احدث الاخبار

مبروك الشهادة العليا ولاتنسى الشهادة التى يمنحها د. سعد لأبناءة الخريجين رؤية للمستقبل

مبروك الشهادة العليا ولاتنسى الشهادة التى يمنحها د. سعد لأبناءة الخريجين رؤية للمستقبل
اخبار السعيدة - بقلم - أ. د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 12-09-2010

الحياةُ في حقيقتها وجوهرها حركةٌ ونشاط، فبمقدار ما يكون هناك نشاط وحركة تكون الحياة، أمَّا إذا انعدمت الحركة والنشاط فلن يكون هناك حياة. إنَّ الأطباء يراقبون الجنين في بطن أُمَّه ليرصدوا حركته، فإذا لم يجدوا حركةً شكّوا في حياة الجنين، ويرصد الأطباءُ أيضاً نبض قلب الإنسان فإذا توقف قلبهُ عن الحركة، حكموا بأنَّه قد فارق الحياة.

وبذلك فإن الحياة مستويات، كلما كان الإنسان أكثر حركةً ونشاطاً فإن نصيبه من الحياة أكبر، وكلما قل نشاطه وحركتُهُ كان نصيُبهُ من الحياةِ أقل. ونحن نجد أناساً أحياء إلا أنهم في الواقع يعيشون قليلاً من الحياة؛ لأنَّ نشاطهم وحركتهم محدودةٌ ضعيفةٌ. وكم من أناسٍ أحياء ظاهراً، هم في الحقيقة أموات لا حراك لهم ولا نشاط، ولهذا فإنَّ النصوص الشرعية تُركِّز على الحركة والنشاط والعمل وتُحفِّز الإنسان المؤمن بأنْ يملأ لحظات حياته بالعمل والحركة، ففي دعاء نقرأ: (واجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة).

فالإنسان الواعي هو الذي يُمارس الحركة والنشاط، إلا أن بعض النفوس تُصابُ بمرضِ الكسل، وهو مرضٌ يجعل الإنسان أقلُ حركةً ونشاطاً، وبالتالي يُسرِع في خروجه من هذه الحياة شيئاً فشيئاً. والكسل مرضٌ خطير، وهو يعني: التّراخي وعدم الرغبةِ في النشاطِ والعمل، ويدعو صاحبه لأن يُقلِل من درجةِ حركتِهِ ونشاطِهِ.

وينتج هذا المرض مُضاعفاتٍ عديدة على كُلِّ المستويات:

أولاً: المستوى النفسي

كُلَّما قلت الحركة والنشاط شعر الإنسان بالفراغِ النفسي، وتسلل إليه الاكتئاب والسأم والملل، بينما النشاط يجعل الإنسان مُتفاعلاً مع الحياةِ مُستمتعاً بها. وغالباً ما تُهاجمُ الأمراضُ النفسيةِ الأشخاص الذين تَقِّل أعمالهُم ومسؤولياتهُم، ونجد بعض الموظفين نَشِطين فإذّا أصبحوا في مرحلةِ التقاعُد وعاشوا الفراغ، تسللت إليهم العقد والأمراض النفسية.

الإنسان الكسول نفسيتهُ تَفقُد التّفاعُل والإستمتاعُ بالحياة، بينما الإنسان الَنشِطْ تكون نفسهُ مُتفاعلةً، فهو مشغولٌ بأداءِ عمل، أو ينتظر نتيجةَ عمل.

ثانياً: المستوى الجسمي

مِن الواضحِ جداً أنَّ الحركة هي التي تحمي صحة الجسم، بينما الخمول والترهُّل يُسبب للإنسان الكثيرَ مِن الأمراض.

وفي هذا العصر وفرَت الحضارةَ الحديثة على الإنسان الجُهد إذْ أصبحت الأعمال التي كان يؤديها الإنسان بجُهدٍ عضلي كبير يؤديها بضغطةِ زر، فكل الأشياء أصبحت مُريحةً أمام الإنسان..

لذا على الإنسان أَنْ يبحث عن مجالاتٍ يتحرك من خلالها ولا يستسلم لِحالةِ الخُمول، لأنَّ الخُمولِ وضعف الحركة تُنتِجُ الكثيرَ مِن الأمراضِ الجسميةِ، فأمراضُ القلب والكولسترول والسكر والسمنَّة وما أشبه ذلك، كُلُّها تأتي مِن قِلَّةِ الحركة وضعفِها، لذلك أصبحت برامج الرياضة جزءاً لا يتجزأُ من حياةِ الإنسان المُهتم بصحتِه. بعكس ما كان عليه الإنسان في الماضي، حيث لم يكن هناك حاجةٍ إلى الرياضة لأنَّ الحياة بطبيعتها كانت تستلزم بذل الجهد وحرق الطاقة.

وكشف الدكتورسعد على هامش ندوة علمية عن الصحة والغذاء عُقدت في نادى الجزيرة وحضرها عديد من المهتمين، عن أن أكثر من 53 في المائة من الرجال في مصر يعانون أسلوب حياة خاملة، و27 في المائة منهم يعيش جزئية بسيطة من الحياة، في حين أن 20 في المائة فقط هم ممن يتمتعون بحياة صحية من خلال القيام بعديد من الأنشطة الصحية التي تحافظ على مستوياتهم من اللياقة الصحية المثالية[1] .

ثالثاً: موقعيةِ الإنسان في الحياة

كلما كان الإنسان أكثر نشاطاً وحركةً فإنّ موقعيته في الحياة تكون أكبر، اجتماعياً واقتصادياً، وفي مختلف المجالات، أما إذا انخفض مستوى النشاط والحركة تتقلص موقعيتَهُ؛ لأن الحركة فيها إنتاجٌ وعطاء بينما القعود والكسل فيه خُمولٌ وجمود،. ومن ناحية الآخرة واضحٌ جداً كيف أنَّ ثواب الله تعالى إنَّما يُنَال بالعمل، فالثوابُ لا يُنَال بالتمني، قال تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾ [سورة الأنعام، الآية: 132]، وكلّ إنسان درجته في الدنيا وفي الجنة تكون بمقدارِ عملِهِ ونشاطهِ، لذلك على الإنسان أنْ يُطالِب نفسه بالمزيدِ ِمن الحركةِ والنشاط. صحيحٌ أنّ الإنسان بحاجةٍ إلى الراحةِ لكن الراحة الجسمية وسيلةٌ للعمل، فالإنسان يستريح حتى يستعيد نشاطه، وليس الراحة هدفاً بحدّ ذاتها، كما يظن البعض من الناس الذين يفهمون الراحة بشكلٍ خاطئ، فالراحة لا تعني أنْ يجلُس الإنسان مُترهلاً بلا عمل؟! هذه ليست راحة إنها العناء بعينه. والراحةُ الحقيقية ممارسةُ العمل والنشاط.

ثقافة النشاط والحركة

النشاطُ والحركة يحتاجانِ إلى ثقافةٍ دافعة، وإلى تربيةٍ تُعَدّ لهُ، وإلى بيئةٍ تدفعُ بإتجاهه، ونجد في هذا الصدد أن بعض الأفراد والمُجتمعات تسودُهَا ثقافةُ العمل والنشاط، لديها التشجيع على العمل، والحضُّ والتحفيز عليه، وعرض إنجازات العاملين، والتباهي والتنافس في العمل، وهذه ثقافةٌ دافعةٌ.

بينما نجد بعض المجتمعات، تفتقر لمثلُ هذه الثقافةُ. بل قد تسودها ثقافة تدعو للتقاعس والكسل، والفهم الخاطئ للراحة.

وهنا يأتي دور العائلة في تربية أبنائها على النشاطِ والحركة وليس على التراخي والكسل، فبعض العوائل وكنوع من التدليل والإراحةُ المُبالغ فيها للأولاد، فإنهم لا يُكلِّفون الولد بأيِّ شيءٍ في ترتيبِ حياته، وهذا خطاٌ تربوي كبير، وللبيئةِ دورٌ هامٌ، فإذا أصبح الإنسان ضمنَ فئةٍ أو مجموعةٍ غير مُبالية للعمل فإن العدوى ستنتقل إليه.

ومن أهم الأسباب والعادات التي تُنّمي حالة الكسل كثرةُ الأكلِ وخاصةً الأكلاتُ الدسِمّة، فإذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، فكثرةُ النوم وكثرةُ الأكل والفهمُ الخطأ للراحة كلُّ هذه أمورٌ تُنمّي عند الإنسان حالة الكسلِ.

والنصوص الدينية تهتم كثيراً بالتحذير من الكسل، ففيما ورد عن الإمام الباقر : (الكسلُ يضرُّ بالدينِ والدُنّيا)[2] ، لا حظوا كيف أنَّ الإسلام يُربّي الإنسان على النشاط، حتى فيما يتعلّق باللسان، فهناك حثّ كبير بأن يُبقي الإنسان لسانه دائم الذكر لله تعالى. إضافةً إلى أن من أهم تجلّيات العبادات الواجبة والمستحبة أنْ يعيش الإنسان حالةً من الحركةِ والنشاطِ في البُعدِ الروحي.

واهتم الإسلام كذلك بالبعد المادي، بأن يتربّى الإنسان على النشاط والفاعلية في شؤون حياته، فعن الإمامُ الباقر قال: (إنِّي لأبغضُ الرجُّلَ يكونَ كسلاناً عن أمرِ دُنياهُ، ومن كان عن أمرِ دُنياهُ كسلاناَ فهو عن أمرِ آخرتِهِ أكسل)[3] .

وأميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: (عليك بإدمانِ العملِ في النشاطِ والكسلِ)[4] ، وفي وصايا رسول الله لأميرِ المؤمنين : (يا علي ... إياكَ وخِصلتين: الضجَّرِ والكسل، فإنّك إنْ ضجرتَ لمْ تصبُر على حقٍ وإنْ كسلتَ لم تؤدِ حقاً)[5] ، ونحنُ نقرأ في الأدعيةِ ما يُوحي لنا بالتطلُّعِ لتجاوزِ هذه الحالة، ففي الدعاء عن رسول الله : (اللهُّم أمْنُنْ علينا بالنشاطِ وأعِذنا من الفشلِ والكسلِ والعجزِ والعِللِ والضررِ والضجّرِ والمَللِ)[6] .

فكُلّ لحظةٍ من اللحظاتِ تستطيع أنْ تبلُغَ بها مقاماً كبيراً عند الله تعالى، نسالُ الله أنْ يوفقنا وإياكُم لإستثمار حياتنا والاستفادةَ من لحظاتِ وجودِنا الاعتماد على النفس والأمانة والعدل من أخلاق الموظف المسلم

الإسلام دين العمل والإتقان لا الكسل والإهمال

إن الإسلام هو دين العمل والإتقان لا دين الكسل والإهمال، فالعمل وطلب الرزق عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله إذا نوى بها سد حاجة أهله وعياله وزوجته ونوى التعفف عن السؤال بالاعتماد على النفس في الكسب أو نوى الاستعانة على عبادة ربه.

فعَنْ كَعْبِ بن عُجْرَةَ، قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِلْدِهِ وَنَشَاطِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ) .رواه الطبراني

إن للعمل في الإسلام أخلاقا وآدابا وصفات ينبغي على الموظف المسلم أن يتحلى بها ويتصف بها، فمن هذه الأخلاق:

1- الاعتماد على النفس في العمل لا على الغير بأن يكون عالة على الناس، فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ). رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما وقال صلى الله عليه وسلم: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ). رواه البخاري

2- ومن الأخلاق والصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الموظف المسلم : القوة والأمانة: فينبغي أن يكون المسلم قويا في أداء عمله كما قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ).

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا . وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ). رواه مسلم .

وكذا صفة الأمانة من أهم ما ينبغي أن يتحلى بها المسلم في عمله، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَ (لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ) ، رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه.

فينبغي على الموظف أن يتق الله في عمله وأن يراقب الله جل وعلا لأن الله مراقب ومطلع عليه في كل وقتٍ وحين.

3- الإحسان والإتقان في العمل: فينبغي على الموظف المسلم أن يحرص على أداء عمله بالشكل الذي يرضاه سبحانه، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ).رواه أبو يعلى في مسنده

4 - ومن صفات الموظف المسلم: العدل وعدم الظلم: قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، فيجب أن يكون الموظف ولا سيما المدير عادلاً بين مرؤوسيه وألا يفرق بينهم في تعامله معهم ولا يحابي مرؤوساً على حساب مرؤوس آخر، فشعور المرؤوسين بعدالة رئيسهم يرفع من حالتهم المعنوية، وفي نفس الوقت يمنحونه ثقتهم.

أما عندما تغيب العدالة فإن النفوس تشتعل بالغضب والكراهية وتصيد الأخطاء واليأس من العمل، وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين ضرورة العدل، من ذلك قول المولى سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).

وعكس العدل الظلم في معاملته لمرؤوسيه ولمن تحت إمرته من العمال والموظفين، ومن صوره مطل الغني وحرمان الحقوق المادية كالأجور والرواتب، والمعنوية كالمراتب والترقيات والتقدير والاحترام، والظلم ظلمات يوم القيامة، وكان معاوية رضي الله عنه يقول: إني لأستحيي أن أظلم من لا يجد علي ناصراً إلا الله، وقال سحنون بن سعيد: كان يزيد بن حاتم يقول: ما هبت شيئاً قط هيبتي من رجل ظلمته وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله فيقول حسبك الله، الله بيني وبينك.

5- ومن صفات الموظف المسلم : الرحمة قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح . فينبغي على الموظف أن يكون رحيماً في تعامله مع الموظفين الذين يرأسهم أو مع أصدقائه في العمل وكذلك رحيما في التعامل مع العملاء.

6- ومن صفات الموظف المسلم : حسن الخلق والمعاملة الحسنة: فينبغي على الموظف أن يكون ليناً سهلاً حبيباً لطيفاً في تعامله مع مرؤوسيه ومراجعيه، وأن يحرص على حسن الخُلق مع من يراجعه بأن يحييه ويستقبله ويودعه بكلمة طيبة، وأن ينزل كل إنسان منزلته احتراماً لسنة أو لعمله أو لفضله ، وأن يبتسم وجهه، ولا ينس قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ).رواه مسلم والترمذي.

وما أحسن قول الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم

فطالما استعبد الإنسان إحسانُ

فبالخلق الحسن يستطيع الإداري أن يكسب احترام مرؤوسيه ومن ثم يقودهم لتحقيق الأهداف المنشودة وهم في حالة معنوية عالية، فلا يشعر أحدهم أنه محتقر أو مستصغر أو أن تصدر منه الكلمات النابية والألقاب المحقرة لمن حوله من المرؤوسين وإنما يعاملهم معاملة إنسانية حسنة فترتفع حالتهم المعنوية ويقبلون على إنجاز العمل وهم في أحسن حال.

وقد ضرب لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في حسن الخلق، فوصفه ربه سبحانه وتعالى بأنه ذو خلق عظيم حيث يقول جل من قائل واصفاً نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن المهمة التي بعث بها: عن مالك أنه قد بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ حُسْنَ الأَخْلاَقِ).رواه أحمد

7- ومن صفات الموظف المسلم: التواضع: قال تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ). رواه أحمد والبزار

8- ومن صفات الموظف المسلم: الرِّفق والحلم في التعامل: فعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ). رواه مسلم.

9- ومن صفات الموظف المسلم : مساعدة الناس وقضاء حوائجهم: فعليك بمساعدة من تستطيع منهم ومد يد العون له في حدود النظام ودونما ضرر أو ضرار، وتذكر أن من يَسَّرَ على مسلم، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

ولا تنس أن من عَطَّل مصالح المسلمين ولم يقض حوائجهم وهو قادر على ذلك واقع تحت قول النبي صلى الله وعن ابن مريم عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه أنه قال لمعاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ وَلاَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمُ احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ). فَجَعَلَ معاوية رَجُلاً عَلَى حَوَائِجِ المسلمين. رواه أبو داود واللفظ له.

10- ومن صفات الموظف البعد عن الصفات الذميمة لأنها مما نهى الله عنها، كالغش والرشوة والتسيب من العمل: والغش قال النبي صلى الله عليه وسلم:) من غش فليس منا). رواه أبو داود واللفظ له، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعنة الله على الراشي والمرتشي). فترك هذه المخالفات في أداء هذه الوظيفة يكسب الموظف المسلم رضاء لله عزل وجل وود الناس واحترامهم، ويجعل الألسنة تلهج بالدعاء له، فضلاً عن إسهامه في تطوير مؤسسته التي يعمل بها وتقدم ورقي وطنه وأمته.

عدد القراءات : 4029
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات