احدث الاخبار

أخبار السعيدة تنشر نص رسالة القيادة القومية إلى الأحزاب العربية الشقيقة حول التطورات في فلسطين العربية

أخبار السعيدة تنشر نص رسالة القيادة القومية إلى الأحزاب العربية الشقيقة حول التطورات في فلسطين العربية
اخبار السعيدة - صنعاء - خاص         التاريخ : 28-03-2010

وجهت القيادة القومية رسالة إلى الأحزاب العربية الشقيقة حول التطورات في فلسطين العربية حصلت شبكة "أخبار السعيدة" على نسخة منها وهذا نصها: نتابع هذه الأيام الحملات العدوانية الصهيونية والمخططات الاستيطانية التوسعية، وسياسات القمع والإرهاب والتطرف التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية ضدّ الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس الشريف، وتهديد عروبتها وتصاعد التوحش الهمجي الاستيطاني الصهيوني، والعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، والحصار الجائر على قطاع غزة.‏

إنّ قوات الاحتلال الصهيوني تواصل ممارساتها الإرهابية ضدّ شعبنا الفلسطيني الأعزل والمحاصر، واقتحام المسجد الأقصى، وتهويد مدينة القدس، وبناء المستوطنات وفق مخطط صهيوني استيطاني توسعي يقوم على طرد الفلسطينيين وتهجير الأطفال والنساء، وتغيير المعالم الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، وطمس الآثار العربية وتبديل هويتها وتاريخها.‏

إنّ ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من هدم للمنازل، ومصادرة للأراضي، وتدمير للأملاك والأوقاف في محاولة لتجريدها من طابعها الديني والتاريخي والتراثي، أمر يتعارض مع المواثيق الدولية، ومع قرارات الأمم المتحدة، واتفاقيات جنيف، ويشكّل تحدياً للرأي العام العربي والإسلامي والعالمي .

إنّ هذه التطورات المتلاحقة تتطلب منّا نحن العرب أحزاباً وتنظيمات شعبية وحكومات وقفة قومية ترقى إلى مستوى التحديات المصيرية، والتحرك الرسمي والشعبي العاجل لفضح ممارسات إسرائيل الإرهابية، وتعرية المخطط الصهيوني أمام العالم ومؤسساته، وإدانة إسرائيل واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها.‏

كما تتطلب من الفلسطينيين توحيد موقفهم الوطني، ودعم خيار المقاومة ونشر ثقافتها لما يشكّلانه من مدخل لخلق موقف داخلي وعربي ودولي للتصدي للاحتلال وإفشال مخططاته، ودعوة العرب والمسلمين إلى التكاتف والوحدة والتضامن، واتخاذ موقف حازم وصارم لمواجهة عنجهية إسرائيل وسياساتها العنصرية.‏

إنّ سورية عملت بجهد ودأب على رأب الصدع العربي إدراكاً منها لخطورة الممارسات الإرهابية للكيان الصهيوني وانعكاساتها على الأوضاع في المنطقة، وقد بذل السيد الرئيس بشار الأسد جهوداً مكثفة لتوحيد الموقف العربي وتفعيل آليات العمل العربي المشترك لمواجهة هذا الإرهاب، واتخاذ كل ما من شأنه التصدي لهذا المخطط، والدفاع عن المقدسات، ودعم المقاومة باعتبارها أنجع أساليب المواجهة لاستعادة الأرض والحقوق.‏

والطريق إلى ذلك هو إقامة السلام العادل والشامل الذي يعيد لكل ذي حقّ حقه , ويوفر الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة وبلدانها ، ولكي يصبح السلام حقيقة على أرض الواقع لا بدّ أن يستند إلى مرجعيته المحددة في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ، ومرجعية مدريد , وهذا السلام المنشود يحتاج إلى طرفين يؤمنان بالسلام ويلتزمان بمرجعيته ومتطلباته . وهذا الأمر غير متوفر عند الطرف الإسرائيلي الذي يعادي السلام ويمارس العدوان والإرهاب، والعنصرية واغتصاب الحقوق بحماية الولايات المتحدة الأمريكية , مستغلاً الضعف العربي والانقسام الفلسطيني، وعدم وجود موقف دولي فعال يلزم إسرائيل بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة. والسلام في الواقع لا يتحقق إلا بين الأقوياء فبوجود قوي وضعيف, يلجأ القوي إلى فرض شروطه على الضعيف , وإذا كانت المفاوضات هي الأسلوب للتوصل إلى السلام فالمفاوضات ليست من أجل المفاوضات فحسب، لأنها في هذه الحالة إضاعة للوقت، ولكي تكون المفاوضات مجدية وتصل إلى نتيجة لا بدّ أن تستند للمقاومة التي هي طريق أيّ شعب تحتل أرضه لمقاومة المحتل ومغتصب الحقوق، ولا بد أن يشعر المحتل أنّ الشعب الذي تحتل أرضه ماضٍ في طريق مقاومة الاحتلال , حتى بعد دخول المفاوضات. ومن هنا يأتي دور المقاومة كعنصر أساسي في معادلة الصراع المستمر بين العرب وإسرائيل. ولا بدّ أن نعي جميعاً أنّ دخول المقاومة كعامل في الصراع شكّل عنصر قوة لدى العرب في حسم الصراع لصالحهم، وعنصر قلق لدى الكيان الصهيوني، وبدأ يعمل المستحيل للقضاء على هذه المقاومة ففشل، ومن هنا تبدو المقاومة ضرورة من أجل التحرير , كما هي ضرورة من أجل السلام. هكذا أكدت تجربة الجزائر , وكذلك تجربة فييتنام ,فلم تتوقف مقاومة شعبيهما للمحتل إلا بعد نجاح المفاوضات بعودة الحقوق إلى أصحابها .

إنّ القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تدعو الأخوة الفلسطينيين أن يتجاوزوا مرحلة الانقسام، ويستعيدوا وحدتهم الوطنية كمرتكز للتمسك بالحقوق والثوابت، ومواجهة مخططات إسرائيل العدوانية الهادفة إلى تصفية قضيتهم، وتهويد أرضهم ومقدساتهم، ومطلوب من الأخوة الفلسطينيين تعزيز مقاومتهم للاحتلال من أجل استعادة أرضهم المحتلة وحقوقهم المغتصبة.

وتدعو القادة العرب أن يرتقوا بقراراتهم في القمة العربية التي ستنعقد قبل نهاية الشهر الحالي إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة في حاضرها ومستقبلها، وبشكل أساسي اتخاذ موقف عربي موحد وحازم في مواجهة عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني، ووضع حدّ لمخططها التوسعي والتصفوي العنصري لقضية العرب المركزية فلسطين، ودعم مقاومة هذا الشعب من أجل استعادة حقوقه المشروعة.

وتدعو القيادة القومية الأحزاب والتنظيمات الشعبية والسياسية في البلدان العربية أن تصعد من نشاطاتها وتعاونها في عمل مشترك، وتعزيز ثقافة المقاومة بين الجماهير العربية، وتعبئة طاقات الأمة للوقوف إلى جانب المقاومة بكل أشكالها حتى يتم تحرير الأرض العربية واستعادة الحقوق، وإفشال مخططات الهيمنة والسيطرة على الأمة العربية.

كما تدعو المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي ومنظمات المجتمع العالمية إلى مساندة الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده وتصديه لآلة الإرهاب الصهيوني، والوقوف في وجه العدوان، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقِّ الكيان الإرهابي للحيلولة دون انفجار الأوضاع في المنطقة، وتهديد الأمن والسلم العالميين بأفدح الأخطار.‏

إنّ القيادة القومية تؤكد على الحاجة الماسة إلى تضامن عربي فعال، وفعل عربي مسؤول يتواكب مع توحيد الجهد النضالي والسياسي للقوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية التي أسهمت خلافاتها في زيادة الغطرسة والصلف الصهيوني وارتكابه المزيد من المجازر وانتهاك الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.

إنّ وقفة عربية رسمية وشعبية وفعلاً مقاوماً على الأرض أصبحت ضرورة تقتضيها ظروف المواجهة مع العدو الصهيوني الذي بدا واضحاً أنه يزداد عدواناً ورفضاً لاستحقاقات السلام كلما لمس تراجعاً على المستوى العربي.

عدد القراءات : 3435
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات