احدث الاخبار

قصة قصيرة .. .. .. رحيل

قصة قصيرة .. .. .. رحيل
اخبار السعيدة - قنا - بقلم / دعاء عبد الكريم         التاريخ : 05-04-2009

كانت عيادة الطبيب في هذه الليلة مزدحمة بالمرضي.. رائحة العقاقير تملأ المكان.. أشعر باختناق لا أستطيع الإنتظار.. بعض الرجال يطفئون سجائرهم.. والبعض الآخر قد بدأ في إشعالها.. هذا الجو الغريب!! كيف يسمح بالتدخين في هذا المكان؟! لغط سائد في الحجرة أشبه بانقطاع الإرسال عن التليفزيون.. أصوات أطفال صغار.. بكاء.. ضحك.. وفجأة.. انتفض أحد الرجال.. لأ أنا اللي هدخل الأول أنا هنا من الصبح!! والآخر عليّ الطلاق ما أنت داخل قبلي.. و آخر ياعم هديّ ياحج صلّ علي النبي كله بالدور.. رقمك كام ياست.. 12 قلتها ونظرت حولي.. لا يمكن هل سأنتظر كل هؤلاء ثم أدخل للطبيب!! ياااه.. مشوار طويل .. يارب ارحمني!!  ماما.. ماما.. أنا عايزة ماما طفلة تبدو في الثالثة من عمرها تبكي.. وقفت أمامي لا تعرف ماذا تفعل.. أمسكت بيدها متخافيش ماما... وإذا بسيدة تغدو إليّ"زينب" مش قلت لك متروحيش بعيد.. شكرا ياهانم. مازال الرجلان يحاولان الدخول إلي الطبيب كلا منهما يرغب في الدخول قبل الآخر.. علا الصوت.. انضم إليهما آخرين لم أدرك مرور الوقت وأنا انظر لهذه الوجوه.. الأطفال.. الرجال أصوات اللغط صداع .. ضجيج.. دارت الدنيا من حولي.. شعرت بأن الأرض لاتريدني فوقها.. شيء يلف.. يتحرك من تحتي.. ما الذي قرب السقف إلي هذه المسافة.. لماذا كل هذا الضباب أين ذهب الجميع.. لاأري أحدا.. أين أنا!! فتحت عينيّ.. ستائر بيضاء.. وجه يطل عليّ وابتسامة عريضة تعلوه.. حمد الله علي السلامة..أنا فين؟ أنت في العيادة.. ماذا حدث لي.. أمعنت النظر في الرجل الذي أمامي.. طويل..ضخم.. تبدو علي ملامحه آثار الزمن }الطيبة.. البشري.. يرتدي نظارات طبية{  تذكرت إنه الطبيب المعالج.. كيف دخلت إلي هنا.. هل أتي دوري؟  آه.. وإذا به ينزع إبرة من ساعدي.. لقد أغمي عليك منذ نصف ساعة.. لقد كانت حالتك خطيرة جدا.. الحمد لله إنك بخير.. لابد أنك لم تأكلي منذ الصباح الباكر.. فهذا كان واضحا عليك منذ أن أحضروك إلي هنا.. طعام الإفطار هام جدا وضروري.. سأكتب لك علي بعض المقويات ولكن المهم الغذاء الصحي..ومري عليّ بعد أسبوع من الآن كي أطمئن عليك.. أحسست يدا قوية ممسكة بمعصمي.. نظرت فإذا برجل ضخم في ثياب بلدية.. شعره حالك السواد}هيا بنا{ أخذت نفسا طويلا أنت!! ما الذي أتي بك إلي هنا.. انخرط في ضحك هادئ.. طبعا.. هو أنا أقدر أبعد عنك ياروحي.. أنا كنت في بيت جدك و.. لا لن أذهب معك .. لن يحدث هذا أبدا قلت ليك كفي.. انفصالنا هو الحل.. لن أعيش معك بعد الآن لا أستطيع الإنجاب.. ولن أتحمل زواجك من أخري.. ارحمني.. اتركني لحالي ..فجأة سقطت علي الأرض ولكن.. هذه المرة لم ننتظر طويلا حتى ترد علينا.. هذا أفضل.. ما هذا الهدوء.. اللون الأبيض أكثر راحة أليس كذلك؟؟ بالنسبة لي .. نعم..هو كذلك!!!!

 

* الصورة تعبيرية نقلا عن (2.bp.blogspot)

المصدر : خاص
عدد القراءات : 3542
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات