احدث الاخبار

عم موسى وحكايته مع البورصة

عم موسى وحكايته مع البورصة
اخبار السعيدة - القاهرة (مصر) - أمل العجل         التاريخ : 02-06-2010

حالتنا اليوم فريدة من نوعها تعتمد على الحس الفنى و حب المهنة هى حرفة على الرغم من بساطتها الا انه لايستطيع العمل بها الا من يملك احساسا عالى وتذوق هذه الحرفة هى حرفة تشرح حضارات التاريخ وتنقش على الواح صلبة رموز الفراعنة والرومان التى من خلالها نستطيع التعرف على هويتهم ومدى احترامهم للوقت والعمل والنظام والدين ونكشف بها ايضا عن مدى تعاطفهم مع الحيوان وادراكهم بما لديهم من كنوز وقوة جعلتهم يتركوا لنا ما نتفاخر به امام العالم كله من اهرامات ومتاحف ومعابد ومن هنا توارثنا هذه الحرف وهى النحت والنقش عالمعادن

     عم موسى اثناء عمله

حالتنا اليوم هى حرفة يكشف اسرارها عم موسى السيد يبلغ من العمر 60عاما من مواليد القاهرة خان الخليلى يعمل بهذه المهنة من 54 عاما ا تعلم هذه المهنة واتقنها بحارة اليهود انتقل من مكان لآخر ولم يستطع التخلى عن حرفته وذلك يرجع لاسباب منها انه لم يحصل على شهادات طوال حياته ولم يتعلم غيرها كما انه خرج الى الدنيا وجد ترحاب من هذه الحرفة فاعجب بها واتقنها حتى ان صارت جزء من حياته انتقل عم موسى من القاهرة وخان الخليلى الى البحر وعمل ببزار هناك وكان عم موسى هو علامة الجودة لهذا البزار(الغردقة)  الاحمر

عم موسى وابداعات رائعه

حيث ان السائحون يبهرون دائما بالصناعات اليدوية وخصوصا اذا كانت تصنع امام اعينهم لما يضفى عليها لون من المصدقية والاصالة

كلمنا ياعم موسى عن مهنتك ولا اقول حرفتك ؟

والله مش هاتفرق كتير لانه زمان وانا فى حارة اليهود وخان الخليلى كانت دى المهنة الاولى هناك ويا بخته اللى يتعلمها  انما حاليا مش مطلوبة ونادرة جدا وكمان العرب زمان صنعوها على الطريقة الاسلامية

وكان اسمها النقش عالحجر انما حاليا اسمها النقش عالمعادن عالرغم ان فى المتاحف فى كتير من المعادن المنقوشة

كل اللى بيستخدمه عم موسى فى مهنته منجاة حديد صلب مايه برجل وبس  وبيوصله الشغل خام على هيئة سبك له ارانيك وبعدين  يبتدى فى التصميم ويلونه بالوان الورنيش والسيراميك

عم موسى رجل فقير لكنه غنى بحرفته التى كادت على الانقراض فى المجتمع المصرى وكافة المجتمعات الاخرى لكثرة الاعتماد على المنتجات الصناعية. والغريب ان عم موسى من خلال حرفته يستطيع ان يعرف كل مايدور فى المجتمع من اخبار اقتصادية

 يقول عم موسى ان مهنة السائح بتكون على قدها وبيضارب فى البورصة علشان فلوسه تزيد وممكن يشهر افلاسه بعد ضرب البورصة ومش معقول يشترى اكتر من حاجة واحدة بيكون تمنها رخيص كرمز من رموز اهتمامتهم فى بلده مثل الحيوان والقطة بالخصوص عند الروسيين لانهم بيدربوا الحيوان. اما الالمان نعملهم وجه ونقطعه ويضعوا فى نصف الوجه شمعة وتنور وخصوصا فى شهر عشرة  وده طبعا لانه الناس دى لها عقائد زيينا .

الاستاذ سيد ابو الحمد خريج سياحة وفنادق وصاحب البزار اللى بيعمل به عم موسى  .حينما سالته عن سبب وجود عم موسى وليه مش موجود فى كل البزارات واحد مثله اجابنى  ان وجود عم موسى بيفرق لان الزبون لازم يشوف بعينه ان الشغل يدوى ويشعر انه فن  متقن .

وبعدين الصين لم تترك شىء الا وفعلته فمن السهل الوصول لهذه الاعمال من الخارج .

وهى دى حكايتنا مع عم موسى وكلامه عن البورصة.

وهنا نرى مدى اهمية التمسك بما لدينا من حرف مهما كانت الظروف قاسية وان الحرفة هى تاج المجتمع مهما كانت بساطتها

 فهى تدون التاريخ وتظهر الحاضر وتبنى المستقبل

  فلابد ان نشكل حافزا ودافعا قويا لبذل المزيد من الجهد للحفاظ على هذا الجانب التراثى وحمايته ليكون حاضر فى

اذهان الاجيال الشابة.

الى اللقاء مع حالة جديدة ان شاءالله 

عدد القراءات : 5412
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
محمود مغربى
مساء جميل تحية للقائمين على هذا الموقع المتميز وتحية للصحفية امل العجل .. التى قدمت لنا صورة مضية لفنان مصرى العم موسى وننتظر الكثير من الوجوه المبدعة.. تحياتى http://mahmoudmagraby.blogspot.com/2010/06/blog-post.html
عمرو فهمي
موضوع جميل وشيق شكرا للمحررة وشكرا لإدارة الموقع وأتمنى عدم انقراض تلك الحرف التى من شأنها رفع الذوق العام
اشرف عبد المطلب
برافو يا امل وفى تقدم مستمر باذن الله