احدث الاخبار

اكتئاب الرجل الأشد خطورة ودور الزوجات تشجيع الأزواج على الكلام

اكتئاب الرجل الأشد خطورة ودور الزوجات تشجيع الأزواج على الكلام
اخبار السعيدة - الرياض - زكية البلوشي         التاريخ : 30-08-2010

أوضح د. سعد كيف يمكن أن تكتشف الزوجة إذا كان زوجها مصاباً بالاكتئاب أم لا، وذلك من خلال تصرفاته، ومنها ارتياد القهاوى أو التدخين بشراهة، ويكون سريع الغضب، ويعمل فوق طاقته، ويقود السيارة بسرعة وتهور، ويشعر بآلام المفاصل والعضلات والإرهاق وانعدام التركيز، مشيرة إلى أن كل هذه الأعراض لا تعني انعدام الحب، ولكن ربما تكون نتيجة للاكتئاب.

الباحثين النفسيين بينوا أن الخطورة تكمن في أن اكتئاب الرجال هو الأشد وطأة، فالجنس الخشن لا يعرف الكآبة الناعمة التي قد تصيب المرأة، وتلازمها لفترة طويلة قبل أن يتم التغلب عليها، فعندما يقع الرجل فريسة للكآبة، هناك احتمال بأن تتطور الحالة بسرعة إلى النوع الأكثر خطراًَ، والذي قد يقود إلى التفكير بالانتحار.

الكآبة الناعمة

أن الدراسات النفسية قادت إلى الإطاحة بواحد من أشهر المفاهيم الشائعة والمتمثل في أن الاكتئاب مرض ناعم بالأساس،أي أنه يصيب النساء في المقام الأول، تقول "تبين أن الرجال المصابين بالاكتئاب معرضون للانتحار أو التفكير الانتحاري بنسبة 4 إلى 10 أضعاف، مقارنة بالنساء المصابات بالداء نفسه, مع الإقرار بأن معدل إصابة النساء بالكآبة أقل منه لدى الرجال، غير أن كآبة النساء هي من النوع الناعم نسبياً، إما لأنها حالة غير خطرة، وإما لأن المرأة مبرمجة لكي تكون أكثر مناعة في مواجهة تلك الحالة أكثر من الرجل".

أن مرض الكآبة من الأمراض الملتبسة، حتى إن بعض الناس ينفون وجوده أصلاً ، وتخلو مجتمعات عدة من أي إشارات إلى وجود المرض ضمن قائمة الأمراض المهددة للأفراد، وربما يكون ذلك راجعاً إلى تراجع أهمية الاكتئاب بالنسبة للأمراض الخطيرة التي تهدد بعض المجتمعات.

أن المشكلة تكمن في أننا نمتلك رؤية أنثوية تجاه الاكتئاب ونادرا ما نتحدث عنه باعتباره مرضاً يصيب المرأة والرجل، لذلك فإن اكتئاب الرجال يتم تجاهله، ومما ساعد ذلك التجاهل أن اكتئاب الرجل يختلف من حيث الشكل والتعبير عن اكتئاب المرأة, فبينما تعمل المرأة على إخراج كآبتها من الباطن إلى العلن عبر الحديث الصريح أو الصراخ أو الشكوى، يميل الرجل إلى الانطواء على ذاته، ويحبس مشاعره، ويتصنع التعابير العادية، فيما هو يعيش عالماً ذاتياً كئيباً وقاتماً. تقول"نحن لا نرى الاكتئاب بذاته، وإنما نرى بصماته على سلوك المرء، ولذلك فإن تشخيص إصابة الرجل بالكآبة يتأخر في العادة إلى مراحل متقدمة، وكلما أخفى الرجل العوارض الظاهرية للكآبة، تظهر أعراض أخرى قد لا يكتشف مغزاها إلا المحيطون بالرجل".

أعراض الاكتئاب

أن من أعراض اكتئاب الرجل الاتجاه إلى التدخين وإلى سلوكيات لم يكن الرجل يؤمن بها في السابق، والإفراط في الجلوس أمام التلفزيون، تقول"إذا وجدت الرجل جالساً لساعات طويلة أمام التلفزيون، وينتقل من محطة إلى أخرى، فأعلم أن الكآبة تتسلل إلى نفسه، والرجل المتزوج يهرب بكآبته من النظر إلى عيني زوجته، ويغطي هروبه باختلاق المشكلات التي لا تنتهي, والشخص المكتئب لا يعلم أنه مصاب بالاكتئاب، ولكننا نراه دائما يدخن بشراهة، ويكون سريع الغضب، ويعمل فوق طاقته، ويقود السيارة بسرعة وتهور، ويشعر بمختلف الأعراض الجسمانية من قبيل آلام المفاصل والعضلات والإرهاق والذبول وانعدام التركيز والهواجس السوداء تحاصره في الصحو والنوم، ويلوم الآخرين على ما يمر"، مشير إلى دور المرأة في إنقاذ زوجها من احتمالات تفاقم الحالة،وأن إنقاذ الزوج هو إنقاذ للعلاقة الزوجية وللأسرة مثلما أن ترك الحالة تتفاقم عنده ينطوي على ثمن كبير ستدفع الزوجة القسط الأكبر منه.

مفاهيم خاطئة

وذكرت أسباب تعمد الرجل إخفاء كآبته عن الآخرين وقالت"يعود ذلك إلى مفاهيم اجتماعية خاطئة، مفادها أن الرجل الحقيقي لا يصاب بالاكتئاب، وأن الكآبة ضعف في الشخصية، وليست مرضاً نفسيا أو بيولوجياً، بينما ينظر العديد من الناس إلى الاكتئاب باعتباره مرضاً نفسياً, وهو أمر ما زال العديدون يعدونه عيباً, فالاكتئاب بالنسبة للرجل عيب مضاعف، إذ إنه خلل نفسي من ناحية، ودليل على رجولة غير مكتملة من ناحية أخرى.

دور الزوجة

أن الرجل يستجيب للعلاج الدوائي بسرعة أكبر من المرأة، مع أن إصابات الرجال أصعب من إصابات النساء، غير أن المرأة غالباً ما تتفوق على الرجل من حيث المواجهة المناعية للمرض، وتتعزز قدرات المرأة في تلك المواجهة إذا ما وجدت مساندة نفسية أو إرشادية من قبل شخص متخصص، وفي المقابل فإن المساندة النفسية تتأخر في إحداث التأثير المناسب لدى الرجل، والسبب يكمن في أسلوب الرجال في التعافى من المرض، فهم يكبتون مشاعرهم ويحبسونها في داخلهم إلى أن تتراكم وتتسبب فيما يشبه الانفجار .

وتابعت أن بإمكان الزوجة أن تستجمع كل طاقتها وذكائها لاستدراجه لكي يتكلم، وكلما تكلم الرجل يصبح أقل احتقاناً وأقل عرضة لتطور الحالة، وإذا ما فشلت الزوجة في ذلك فعليها أن تحفزه على زيارة أصدقائه أو دعوتهم إلى منزله،لأن العديد من الرجال يفضلون عدم الحديث عن مخاوفهم وأحاسيسهم إلا للمقربين من الأصدقاء، وربما تخفق المرأة في دفع زوجها للإفصاح عما يجيش في نفسه، وهنا عليها أن تبادر إلى الاتصال بطبيب نفسي لشرح الحالة، وقبل أن تفعل ذلك تقوم بتسجيل كل ملاحظاتها عن حالة زوجها، لتكون جاهزة عند كل سؤال عن حالته حتى تستطيع مساعدته.

عدد القراءات : 6495
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات