنوات حينما فكرنا أن نغير من الأسلوب الذي اعتاده الناس في ملابس العيد من خلال الظهور في قالب جديد يلفت انتباه الناس ويوصل الفكرة المبتغاة إليهم بطريقة سهلة وسريعة .

ويواصل محمد القول بأن ما طرأ في السنوات الماضية شجعنا على أن نستغل هذه الوسيلة استغلالا جديا فقد حلت بحضرموت وتريم وضواحيها بالأخص كارثة سيول أكتوبر 2008م والتي على إثرها تهدمت البيوت وفقدت الممتلكات ولجأ الناس إلى الجبال هربا من تلك السيول الجارفة .. وانتقلوا بعدها إلى داخل المدينة ليسكنوا في البيوت المؤجرة والمدارس ومما يؤسف أنها سبقت عيد الأضحى المبارك فجال في خاطري أن نخدم هؤلاء المنكوبين بهذه الفكرة البسيطة فقدمنا في يوم العيد فكرتنا تحت عنوان ( أنت تعود إلى بيتك .. أنا أعود إلى المدرسة ) وفاء منا ولو بالجزء اليسير تجاه إخواننا المتضررين .

أما عمر صالح بريك فقد أحب أن يتكلم عن إحدى الأفكار التي كانت ذات تأثير خاص في كيانه ، ولا زال يتذكر تهافت الناس عليه لرؤيته وهو في تلك الحلة العيدية التراثية وهي بعنوان ( نعم للزراعة .. لا للزحف العشوائي ) والتي لبس فيها مع رفيق دربه محمد حلة المزارع التريمي البسيط وحملا أيضا قرب الماء والمناجل ، مؤكدا أن الزراعة كانت السمة الأبرز في مدينة تريم والتي لولاها ما سميت بالمدينة الغناء فقد كانت تنشر على جنباتها الكثير من المزارع والحدائق الجميلة الساحرة .

كما أوضح عمر بأن إجمالي الملابس التي عرضت في الأعياد وصلت إلى سبعة ملابس مابين لبس تراثي محلي أو خليجي أو ذو فكرة موجهة نحو الشباب ، فقد قدما في إحدى السنوات فكرة بعنوان (الماضيةاجمع بين الماضي والحاضر) قارنا من خلالها بين لباس أهل تريم في العهد الماضي واللباس المستهجن الجديد الوافد من الخارج في شخصية واحدة ليرى الناظر بعينه ما آلت إليه أحوال الشباب اليوم من اهتمام بالموضات الجديدة التي لا تمت إلى ترثنا وعاداتنا بصلة .

هذه السنة وفي عيد الفطر السعيد أحببت أن أرى بعيني مفاجأتهما التي شدت أعين الناظرين ولفتت الانتباه أكثر من سابقاتها فقد نقل هذان الشابان الناس إلى الماضي القديم إلى العهد الفرعوني ليبرزا جانبا من التاريخ لطالما كنا نشاهده في المسلسلات فقد ذلك اللباس ( الملك والعبيد ) مثلا مع شخص ثالث هو كرامه صبيح دور الملك والعبيد في مشهد درامي تاريخي جميل دل على أن هذين المبدعين يمتلكان مواهب نادرة تحتاج إلى من يتبناها ويرعاها ويقدم لها الدعم المادي والمعنوي الكافي ليبرزها على الساحة الفنية والإبداعية .

جدير بالإشارة إلى أن مجهود محمد باشعيوث وعمر بريك هو مجهود ذاتي لا يحصلان من خلاله على أي مقابل سوى بعض الدعم المحدود من الخيرين من أرباب المحال التجارية ، ولديهما العديد من المواهب والأفكار الرائعة التي يقومان بتقديمها في عدد من المحافل المحلية والفعاليات والمهرجانات الترفيهية في مدينة تريم .

عدد القراءات : 4798
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات