احدث الاخبار

اليمن مقر للبنتاجون الإسلامي (مجمع القيادات العرضي بصنعاء حاليا ) ايام الخلافة العثمانية

   اليمن مقر للبنتاجون الإسلامي (مجمع القيادات العرضي بصنعاء حاليا ) ايام الخلافة العثمانية
اخبار السعيدة - صنعاء - خاص/ يحيى الضيقي         التاريخ : 29-04-2009

نظام مالي وبنكي متطور وصحيفة صنعاء من اقدم الصحف في المنطقة الباحث / علي جارالله الذيب يؤكد أن الوجود العثماني في اليمن في مرحلتيه الأولى والثانية كان وجود تنوير وإحداث نقلات نوعية وإضافات إثرائية لحضارة اليمن وإعادته إلى عهود ازدهاره بما أقاموه من شواهد دالة على صحة زعمنا هذا. جاء ذلك في محاضره ألقاها بمنتدى مركز منارات التاريخي بعنوان (شواهد وثائقية مصورة على النهضة اليمنية في العهد العثماني)

 وأضاف الذيب مستعرضا صورا من هذه الشواهد التاريخية والتي تعرض لأول مره توضح فيها أهم الأعمال والإصلاحات التي قامت بها الخلافة الإسلامية العثمانية في اليمن ومنها دحر العدوان والطامعين عن اليمن حيث هبت لنجدة اليمن وحماية المقدسات الإسلامية عندما تعرض للغزو الأجنبي الصليبي الأوروبي سواء على أيدي البرتغالي أو الإنجليز أو غيرهم في القرن السادس عشر أو التاسع عشر وكيف أن الفضل يعود إليهم بعد الله في منع أولئك الغزاة من تحقيق أهدافهم وإذلال اليمن ونهب خيراته بل حتى وتغيير هويته وعقيدته ولولا أن سخر الله لنا وللمسلمين هذه الدولة المجاهدة لكنا قد أصبحنا نصارى منذ خمسمائة عام كما فعلوا بشعوب أخرى غيرنا في أقاصي أسيا وأفريقيا ولو لم يحقق لنا العثمانيون إلا هذا الهدف وهو صد العدوان عنا وعن مقدساتنا لكان ذلك أدعى أن ندين لهم بالولاء وحسن الثناء كيف وقد حققوا لنا إنجازات ومكاسب حضارية في جميع مجالات الحياة المدنية والعسكرية المختلفة.

مضيفا بقولة : قامت دولة الخلافة قد قامت بحماية ثغور اليمن وتحصين مدنها الساحلية والداخلية وكذا تحصين وحماية الجزر اليمنية المختلفة وأقامت في كل مكان منها المنشآت العسكرية الضخمة وأن الزائر المتأمل بتلك الأثار المتبقية إلى اليوم تشهد بعظمة وقوة و إخلاص تلك الدولة لليمن.

مشيرا إلى أن  أخلاص الخلافة العثمانية لليمن كما لغيره من الشعوب العربية والإسلامية الأخرى ونذكر منها على تلك التحصينات العظيمة الموجودة في المدن الساحلية وجزر البحرين العربي والأحمر أمثال الأسوار والقلاع الضخمة في مدينة عدن وباب المندب والمخا وزبيد والحديدة وكمران واللحية وميدي وعسير وكافة المدن الساحلية والجبلية والتي لا تخلوا مدينة أو منطقة هامة في طول اليمن وعرض إلا وبها منشأة أو أكثر أنشأتها أو جددتها دولة الخلافة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.

موضحا حقائق تناسها الإنسان اليمني  حول حقيقة المباني التي ما زالت موجودة حتى الان او التي اندثرت ولم يتبقى لها غير بقايا شواهد تدل عليها .

ومن هذه الشواهد  (العرضي/مجمع الدفاع) تلك المنشآت العظيمة الموجودة داخل مدينة صنعاء وعلى رأسها ما كان يعرف بالعرضي المسمى حالياً مجمع الدفاع الكائن أمام السور الجنوبي لمدينة صنعاء بباب اليمن الذي كان مقراً للقيادة العسكرية في الجزيرة العربية، كما كان مقراً للجيش العثماني السابع الموجود في اليمن.

كما استعرض الباحث دور الخلافة العثمانية في توحيد اليمن كاملا تحت قيادة موحده بعد ان كانت كانت مبعثرة ومجزئة بين الأئمة والمشيخات المختلفة والتي جعلت منه كيانات هزيلة متناحرة فيما بينها وتعمل كلاً منها على إباحة دماء بعضها البعض وأزهقت في سبيل ذلك دماء اليمنيين واستبيحت أموالهم وأعراضهم، فهيأ الله هذه الدولة التي بسطت العدل والآمان عدا بعض الأوقات النادرة التي كانت تحدث فيها بعض الحوادث لذلك من قبل الأئمة المتنافسين وغيرهم.

وأشاد الباحث الذيب: بالنهضة  الحديثة في اليمن والتي تميز بها العصر العثماني الذي يعتبر عصر النهضة في اليمن في جميع المجالات والتي لا تزال شواهدها بادية للعيان إلى يومنا هذا دالة على ما شهدته اليمن من تقدم ورقي ونهوض شامل في حين كانت معظم دول الغرب تعيش في دياجير الظلام،

حيث تركوا بصمات واضحة في المجال التشريعي والانتخابي ونتج عنها مجالس البلدية لإدارة شئون المدن وتنظيمها وتخطيطها و مجالس الإدارة في المحافظات: وتختص بإدارة شئون المحافظة والمجلس العمومي للولاية ومقره العاصمة صنعاء  وكان الأعضاء ينتخبون كل أربع سنوات بالانتخاب الحر المباشر كما كان لهذا المجلس عدا سلطاته الواسعة ميزانية خاصة لها أبواب في الانفاق ذات بنود محددة كما كانت له إدارة نشيطة وسكرتارية عاملة طيلة السنة الحكومية.

بينما المجلس الأعلى مقره  في( اسلامبول , اسطنبول ) المسمى (بمجلس المبعوثان)

وفي مجال النهضه الصناعية قال الباحث : شهدت اليمن في عصر الخلافة الإسلامية العثمانية نهضة صناعية كبرى في جميع المجالات ووجدت العديد من المصانع التي كانت تعمل بالطاقة الكهربائية (تعمل بالفحم الحجري) ووجدت في تلك المصانع أحدث المعدات والمكائن الضخمة التي لا تزال بعضها موجودة إلى اليوم في أماكن تلك المصانع وبعضها الأخر تم نقله حالياً إلى المتحف الحربي بصنعاء عام 2007م(نأمل أن تعود إلى مكانها ويصبح متحفاً للصناعات الإسلامية اليمنية الثقيلة ).
ومما يؤسف له أن تلك النهضة الصناعية العملاقة قد توقفت كاملة في العشرينات من القرن العشرين في بداية حكم الإمام يحيى 1918م ولذلك اعتبرت العشرينات من القرن العشرين هي نهاية عصر النهضة العثمانية في اليمن .

وذكر الباحث من هذه المصانع مصنع الحديد والصلب الإسلامي بصنعاء لصهر الحديد والنحاس وصناعة المعدات الثقيلة والخفيفة المختلفة، ومنها صناعة العربات ووسائل النقل المختلفة
المصنع الحربي الإسلامي بصنعاء لصناعة الأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة وصناعة الذخيرة، حيث كان إنتاج المصنع من الذخيرة في اليوم من سبعة إلى عشرة ألف طلقة بندقية ومدفعية و‌ مصنع قطع الغيار بصنعاء  لصناعة جميع قطع الغيار للمعدات المختلفة مدينة وعسكرية) و مصانع الغزل والنسيج الكهربائية
بالاضافه إلى صناعة الزجاج والرخام والطواحين الهوائية والبخارية والتي تجر بالحيوانات بالإضافة إلى مصانع وورش نجارة مختلفة  وغيرها من الصناعات المختلفة الأغراض.

وحول النهضة في مجال المواصلات قال الباحث : لقد عرفت اليمن القطارات والسكك الحديدية منذ بداية القرن العشري، وكانت هذه المشاريع الإستراتيجية من أهم ما حققته الخلافة الإسلامية العثمانية خصوصاً في عهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله والذي كان يهدف إلى ربط أجزاء الدولة العثمانية ببعضها البعض وتسهيل انتقال المسلمين لأداء فريضة الحج في الأماكن المقدسة بكل يسر وسهولة وقد اهتم السلطان عبد الحميد الثاني بخط تركيا الشام الحجازة اليمن وكذا كان الاهتمام بخطوط السكة الحديدية الداخلية مبتدئين بخط الحديدة – صنعاء لما لهذا الخط من أهمية كونه يربط العاصمة بالميناء الطبيعي لها. وقد سار أول قطار في اليمن سنة 1911م في حفل افتتاح مهيب حضرة الوالي وكبار رجال الولاية وجمع كبير من المواطنين باعتباره أول حدث تاريخي في حياة اليمن الاقتصادية والعمرانية وقد وصلت السكة الحديدي في خط الحديدة صنعاء إلى منطقة الحجيلة الكائنة جنوب مدينة مناخه باتجاه بلاد أنس وقد توقف العمل في المشروع بسبب قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وكان من نتائجها خروج العثمانيين من اليمن ولما ملكت الإمامة زمام الأمور بعد ذلك رفضت السماح للشركة الفرنسية المنفذة إكمال المشروع إلى صنعاء رغم استلامها للمبلغ كاملاً تمسكاً منها بسياسة العزلة فخسرت اليمن بذلك مشروعاً هاماً كان سيعود على البلاد بأرباح طائلة وخيرات كثيرة والذي كان يمثل شرياناً حيوياً يربط اليمن بغيره في العالم الخارجي وبعد خروج العثمانيين أمر الأمام يحيى باقتلاع ما تم إنشاءه من سكك حديدية في اليمن ولا تزال وثائق وصور ذلك المشروع في اليمن

بالإضافة إلى إنشاء الطرق والجسور المعلقة والفريدة بإبداعاتها الهندسية ومنها ذلك الجسر الحديدي العملاق الواقع في طريق حجة عبس في منطقة تسمى الطور والعجيب أن هذا الجسر بطول 42متر وعرض 4 أمتار ولا يوجد له أي عمود يحمله من الأسفل والذي تم صناعته وإنشاءه في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1903م ولا يزال موجود إلى اليوم داخل القرية القديمة.

وفي الجانب العسكري تطرق الباحث إلى أن النهضة في المجال العسكري قامت ببناء جيش إسلامي حديث على أعلى المستويات مسلحاً بأحدث الأسلحة المتطورة في عصره و إنشاء مباني ضخمة للجيوش وعمارة الحصون والقلاع في الجبال الشاهقة.


وحول  النهضة في المجال التعليمي والتربوي يقول الباحث : التعليم بمختلف فروعه وتخصصاته كان مجاناً وعلى نفقة الدولة ممثلا في: إنشاء المدارس والجامعات ومنها:-
المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية.المدارس الفنية.المدارس الصحية.المدارس الصناعية.المدارس العسكرية.التعليم الجامعي وتخصصاته.الكليات الصناعية. ( كان باليمن خمس كليات صناعية، تتبع الجامعة الصناعية بصنعاء حالياً "المتحف الحربي")، تحولت في العهد الإمام يحيى إلى سجن عُرف بسجن (الصنائع).
الكليات العليا للمعلمين لتخريج كبار المعلمين ، ومنها دار المعلمين العليا بصنعاء ( مقرها حاليا مبنى السينما الأهلية )، هُدمت في بداية حُكم الإمام يحيى عام 1918م ( بحجة أنها كانت تدرس الفقه السني كما يذكر ذلك البردوني – مجلة الإكليل 1983م) و الكليات العليا للإداريين والمحاسبين(موقعها حاليا في حي خضير صنعاء القديمة وهبها الإمام يحيى لأحد أصهاره) وكلية البنات، ويقع مبناها في ميدان التحرير (هيئة مكافحة الفساد) و الكليات الشرعية( في أماكن ومدن مختلفة ) والكليات الحربية، (ضمن مباني العرضي/مجمع الدفاع) كان كل ذلك موجوداً لكن مما يؤسف له أنها أغلقت جميعها في بداية عهد الإمام يحيى عام 1918م بعد نهاية العهد العثماني .

كما تطرق الباحث إلى النهضة في المجال المالي والمحاسبي حيث كان هناك نظام تجارة وبنوك  لإصدار عملات إسلامية ذهبية وورقية بديعة  في التصميم كما أوجدت نظام شيكات نقدية لا يستطيع احد تزويرها بالإضافة إلى السندات المالية .

وحول النهضه في المجال الطبي يضيف الباحث الذيب :إنشاء مدارس الطب والشئون الصحية و إنشاء المستشفيات الحديثة المدنية والعسكرية.
 والمؤسف أنها (تعطلت في العهد ألإمامي وتحولت معظم المباني والمنشئات إلى إسطبلات للخيول ومباني سكنية ومنها على سبيل المثال مبني دار السعادة (المتحف الوطني بصنعاء)) أيضا تم تصنيع الدواء وتأهيل الأطباء والصيادلة المتخصصين  وتوزيع الأدوية مجانا.

أما في المجال الإعلامي دخلت  المطابع إلى اليمن عام 1872م، ويعتبر إنجازاً غير مسبوق في تاريخ المنطقة، ويمكننا اعتبار ذلك العام عام الطباعة في اليمن، كما شهدت المرحلة إنجازات تشريعية في هذا المجال منها:
إصدار قانون للصحافة في القرن التاسع عشر الميلادي و إصدار قانون للطباعة في القرن التاسع عشر الميلادي و طباعة الصحف والجرائد في القرن التاسع عشر الميلادي.
كما عرفت اليمن الصحف والجرائد منذ ذلك التاريخ ومنها صحيفة اليمن الصادرة عام 1872م وصحيفة صنعاء الصادرة عام 1876م وقد استمرت تلك الصحف في الصدور إلى بداية القرن العشرين الميلادي وحين تولى الإمام يحيى الحكم عام 1918م أمر بإغلاقها وتوقيفها كغيرها من مجالات النهضة الأخرى.

وحول النهضة في المجال القضائي يقول الباحث : شهدت اليمن نهضة كبيرة في المجال الشرعي، والقضائي
حيث تم إنشاء المحاكم الشرعية و إنشاء المحاكم التجارية والأهلية و  إنشاء المحاكم السيارة (المتنقلة).
حيث قامت دولة الخلافة بنشر العدل بين المواطنين وتعيين محاكم سيارة متنقلة على حساب الدولة للتنقل بين القرى والأرياف تيسيراً لحل قضايا المواطنين الذين لا يستطيعون الوصول إل مركز الولايات.

هذا واختتم الباحث محاضرته بالحديث عن النهضة في المجال العمراني والإنشائي حيث شهدت اليمن حركة عمرانية متطورة ووفق أسس هندسية غاية في الإبداع والفنون المعمارية في صدارتها الآتي:
تخطيط المدن وإنشاء أحياء حديثة في المدن الرئيسية (كحي بير العزب في صنعاء) وبناء الأبواب الضخمة للمدن (كباب اليمن في صنعاء وغيرها) وإنشاء وتجديد أسوار المدن اليمنية المختلفة و إنشاء القصور والدور الحكومية و إنشاء الخانات السلطانية لإيواء المسافرين والتي هي عبارة عن دور للضيافة الإسلامية وتقدم خدماتها لنزلائها على نفقة دولة الخلافة، وتحولت في عهد الأئمة إلى مخازن للتجار وغُير اسمها من الخانات السلطانية إلى سماسر ومفهوم في عرف اليمنيين أن السماسر هي الأماكن المخصصة للبهائم والحيوانات الأخرى و إنشاء الأسواق التجارية الحديثة: (كسوق الملُح، المليح بصنعاء)  و بناء المساجد والقباب الضخمة. (كجامع قبة البكيرية بصنعاء، وغيره)  والتي تم بناءها بإتقان كبير وتميز ملحوظ تأخذ بالألباب للناظرين إليها والمبنية بأحجار الحبش النادر والمنحوت يتخللها الرصاص والنحاس المطلي بالذهب وأجود أنواع الرخام والمرمر والمطعمة بأنياب الفيلة والمنقوشة بأجمل الزخارف والألوان المختلفة والمحتفظة ببهائها منذ قرابة خمسمائة عام إلى اليوم.

عدد القراءات : 11800
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
البدوي
شيء معاكم مهره شويه وباتقولا ان البيت الابيض موجود في حده الجديده
عبدالمجيد عبدالله عبده
اريد ان اتعلم سواقه جريدل
علا على فهمى
أنا علا على من مصر وبشكركم على مجهودكم الرائع وهذه المعلومات المفيدة التى كنت أحتاجها فى مشروع التخرج من كلية الأثار الإسلامية وجزاكم الله كل خير وتحية وتقدير لليمن بحضارتها وأثارهاا العريقة
د ناجي ثوابة
شي مؤلم أن نرى تاريخ التطور والحضارة قديما وقد حطت رحالها في اليمن، وباشرت نشاطها في كل مجالات الحياة، والمحزن عندما نلاحظ بأن كل ذلك قدأختفى، بل والمحزن أكثر أننا لم نرحم تاريخنا فعمدنا الى طمسه بكل
محمد الحسيني
الحمدلله ان الامه الان تفيق من حاله السكر والغباء الذي دخلت فيه واتمنا ان يلاحظ العقلاء المؤمنين ما يتم تدريس الطلبه الان في المدارس من دوله الخلافه الاسلاميه ما هي الا احتلال تركي وان بريطانياحررتنا
م مجدي العبسي
رعاك الله يا شيخ علي لازم لك توثيق بكل محاضره تاريخيه