احدث الاخبار

من يحمى الشباب من الثقافات الوافدة من الغرب ؟؟

من يحمى الشباب من الثقافات الوافدة من الغرب ؟؟
اخبار السعيدة - القاهره - تحقيق – هناء سليمان بخيت         التاريخ : 02-05-2009

       استطاعت الثقافات الغربية الوافدة إلينا عبر العديد من القنوات أن ترسخ لدى شبابنا العديد من المصطلحات المتدنية والتي تهبط بمستوى الذوق العام، ونتيجة لعدم وجود حائط صد لمثل هذه الأشياء الدخيلة تمكنت أن تنجح وتتغلغل في أعماق المجتمع.

      تجد مثلا .. نفض ، كبر  دماغك ، وجمل مركبة أيضا مثل " طنش تعش تنتعش " وصبح تاتا 2 x 3 " ويلا بيرة بدلا من – بنا – واستيلا شوية _ بدلا من استنى شوية "" وغيرها من الألفاظ التى أصبحت تستخدم كمصطلحات خاصة في قاموس التعامل اليومي للشباب وكأنهم يريدون بذلك أن يصنعوا لأنفسهم عالم خاص يعيشون بداخله ، أو أنهم يرون في هذا الأمر تنوعا وتميزا عن غيرهم ساعد عليه البرامج التليفزيونية التي تحمل مسميات مقترنة بكلمة الشباب ،، مثل سينما الشباب ، اغانى الشباب ، نجم الشباب ، فأرادوا أن تكون لهم إضافة فابتدعوا " لغة الشباب ".

      هل الظروف الاقتصادية التي يمر بها المجتمع هي السبب فيما يحدث بعد أن أصبح كل شئ يؤخذ بنظام ال take away ، أم أن التنشئة الاجتماعية الخاطئة وغياب الرقابة داخل الأسرة والمدرسة وافتقاد عنصر التوجيه والإرشاد داخل دور العبادة كان سببا فيما وصل إليه الشباب .. كل هذه الأشياء نتعرف عليها في السطور القادمة من هذا التحقيق.


الشباب بين الرفض والقبول


       في البداية يقول هيثم كمال – طالب بجامعة جنوب الوادي المصرية – أن هذه اللغة التي يستخدمونها تعتبر سهلة وبسيطة وسريعة التداول بين الشباب وان الغالبية العظمى منهم أصبح يستخدمها لأنها تعبر بشكل أسرع وأوضح عن الرسالة التي يريد توصيلها للطرف الآخر.

    ويؤيده في الرأي محمد عبدالناصر _ طالب بكلية الآداب بقنا – قائلا أن الشباب أصبحوا الآن لا يستطيعون التخلى عن هذه المصطلحات لأنهم وجودا فيها حرية التعبير إلى جانب الخصوصية التي تكفل لهم توافر اللغة المستقلة بجيلهم.التي تجعلهم يستمتعون بأوقاتهم دون قيود في استكمال طبيعي لموضة الروشنة.

       في حين يقول محمد مساعد يوسف – طالب بمعهد السياحة والفنادق بقنا – أنه يرفض استخدام هذه المصطلحات بحكم المجتمع القروي الذي نشأ بداخله واعتاد على مراعاة تقاليده ، وأضاف أن الشباب يعيش مرحلة حرجة في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة والتهام غول البطالة لكل الخريجين ، فاستخدامهم لهذه المصطلحات يؤكد عدم اكتراث احدهم بالمستقبل والتخطيط للمرحلة القامة وأصبح كل همهم أن يعيشوا اللحظة ولسان حالهم يقول " بكرة تتعدل ".

      وترى هاجر على – طالبة بكلية العلوم بقنا – أن استخدام هذه المصطلحات إنما هو دليل على هبوط المستوى الثقافى للشباب الذين تخلوا عن مبادئهم وعاداتهم في سبيل مسايرة العصر وتعتبر أن هذا خضوع وقبول أعمى لثقافات من المؤكد أن تهدد المجتمع .


