احدث الاخبار

"الحياة اللندنية" تطالب العرب بالعودة إلى مصر

اخبار السعيدة - لندن         التاريخ : 31-03-2009

طالبت صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم الثلاثاء بعودة عقد القمم العربية الدورية والتشاورية إلى مصر باعتبارها دولة المقر، والأقدر على إدارة الأزمات بحكم مكانتها الكبيرة ودورها المحوري في المنطقة.وقالت الصحيفة ان القمة العربية تحولت في السنوات الاخيرة الى مناسبة للدولة المضيفة، وصارت الاجتماعات تتلوّن بتوجهات وسياسة هذه الدولة او تلك، واصبح بعض الدول يتعامل مع المسألة لفرض دوره وموقعه في القرار العربي، في حين لم تكن مصر، خلال السنوات الماضية، تدير المسألة على هذا النحو، او تتصرف مع مجلس القمة كملكية خاصة.

وأوضحت إن مصر كانت، على الدوام، تنظر الى القضية من زاوية الجامعة العربية، ومكانتها كدولة كبيرة، ومحورية في القرار السياسي العربي يغنيانها عن استخدام القمة لتعزيز دورها، وتحقيق مكاسب دعائية كما يفعل غيرها، فضلاً عن أن غياب القمة عن مصر همّش دور الجامعة العربية، وبات تأثيرها برتوكولياً مع بدء نظام تناوب الدول باستضافة القمم.

اضافت، إن تجربة العرب مع الانعقاد الدوري للقمة العربية، وغياب اي تقنين لصلاحية الدولة التي يحل عليها الدور لاستضافة القمة العربية، لجهة التأجيل والإلغاء، ودعوة من تريد، وكيفية التعامل مع المواقف الطارئة والاستثنائية، الى غير ذلك من حدود مسؤولية الدولة المضيفة، يفرض على الدول العربية معاودة النظر في قضية تداول الانعقاد حسب ترتيب الحروف الأبجدية للدول الأعضاء بالجامعة العربية، والعودة الى مصر كمقر دائم لعقد القمم، وعدم التفكير في منازعتها هذا الحق التاريخي.

وتابعت الصحيفة، إن العودة إلى مصر يعني تكريس دور الجامعة العربية، والمحافظة على الاعتدال. فضلاً عن أن خفض مصر لمستوى تمثيلها، وغيابها عملياً، عن قمتي دمشق والدوحة، هو نتيجة للتعدي على دورها المحوري والتقليدي في السياسة العربية.

وأشارت إلى هذا التعدي لا ينبغي التماهي معه وقبوله، فمصر هي نصف العرب، والواقع اثبت على الدوام ان إضعاف مصر، والقفز على مكانتها خلق واقعاً سياسياً لم نحصد منه سوى التشرذم، وتنامي دور التطرف والشعارات والمنظمات على حساب المنطقة ومصالح العرب العليا، ولهذا فإن الدعوة الى قرار عربي بعودة مجلس القمة الى مصر اصبح حاجة ماسة.

يذكر أنه في العام 2006 ترددت أنباء عن أن السعودية ستموّل إقامة مقر دائم لاجتماعات القمم العربية، يُقام في مدينة شرم الشيخ المصرية على البحر الأحمر، وتتولى مصر تقديم الأرض، وان السعودية ومصر اتفقتا، وبموافقة العديد من الدول العربية، على عقد القمم العربية العادية والتشاورية في مدينة شرم الشيخ المصريةـ ولكن لم يتم تأكيد هذا الخبر، وطواه النسيان.

خلافات مع قطر

كان السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية ذكر فى تصريحات للصحفيين على هامش اجتماعات القمة العربية الحادية والعشرين التي انتهت امس بالدوحة- إن مصر تبذل جهدا كبيرا من أجل العمل على رأب الصدع العربى ولوضع نهاية للخلافات العربية - العربية.

وقال: "هناك نقاط اختلاف واضحة تحدثت فيها مع الإخوة القطريين وأؤكد أنه عندما تكون مصر راضية ومرتاحة للوضع فسوف تعود هذه العلاقات إلى سابق عهدها ومسارها الطبيعي والأخوى بين دولتين عربيتين".. لافتا إلى أن الاتصالات بين القاهرة والدوحة لم تنقطع أبدا.

وحول المطالب المصرية فى تحقيق المصالحة العربية.. قال زكى "لا أحب أن أتناولها فى وسال الاعلام لأن تناولها يكرس الانقسام ويعمق الخلاف، وأرى أننا إذا ابتعدنا بالخلافات العربية عن وسائل الاعلام ستكون لها مخارج وتسويات مقبولة من الجميع".

وأكد زكى أن المصالحة العربية تسير إلى الامام لكنها تحتاح إلى الدعم والعمل الدؤوب واستكمال الجهد وبعض الوقت لكى تنجح.

"الجمهورية" تهاجم قطر

كانت صحيفة "الجمهورية" المصرية الحكومية شنت الاثنين هجوما حادا ضد قطر واتهمتها بأنها دولة معقدة نفسيا لأنها محتلة امريكيا. وقالت متهكمة أننا نظلم قطر لو قلنا إنها دولة لأن قرارها السيادي "ملعوب" فيه، واعترفت بوجود خلافات كبيرة بين القاهرة والدوحة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك رفض المشاركة في قمة الدوحة لأن المصارحة العربية لم تتحقق وبالتالي فإن المصالحة ستكون "موسمية"، فلا يعقل أن تتم مصالحة لنعقد اجتماعاً في ساعتين ثم نعود لخلافاتنا بعد ذلك".

وذكرت أن المدخل الفعلي للمصالحة العربية هو الاعتراف العلني والفعلي بسيادة كل دولة عربية والامتناع عن اعتبار أي أزمة في هذا البلد أو ذاك هي المناسبة للتدخل وتوسيع دائرة النفوذ..

وقال رئيس تحرير الصحيفة محمد علي إبراهيم : "كلنا نعرف أن قطر تعاني من مشكلة أو عقدة نفسية فهي دولة كل ما فيها أجنبي حتي جيشها ورجال شرطتها يقوم علي تدريبهم خبراء.. قطر تصدر البترول والغاز لإسرائيل وبترولها هو الذي يحرك الطائرات والدبابات الإسرائيلية ..وهي حصان طروادة الغربي في الوطن العربي.. أكبر قاعدتين أمريكيتين علي أراضيها".

أضاف: "قطر اختارت أن يحميها غيرها.. واختارت علاقات مع إسرائيل من تحت المائدة ومن فوقها.. الدوحة تفضل أن تحتضن إسرائيليين وراء الأبواب لتعاير الذين لهم علاقات معلنة وفي وضح النهار، وهذا لا يعني مصر في شيء".

وتابع: " تخطيء قطر إذا تصورت أن كل ما تفعله سيخفي سوءتها الكبري.. الانفاق علي حماس شيء جيد لأنها حركة مقاومة ضد العدو.. لكن المباديء لا تتجزأ.. لا يصح أن تدعم المقاومة وتساعد الاحتلال بالبترول.. ومن ثم فإن الحملات الإعلامية التي تشنها قطر علي مصر تدخل في باب "العقد النفسية" فهي دولة محتلة عسكرياً".

وقال ابراهيم: "ان قطر مثل الثوب المهلهل المليء بالثقوب وتحتاج دائما إلي من يسد ثقوبها.. بقناة "الجزيرة" أو بشراء الصحف أو باعتماد أموال لنشر الديمقراطية في الوطن العربي مثل المؤسسة التي انشأها الأمير وزوجته في مايو 2007 ويستفيد منها مغامرون وأفاقون في أمريكا وبعض الدول العربية".

واضاف: "احساس قطر بالدونية عال جدا من ثم فهي تشعل الدنيا ضجيجا من حولها بمحاولة لعب أدوار قومية أو الإدعاء بأنها تناصر المقاومة لأنها لم توقع معاهدة سلام مع إسرائيل مع أن الجميع يعرفون أن ما بينها وبين الدولة العبرية أقوي من المعاهدات.. أنه أشبه بالزواج الكاثوليكي".

وتابع: التقافز القطري في المصالحة الفلسطينية أدي إلي إفسادها بدلا من رأب الصدع، مؤكدا أن تأييد قطر لفصيل علي آخر من الفصائل الفلسطينية فإنها تساهم في الانقسام بينهم وهو أخطر من العدوان الإسرائيلي، ومشيرا كذلك إلى دخول الدوحة إلى الملفين السوداني ثم اللبناني".

وأوضح ابراهيم أن "مصر لا تعترض علي جهود مخلصة تبذل لإزالة المشاكل أو الأزمات.. ومصر لا تقول إن رأيها فقط هو الصواب ورأي غيرها خطأ.. بالعكس مصر تحترم الرأي الآخر وتستفيد منه ولكنها تقدس استقلال قرارها وسيادتها وأمنها القومي".

 

عدد القراءات : 5064
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات