احدث الاخبار

بنات في الآمان

بنات في الآمان
اخبار السعيدة - كتب - أ.د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 05-09-2010

يكشف الارتفاع الرهيب بمعدلات الطلاق في المجتمعات العربية خلال السنوات الأخيرة، عن مشكلة بات من الصعب غض الطرف عنها، وهي فشل الكثير من الأسر في إعداد فتياتها الإعداد الذي يؤهلها لأن تكون ربة منزل ناجحة وزوجة مسئولة، تستطيع تحمل مسئولية زوج وأطفال وبيت، والعبور بهم إلى بر الأمان بأقل قدر من المشاكل والأزمات.

إعداد زوجة المستقبل أمر يحتاج إلى برنامج طويل الأمد، "أن أفضل سن لتهيئة الفتاة للزواج ما بين الثانية عشرة والخامس عشرة، و هذه "التهيئة لا ترتبط فقط بالزواج، ولكنها مهمة في تهذيب المراهقة، وتوجيهها الوجهة السوية، وتهيئتها للاستقرار، وتحمل المسئولية، والتفكير الصحيح في دورها الفاعل في حياتها الزوجية بعد ذلك ".

التعليم بالقدوة

ف"على كل أمٍّ أن تُعَلِّمَ ابنتها كيف تتعامل مع أخواتها بأسلوب لطيفٍ ومُهَذَّبٍ ومُحْتَرم؛ لأن هذا سيُعينها في المستقبل على كيفية التعامل مع زوجها"، كما يجب "أن تكون الأم هي القدوةَ لبنتها، فعليها أن تبالغ في احترامها لزوجها أمام ابنتها كي تفعل مثلها مع زوج المستقبل، فالعلاقة المبنية على الاحترام بين الأب والأم تنتقل بالفطرة للابنة في علاقتها مع زوجها المنتظر".

إعداد الفتاة لتكون زوجة وربة منزل ناجحة ليس بالمهمة العسيرة إذا ما تم ذلك في إطار جو أسري صحي ومستقر، " بهدف اعداد فتاة مُعَدَّة بالفطرة النفسية، وبالتكوين الفسيولوجي، لرسالة الزوجية والأمومة، ولذا يجب أن يبدأ إعداد الفتاة لذلك الدور في سن مبكرة بتدريج غير محسوس، حتى يتسنى استيعاب منهج الأعمال المنزلية خطوة خطوة".

برنامج عملي

الخطوة الأولى - الأولى تبدأ من بيت الأهل، حيث يجب أن تبدأ الأمهات في تطبيق منهج "التدبير المنزلي"، مع بناتهن من سن الثانية عشرة؛ لأنه سن الاكتساب، وكلما تأخّرْن في البدء، كلما كان الاستيعاب أبطأ، وربما في السن الأكبر لن يلقى هذا النوع من المناهج اهتمامًا من الفتاة.

و أن تبدأ الأمهات التدريب العملي لبناتهن على ذلك المنهج في إجازة الصيف التي تمتد إلى ثلاثة أشهر، وأن يكون ذلك بدءا من المرحلة الإعدادية، ففي إجازة الصف الأول يكفى أن تخرج الفتاة بخبرة إعداد "السَّلَطة"، وتحضير الإفطار، والعشاء، ومساعدة الأم في تجهيز السفرة.

وفى صيف الصف الثاني الإعدادي يمكن تعليم الابنة تجهيز المواد الأولية للطهي، مثل: فرم البصل، وتقشير الثوم، وعصر الطماطم، وطهي الأرز الأبيض، وسلق اللحوم والفراخ. أما في صيف الصف الثالث فيكفى تعليمها طهي الخضار "السوتيه"، أو الخضار المسبك، مع ممارسة ما تعلمته في السنوات الماضية.

وهكذا تخرج الفتاة من هذه المرحلة قادرةً على أن تحضر غذاء كاملًا من أرز، خضار، ولحم، وسلطة. وفي الصف الأول الثانوي نجد أن الفتاة أصبحت أكثر استعدادًا للتَّقَبُّل، فنضيف إلى المنهج الأعمالَ التي كنا نخشى قيامها بها، نظرًا لصغر سنها مثل أعمال الحياكة وتدريب للصيانة والأصلاحات المنزلية.

الدراسة أم الطبخ

ونحذر من أن بعض الأمهات يَرَيْنَ أنه من الحكمة عدم اشتغال الفتاة بأعمال المنزل في بقية المرحلة الثانوية لتتفرغ لشهادة الثانوية العامة. ويكفيها ما اكتسبت في السنوات الماضية، وهذا خطأٌ كبيرٌ ، فعلى الأم أن تستغل الإجازة في تعليم بنتها فنون الطهي.

ثم تستأنف تزويدها بالمزيد في الإجازة الصيفية أثناء التعليم الجامعي، وفى هذه المرحلة نكمل معها كل ما ينقصها من أصول الطهي والحلويات واقتصاديات ادارة البيت

، بجانب إدارتها للمنزل يومًا واحدًا كل أسبوع من الصباح حتى المساء، ومن الألف للياء، وتزيد الأيام تدريجيًا في الأسبوع حتى تتمرس الفتاة على إدارة المنزل.

و " الفتاة التي لم تحظى بهذا المنهج المتدرج في بيت أهلها، لابد لها من منهجٍ تدريبي مكثف متواصل حتى تتواصل في الخبرة مع قريباتها من الفتيات ".

كما أنه على الأم أن تشتري عروسًا في حجم طفل رضيع لابنتها، وتراقبها وهي تحمل العروس، وتمدح طريقة مسكها للعروسة، وتقول لها: ستكونين أمًّا رائعة ، وإن أخطأت في المسك نقول: حبيبتي نحمل الطفل هكذا ، كي تستطيع أن تعتني بطفلها بعد الزواج .: "لا يعني كلامي إهمال الدراسة، فكل أم تهتم بالدراسة جدًّا، ولكنفي نفس الوقت تهتم بتعليم بناتها أعمال المنزل؛ لأن ذلك يناسب فِطرتهن، ويريحهن نفسيًا " .

برنامج اجتماعي

هناك الكثير من الدراسات الاجتماعية الميدانية التي تخصَّصَتْ في وضع أسس تربوية صحيحة لإعداد الشاب والفتاة للزواج، وتهيئة بيت زوجي سعيد،.

ويستهدف البرنامج توعية وتثقيف الشباب والشابات المقبلين على الزواج، وإعطاء كل جنس فكرة عن خصائص الجنس الآخر، وذلك من خلال مدربين معتمدين وأخصائيين في الشئون الأسرية والتربوية، إضافة إلى مستشارين نفسيين واجتماعيين.

حسن العشرة

الحديث عن إعداد الفتاة لمهمتها الأسمى وهي المساهمة في بناء أسرة ناجحة لا يكتمل دون التطرق إلى الجانب الديني، باعتباره البوصلة الحاكمة والأساس المتين لأي أسرة، حيث ضرورة قيام الأمهات بتعليم بناتهن : "دروسًا في حسن العشرة والحلم ،والقدرة على تحمل المسئولية، والتذكير بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وما يتضمنه من آداب وتشريعات وتوجيهات كريمة في هذا الشأن، وضرورة التعاون، وحل المشكلات الطارئة بالطرق الرحيمة، في سِرِّيَّة وخصوصية، والتوصية بالمودة والرحمة، والأسلوب الجميل، والكلمة الدافئة، والصبر، والرفق، وعدم الانصياع لمقترحات الآخرين، خصوصًا الذين تعرضوا للفشل في حياتهم".

" وعلى الأم أيضًا أن تُعَلِّم ابنتها كيف تتعامل مع زوجها في المستقبل من منطلق رضا الله تعالى، وأن تحترم طلباته، وتراعي حقوقه، وتحرص على القيام بشئونه، ورعاية ماله وما يحتاج إليه ، وأن تحترم أهلَه، وتكسب ثقته وقلبه، وألَّا تُكَلِّفَه بما لا يطيق، وكيف تكون فطنةً وحسنةَ التصرف، بأن تقص عليها نماذج جيدة من زوجات صالحات في محيط الفتاة " .

"وعلى الأم أن تنصح ابنتها بأن تجعل أساس تعاملها مع زوجك مبنيًّا على أصلين اثنين: فالأول التنازل، والثاني المراعاة. ومعنى هذا الكلام أن يكون منك تنازلٌ لزوجك، فإذا أغضبتِيه فرّضِيه، وينبغي له إن أغضبك أن يرضِّيكِ، كما قال أبو الدرداء – رضي الله عنه – لزوجته في ليلة زفافه: (إن أغضبتك رضيتك، وإن أغضبتني فرضِّيني، وإلا لم نتعايش ).. فهذا أصل عظيم في التعامل الزوجي وفي الحفاظ على بيت الزوجية".

للمزيد د. محمد سعد عبد اللطيف القاهرة 23592251 0101424154

عدد القراءات : 4292
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات