احدث الاخبار

ثلا ...مدينة تتحدث عدة لغات

ثلا ...مدينة تتحدث عدة لغات
اخبار السعيدة - صنعاء (اليمن) - عبد الرحمن مطهر         التاريخ : 08-05-2010

تعتبر مدينة ثلا من أبرز المتنفسات السياحية للعاصمة صنعاء حيث تبعد عن العاصمة بحوالي  45 كيلومتر عن العاصمة صنعاء  فقط من جهة شمال غرب ،كما ترتفع عن سطح البحر بحوالي 2600م تقريبا وهي من مديريات محافظة عمران  حيث تمتاز هذه المدينة التاريخية والسياحية بمعالمها الاثرية والتاريخية والتي ما زالت شاهدة على تاريخ وحضارة الإنسان اليمني في العصور التاريخية لاسيما في في عصر الحضارة الاسلامية ،وتتحدث كتب التاريخ خاصة كتاب الإكليل للهمداني بأن المدينة تنسب إلى ثلا بن الباخة بن اقيان بن حمير الأصغر سهل بن كعب بن زيد بن سهل بن عمر بن قيس بن معاوية بن حشم بن عبد مشي بن وائل بن الغوثبن حيدان بن فطن بن غريب نب زهير بن أبية – ايمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن ارفحشد بن سام بن نوح بن الملك بن متوشلخ بن اخنوح بن اليادد بن مهلائيل بن فبنان بن انوس بن ادم.

وثلا بضم الثاء المثلثه وفتح اللام ألف بعدها همزة احد أبناء الباخة بن اقبان الستة الذين هم يوعس وحصص وزغبات وحبابة وصيعان ونسب اقبان مخلاف اقبان والذي يسمى تارة مخلاف شبام وتارة أخرى مخلاف حمير وقد اختط ثلاء بن الباخة المدينة قبل أكثر من ألفي عام وكانت تسمى قبل ذلك بقرية الطلح وكما تحدثنا أن ثلا تمتاز بالعديد من المعالم التاريخية والحضارية لعل أهمها:.

حصن ثلا :

وهو قلعة أثرية موغلة في القدم ويجسد ذلك قوة وعظمة الإنسان الذي قهر الطبيعة وسخرها وجعلها طيعة له تشعر بذلك وأنت تقف على تلك المعالم الأثرية والتاريخية من بقايا القصور والبرك وأبراج الحراسة وأسوار التحصينات والمقابر الصخرية ومدافن الحبوب المنقورة في الصخور والأراضي الزراعية وبوابتي الحصن العجيبتين وكذلك توفر المرافق الهامة 0

هو حصن حصين مهيب جعل من المدينة ملاذا أمنا لكل هارب أو متحصن أو معارض أو داعية في مختلف المراحل التاريخية حيث تكسرت أمامه كل وسائل الهجوم كما أنة كان مقرا للعديد من العلماء والدعاة وللائمة وللأمراء ونسجت حول الحصن العديد من القصص والأساطير لذوي البطولات والمعارك واشهر تلك المعارك ما دار بين الإمام المطهر والأتراك حيث توجد بأعلى الحصن نقوش حميرية سبئية كما يوجد به مسجدان تولى بناء أحدهما الأمام عبد الله بن حمزة أما الأخير والموجود بعرض الحصن فقد بناه محسن الزلب .

كما توجد بسطحه بركتان مقضضتان محفورتان في الصخر هما بركة المباح وبركة جعران كما توجد برك أخرى محفورة في الصخر والكثير من المدافن والمنازل والمقابر المحفورة في الصخر أو المبنية بالحجارة خلال دولة الحسين بن القاسم العياني ويقدر ذلك في ما بين 375هـ-450هـ تم العمل على ترميم وتوسيع مدرج الحصن وبوابتيه وأسواره وعد من المباني والأبراج كذلك كان الأمام المطهر بن شرف الدين له دور في ترميم وتجديد البناء في الحصن

سور المدينة :

تتميز ثلا بان لها سورا عظيما مهيبا منيعا حصينا تمتد جذوره عبر التاريخ إلى العهد الحميري بحسب ما تذكر بعض المصادر الحديثة .

ويمتاز السور ببنائه بالأحجار الكبيرة وقد امتد البناء في السور عبر الزمن منذ القدم إلى عهد الإمام المطهر وقد استمر الترميم فيه وبدون انقطاع ، كما كان يوجد بالسور ممر للخيالة أثناء نوبة الحراسة لم يسلم هذا السور من الخراب أما بقوة سيول الأمطار أو ضربات الغزاة ويحتاج السور بابراجه وابوابه إلى إعادة ترميم يعيد له مجدة وشموخة العظيم .

ويذكر أن السور بني علي مراحل الأولى بناء الجزء الواقع شمالا باب المباح والمسافة 250 من الباب جهة الجنوب وهذا الجزء يظهر أنة بني بنفس فترة وزمن سور شبام والذي بني في عهد الدولة الحميرية والثاني الجزء الواقع من بعد المسافة السابقة وحتى النوبة البرج شرق مسجد بنهان وقد تم بناء هذا الجزء خلال القرن السابع الهجري أو أوائل القرن الثامن إذ الملاحظ إن بناء المسجد المذكور أقدم من بناء هذه المرحلة من السور .

وفي المرحلة الثالثة: بني الجزء الواقع من بعد البرج المذكور سابقا وحتى باب الهادي وقد تم بناء هذا الجزء خلال القرن الثامن .

وفي الرابعة بني الجزء المبتدئ من باب الهادي وحتى النهاية وقد تم بناء هذا الجزء بعد سنة 850هـ كما يذكر التاريخ إن الحسن بن إبراهيم العياني كان قد عمل في بناء هذا السور وذلك في أوائل القرن الخامس الهجري

 الجامع الكبير :

 أيضا من أهم معالم بالمدينة الجامع الكبير والذي يعود تاريخ إنشائه إلى فترة مبكرة من بداية العصر الإسلامي ويصعب تحديد تاريخه بشكل دقيق بسبب الإضافات والتجديدات التي تمت في البناء القديم حتى أنة لا يعرف أين يقع مكانة بالضبط فجدران الجامع ومنشآته أصبحت متداخلة ومختلطة إلى حد كبير ومن خلال الوصف المعماري للجامع سوف نحاول إن نوضح ذلك قدر الإمكان .

الجامع يقع على تل مرتفع في وسط المدينة ويتم الوصول آلية من خلال ممر صاعد حيث تطل واجهته الجنوبية على فناء واسع مكشوف وفي الناحية الغربية منه إيوان مستطيل الشكل

يفتح بعقدين نصف دائريين وعلى هذا الفناء زخرفة فتحية العقد الجنوبي بكتلة نباتية ضخمة على هيئة ورقة نباتية خماسية تعلوها فتحة مستديرة تكتنفها من الناحيتين حليات معمارية متدلية إلى الأسفل وأغلب الاحتمال إن هذا الإيوان كان يشكل في الأصل وحدة معمارية ضمن مساحة الجامع الرئيسية وربما كان يستخدم للتدريس في الجامع كما يزيد من أهمية هذا الإيوان بقاء بعض الأشرطة الكتابية الممتدة على جدرانه بخط النسخ في الجهات الغربية والجنوبية والشرقية وتشمل آية الكرسي والنص التأسيسي وبعض العبارات وأبيات من الشعر أما النص التأسيسي فبقى كالتالي وكان الفراغ من هذه العمارة المباركة في شهر ذي الحجة سنة سبع وتسعين وسبعمائة من الهجرة المباركة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم. .

تظل واجهة الجامع على الناحية الجنوبية من الفناء السابق ذكره وهي واجهة بسيطة خالية من العناصر الزخرفية تتوسطها فتحة المدخل المؤدية إلى لجامع على نفس محور المحراب تقريبا وإلى الغرب منها مدخل أخر تشكل عمارة الجامعة من الداخل خليطا من القديم والجديد كما سبق ذكره حيث تبدو الآثار المعمارية واضحة على أجزائه المعمارية بوصف عام الجامع على هيئة مستطيله الشكل تبلغ مساحته الداخلية من الشمال إلى الجنوب حوالي 560 مترا مربعا وتتكون من عشر بلاطات مقابلة لجدار القبلة يفصلها الإرهاب يشل حركة السياح:

كما أن مدينة ثلا التي تمتاز بأحيائها وأزقتها المرصوفة بالأحجار يعشقها العديد من السياح ومن مختلف الجنسيات وذلك لجمال طابعها المعماري والاستمتاع بمشاهدة معالمها التاريخية والحضارية وأيضا الاستمتاع بهوائها العليل البعيد عن التلوث البيئي ودخان المعامل الصناعية وما إلى ذلك ،كما أنها تطل على البساتين الفسيحة ذات الخضرة الدائمة ،لهذا لايمكن أن يأتي أي سائح أو زائر لزيارة العاصمة صنعاء ولا يقوم بزيارة مدينة ثلا،لهذا أمتهن العديد من سكانها حرفة الصناعات اليدوية والتحف التقليدية والمجسمات المعمارية والتي تستهوي السياح كصناعة العقيق وغيرها من الصناعات الحرفية التقليدية ،كما أن العديد من أطفال وفتيات المدينة يتحدثون العيد من اللغات الأجنبية من خلال مرافقتهم المستمرة للأفواج السياحية والتي كانت تصل الى حوالي أكثر من مائتين وخمسين سيارة في اليوم الواحد في العام 2006 وما قبله، غير أن العمليات الإرهابية التي شهدتها اليمن خلال السنوات القليلة الماضية أدت إلى تراجع معدل تدفق السياح إلى اليمن بشكل عام لذلك تأثرت مدينة ثلا كغيرها من المدن اليمنية من تلك العمليات الإرهابية إلي ينبذها الدين والمجتمع اليمني فتراجع عد السياح إلى سيارة أو سيارتين في اليوم الواحد، الأمر الذي أدى إلى إغلاق العديد من محلات بيع التحف والمصنوعات الحرفية أبوابها كما أن فندقها خال تماما من أي سائح مما أثر بشكل كبير على حياة ومعيشة سكان هذه المدينة الحضارية. 

عدد القراءات : 15432
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
اكرم طامش
نشكركم على اهتمامكم بتاريخ هذةالمدينةالتي هيازهرةمدائن اليمن وتوظيحكم الكبيرالذي شمل كل شي وملاحظتي لوتترجم باالغةالانجليزية