احدث الاخبار

هذه الدنيا ارفع راسك !.

هذه الدنيا ارفع راسك !.
اخبار السعيدة - بقلم - عز الدين سعيد أحمد         التاريخ : 27-04-2009

دائماً ما اسأل نفسي لماذا يسير المواطن العربي وهو رافع رأسه في الشارع ؟! متخبطا ومتلفتا وهو ينظر إلى السماء كمن يبحث عن شيء ضاع منه ولا يركز في سيره على النظر الطبيعي ؟؟؟
 والأسوأ انك تجده ينظر في الفراغ كمدمن حقيقي أو كمن اجبر على متابعة خطابات القمة العربية أو تعرض لأختبارات الفيزياء في الثانوية!!؟ ( وأنا دائما ما أوقن أن طريقة دروس الفيزياء وخطب الساسة العرب هما سبب حالة الشرود والتبلد التي أصيب بها معظم أبناء جيلنا والجيل الصاعد أيضا! )
 ووجدت أن هناك تبريرات عديدة، وحسب كل بلد عربي وخصوصياته الثقافية والسياسية والمسألة تبدأ من الشعار العربي الشهير للزعيم الراحل جمال عبد الناصر
 عندما أطلق شعار "ارفع راسك يا أخي العربي" وكان ناصر يريد أن يؤكد على أن عصر الذل انتهى وربما أن الهدف الآخر هو انه كان يريد أن يرفع المواطن العربي رأسه ليرى منظر مغادرة جيوش الاستعمار وان لا تفوته هذه اللقطة!
ولكن للأسف خرج الاستعمار ليعود فقط !
وشاهدنا عودته ولم نر مغادرته !
واستمر المواطن العربي يسير وهو رافع رأسه ولكن لأسباب أخرى الآن أهمها انه دائماً ما يبحث عن حل من السماء لنجدته لأنه يدرك أن لا فائدة ترجى من أهل الأرض؟!
 والسبب الأخر هو انه يبحث عن الكرامة المزعومة التي قيل له ذات يوم انك تسير وكرامتك مرفوعة فوق في العالي فهو "رافع رأسه يبحث عنها"؟!
 وسبب ثالث يقول انه يعمل على تطبيق المثل.. يا فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار فهو يبحث عن الغراب المزعوم وهذا يبرر أيضا وجود غربانا كثيرة في سماءنا العربية ومجالسنا النيابية والحكومية !!
 وسبب رابع أن كل بلد له خصوصياته فالمواطن اليمني مثلا يرفع رأسه وهو يسير ليرى "المنجزات" المتمثلة في بناء "الفلل" للمسئولين على المرتفعات ؟!
وأيضا لأنه يرى على الأرض ما يسد النفس من حالة مزرية للشوارع والنظافة ويبقى الحل هو في أن يرفع رأسه وهو يسير، ثم انه اذا وقع في أي حفره فذلك أحسن من حسرة النظر إلى الفلل الضخمة !
 أما في القاهرة فان المواطن يسير وهو رافع رأسه بالشارع لأنه يتابع رقم الباص الذي يطارده ليلحق به وفي دمشق او بغداد .. ليرى الصور الضخمة واللافتات!
 وفي بيروت لمتابعة صور الزعماء والشعارات وتحديد المنطقة التي يمر بها ليعرف أين هو الان ولمن يتبع من الزعماء ولأي حزب ؟ حيث أن كل جزء في بيروت يحكم من "جهة محدده ولابد ان يحذر قبل أن يقع في المحضور"!!
 وفي معظم دول الخليج، فان متابعة لوحات الطرق هامه.. من اجل التفحيط! وعلى العموم فان أجمل تعليق يمكن أن يوحد جميع المواطنين العرب أنهم يرفعون رؤؤسهم وهم يسيرون باستمرار فقط ليتدربوا على حبل المشنقة المنتظر مع ترديد الدعاء المستجاب !
 ابتداء من يا مغيث أغثنا إلى أننا نشكو إليك ضعف حيلتنا وزيادة قهرنا يا رب!!

عدد القراءات : 2729
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
حائر من عروبتنا
ما شاء الله يا أستاذ عز الدين والله حللتها هذا وضع العرب مكانهم معننيين للسماء وواقعهم حبل المشنقه ارحم منه