دور الثورة المعلوماتية


      وتقول الدكتورة سلوى المهدي – أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بقنا بمصر  –أن سبب ظهور هذه المصطلحات هو إحساس الشباب باللامبالاة وتصرفاتهم الغير مسئولة وهذه المصطلحات الغربية هي نوع من التلوث السمعي التي تقع على آذان الناس وكأنها لغز بينهم وإذا كان الشباب يعتبرون هذا نوعا من التميز والتفرد ، فانا أقول لهم أنها ليست كذلك لان التميز لا يكون إلا في الشئ الصالح وإلا فإننا بذلك نحكم على السارق بالتميز لأنه تميز في السرقة ولم يعرفه احد وكذلك القاتل الذي يفسد في المجتمع ، وإذا رجعنا إلى من يلقى عليه العبء فإننا نجد أولياء الأمور في المقدمة ثم القائمين على التنشئة الاجتماعية ، لذا فان الحل يتمثل في تضافر الجهود مع القائمين على رعاية الشباب داخل الجامعات والاخصائى الاجتماعي داخل المدرسة هذا لان التعليم في الصغر كالنقش على الحجر. ويجب إلا ننسى دور العبادة من مساجد وكنائس حيث أن عليم الدور الأكبر في التوعية والإرشاد.

      ويشير الدكتور على الدين عبدالبديع القصبى ـ المدرس بقسم الاجتماع بكلية الآداب بقنا – إلى أنه مع عصر الثورة المعلوماتية أصبح لكل عصر لغته الخاصة به ، ومن ثم فهناك لغة مستحدثة أوجدها تفاعلنا اليومي مع الانترنت ، فانتشرت المفاهيم والمصطلحات الوافدة نتيجة لهذا التفاعل الحياتي بين الإنسان وبين المنظومة التكنولوجية ومن هنا أضحت اللغة التي يستخدمها الشباب هي اللغة المتبعة في حياتهم يتناولونها فيما بينهم مثل " هاى "و" كبر " وغيرها من الكلمات ولان لغة الChat فرضها الشباب على الواقع رغم أنها لغة موقف افتراضي  ، إلا أنها أصبحت الآن كلغة موقف واقعي ولان الشباب فئة عمرية هامة تمتاز بالتجديد والإثارة ، ظنوا أن هذه اللغة تساعدهم على إثبات ذاتهم فتمسكوا بها دون النظر إلى عاداتهم وتقاليد وتعاليم دينهم. مستغلين عدم مقدرة أسرهم على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والتعامل مع الانترنت الذي يعد أكبر ناقل لمثل هذه المصطلحات.


تحول المجتمع المصرى من منتج إلى مستهلك


      وعن رأى الإعلام يقول الدكتور عيسى عبدالباقى موسى – مدرس الإعلام السياسى والرأي العام بكلية الآداب بقنا – أن الأساليب اللغوية الجديدة التي طرأت على الشباب ترجع إلى تأثير العولمة وتحويل المجتمع المصرى من مجتمع منتج إلى مجتمع مستهلك بما فيها الثقافة ، فمشكلة الانترنت رغم المزايا العديدة التي يتمتع بها إلا إننا كمجتمع عربي كنا مجرد متلقيين فقط ، لان السمات والوظائف للوسيلة الجديدة لم تتبلور بعد فأصبحنا عبارة عن متلقي سلبي ولعل ذلك يعود إلى عاملين أساسين أولهما انحطاط في لغة الحوار كاستخدام لغة حوارية جديدة غير مفهومة .

      وثاني هذه العناصر – والحديث للدكتور عيسى – تجده متمثلا في الإعلام العربي ، فالدراما العربية والتي يجب أن يكون هدفها الاساسى تدعيم الثقافة العربية أصبح الآن هدفها ظهور الاغانى الهابطة ذات اللغة المتدنية.

       ويذهب الدكتور عيسى إلى أن هنالك أسباب أخرى أدت إلى ظهور مشكلة استخدام المصطلحات الهابطة لدى جيل الشباب أهمها غياب القيم الأساسية والتفكك الأسرى وغياب الأسر الجامعية وعدم الانتماء والولاء أيضا وعزوف الشباب عن المشاركات المجتمعية والسياسية ، هذا بالإضافة إلى دور الأسرة باعتبارها الشريك الاساسى لحل المشكلة وهى صاحب المصلحة الأول في الحفاظ على مستوى أبنائها ، ولكي نستطيع حماية المجتمع من تفشى هذه المصطلحات لابد من أن يكون هناك دور قوى وواضح لدور العبادة ولكافة وسائل الإعلام بكافة أشكالها من صحافة وإذاعة وتليفزيون لدعوة الشباب بالتمسك بالأصالة والعادات والتقاليد السليمة وان يتخلوا جانبا عن ثقافة التطبع مع الموضة.

عدد القراءات : 5352
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
اسراء
بالنسبه للعولمه فهى نوع من فرض ثقافه معينه على المجتمع بهدف تضليل الحقائق وتزيف التاريخ اما الانترنت فهو وسيله تكنولوجيه حديثه كباقى الوسائل لها مزاياها وعيوبها